ناصر بن ناصر يكتب: ما بين الصين وإيطاليا.. المستقبل هو ما نختاره

WhatsApp Image 2020-03-17 at 10.53.07 AM
WhatsApp Image 2020-03-17 at 10.53.07 AM
ناصر بن ناصر بن جميل* يقف المجتمع الأردني أمام خيارين فيما يخص استجابتهم لوباء الكورونا. الخيار الأول هو التجاهل والتغاضي واللامبالاة ونتيجته المؤكدة هي الفوضى والهلاك، اما الخيار الثاني فهو التضامن والتكاتف والارتقاء للمسؤولية ونتيجته المحتملة هي النجاة بأقل الأضرار. المعادلة بسيطة ولا وجد بدائل أخرى. المواطن الذي عقد حفلة زواج أبنته في أربد بحضور أربعمائة ضيف وتناقلت الأخبار بأن أحدهم مصاب بالكورونا أختار الخيار الأول. المصلين الذين أقاموا صلاة الجماعة أمام مسجد حي نزال وبالرغم من توصيات المسجد ودائرة الأوقاف اختاروا الخيار الأول أيضا. كلاهم عرضوا أنفسهم وغيرهم إلى الخطر وانعكست تصرفاتهم سلبيا على سلامة المجتمع والأمن الوطني. من يحاسبهم على أنانيّتهم ولما نحن مضطرون على دفع ثمن خياراتهم؟ يتحدث أحد الزملاء سابقا حول حال الحجر الصحي في مستشفى البشير وضرورة تفهّم المواطن لمشقّة الحجر مضيفاً "بأنه ليس فندق خمس نجوم". وتمر الأيام وعجبا لقرارٍ حكومي باستئجار أفضل فنادق الخمس نجوم على شواطئ البحر الميت لحجر العائدين من السفر وفي المقابل ما زال بعض المواطنون مستنفرون من حال الحجر وإجراءاته. المجتمع الأردني على مفترق الطرق. إما نستمر بتجنب مسؤولياتنا كمواطنين ونستمر بالاتكالية وإلقاء اللوم على الحكومة كلما سنحت الفرصة أو ندرك بأننا نحن من نملك قرار مصيرنا بغض النظر عما تفعله الحكومة وبالرغم من تقصيرها في الكثير من الأحيان. يعلِّق أحد الأصدقاء في الخارج بأن ما يراه على مواقع التواصل الاجتماعي في بلده يبدو أقل غضبا هذه الأيام. وبأن التعليقات الساخرة قد اختفت وبأن الناس وضعت خلافاتها جانبا في الوقت الحالي. ويضيف أيضا بأن العناء والاصابات قد قربت ما بين الناس وجعلتهم أكثر تعاطفا مع الآخرين وأكثر امتنانا للنعم التي يتمتعون بها. هل هذا يعكس الواقع الأردني بأي طريقة؟ قد يبدو الفيروس في البداية موضوعًا للمزاح والسخرية على وسائل التواصل الاجتماعية والرسائل الفورية إلى أن يصيب أحد من أقربائنا أو أعزاءنا. فلنتذكر، هنالك اليوم ثلاثة وثلاثون مصاب من أخوتنا الأردنيين يصارعون المرض وأضعاف هذا العدد في الحجر. ولنفكر بالكوادر الطبية والأجهزة الأمنية وهم ساهرون الليالي ومعرضون أنفسهم للخطر أثناء حمايتنا وفي المقابل كل ما يطلبونه منا هو البقاء في منازلنا مع أحبائنا ومع كل سبل الرفاهية والطمأنينة، الأمر الذي قد يتمنونه لأنفسهم. قد تكون هذه فرصتنا الذهبية وإذا صدقت أسوء المؤشرات فقد تكون فرصتنا الأخيرة. هل نختار مصير إيطاليا أو مصير الصين؟ هل ننتظر الحكومة لإيجاد المزيد من فنادق الخمسة نجوم لاستقبالنا؟ يقال بأن الأزمات تظهر أفضل ما في الشعوب وأسوئها أيضا. فلنختار الأفضل. اضافة اعلان

*مدير معهد الشرق الأوسط العلمي للأمن