نبات "العكوب".. يترجل من جبال الغور الشمالي إلى المزارع

Untitled-1
Untitled-1
علا عبد اللطيف الغور الشمالي - لم يعد الكثير من أهالي لواء الغور الشمالي وخصوصا في المناطق الشفا غورية، يتكبد مشاق الصعود للجبال بحثا عن نبات العكوب لبيعه أو إعداده كوجبة طعام موسمية للعائلة، إذ إن ما كان صعبا الحصول عليه سابقا ويحتاج إلى جهد كبير، أصبح حاليا بين أيديهم ميسرا، بعد أن عمرت أراض في الغور الشمالي بأشتاله الخضراء. والعكوب الذي تمكنت أساليب الزراعة الحديثة من زراعته في المزارع، هو نبات شوكي له أهميته وقيمته الغذائية، على الرغم من قلة انتشاره بين الأردنيين كوجبة رئيسية، في وقت يحظى فيه بأسعار مرتفعة طوال الموسم الذي يزيد على شهر. وتقول أم محمد أبو عبطة، إنها بدأت بزراعة نبات العكوب أولا بحديقة منزلها في منطقة الكريمة، قبل أن تنتقل لزراعته في أرض أكبر، مشيرة إلى أن العكوب أصبح بالنسبة لها تجارة تدر عليها دخلا جيدا، وخصوصا في الموسم الحالي. وأشارت إلى أن نبات العكوب المزروع يماثل البري، بل يفوقه من حيث الحجم والجودة، ومخاطره أقل، فهو يجنب قاطفيه الملاحقة من أصحاب المزارع المتواجد فيها العكوب أو تغريمهم ماليا، خاصة في المحميات الطبيعية. وأكدت أم محمد، أنها توجهت إلى مديرية زراعة لواء الغور الشمالي، وقامت بالاستفسار عن كيفية زراعة العكوب في حديقة منزلها وتسويقه، مشيرة إلى أن قسم الإرشاد الزراعي قام بتدريبها على ذلك، وهي قامت بدورها باستغلال مثل هذا الوقت من كل عام للعمل على زراعة العكوب، في حديقة منزلها. وقالت "في البداية كانت العملية اكتفاء ذاتيا لها ولعائلتها وبعد ذلك أصبحت تلبي طلبيات الجيران وبأسعار مناسبة، لتجد أن مادة العكوب وزراعتها مربحة جدا، فلجأت إلى تحويل أرضها الزراعية من زراعات تقليدية متعبة جدا وغير مجدية اقتصاديا إلى زراعة العكوب. وتقضي أم محمد وقتها في أرضها في مثل هذه الأيام، حيث دخول موسم العكوب، وتفترش التراب لتعمل على إزالة الحشائش الضارة من محيط نباتات العكوب. وتقول إن زراعة الأشتال ذات جدوى اقتصادية اكثر من البذور، إذ ينمو كل عام بعد أن تبقى الأشتال ظاهرة، وهذا يسهّل الاعتناء بها ويوفر الوقت والجهد، أما زراعة البذور، فتحتاج عامين لتثمر وهي أقل نجاحا. وتنتج أم محمد أكثر من 300 كيلو غرام من العكوب سنويا تدر عليه دخلا كبيرا وتمكنها من العيش الكريم، مؤكدة أنها قامت بتدريس أبنائها بالجامعات وتلبي احتياجات بيتها دون الحاجة إلى الجمعيات. ويقول علي ابو سمرة، إن نبات العكوب من النباتات الشهيرة التي تشتريها العائلات أردنية من على بسطات الشوارع، وأحيانا يجري الاحتفاظ بها مفرزة في ثلاجات البقالات والمولات، اذ تشكل مصدرا اقتصاديا لأسر ريفية تقطن القرى في المحافظات. وفي منطقة المشارع والتي تعد من المناطق الأشد فقرا في اللواء تقوم علياء الدبيس وأطفالها، بتنظيف اكوام من العكوب بازالة الأشواك عنه وتقشيره في نطاق يحفظ لب النبتة، فيما يعمل أطفالها على فرش بسطاتهم على الطريق الدولي لبيعه بأسعار مناسبة تمكنهم من تلبية احتياجاتهم، ما يعينها على تلبية مصاريف العائلة. وأكدت الدبيس، أن هذا الموسم، يمد يد العون لعائلات عديدة تعمل في البحث عن هذه النباتات، إذ يتراوح سعر كيلو العكوب بين 3 و4 دنانير، مبينة أن عناء قطف هذه النباتات، وتنظيفها يحتاج إلى جهد، ما يجعل من سعره الحالي، جيدا إذا ما قورن بجهود البحث عنه وتنظيفه وتجهيزه. وقال مدير زراعة لواء الغور الشمالي الدكتور موفق أبو صهيون، إن المديرية تهدف إلى النهوض بزراعة هذا النبات وتطويره، مشيرا إلى أنه تم عقد العديد من اللقاءات لتبادل الخبرات مع المزارعين، لا سيما بشأن آلية استنبات الأشتال. ويقول إن بذور العكوب "حساسة" وتستزرع في ظروف خاصة كالتربة والجو البارد والري بكميات ووقت محددين "كي لا تتعفن". وأفاد أبو صهيون، بأن أشتال العكوب تزرع في تشرين الثاني (نوفمبر) وكانون الأول (ديسمبر) وتقطف في شباط (فبراير)، ويستمر الموسم لأكثر من شهر. وخلال الموسم تتفرع أشتال العكوب وتعطي ثمارا أكثر، وهي تنمو تلقائيا في المواسم اللاحقة، كما أنها تتفسخ (تتفرع) وبالتالي تحمل ثمارا أكثر. ويقول أبو صهيون، إن "جذر النبتة يغوص في الأرض سنويا نحو ثلاثين سنتيمترا، ويستمر عطاؤها حتى إن تم قلب الأرض وحراثتها، خاصة إذا كانت حديثة العمر".اضافة اعلان