نتنياهو رئيس وزراء مدى الحياة

هآرتس

عوزي برعام

إن اقتراح بنيامين نتنياهو الغاء مؤسسة الرئاسة- لأنه ببساطة لا يحب روبي رفلين- فكاهة ولا أمل له حقيقيا في أن يمر. لكن على كل حال، اذا كان رئيس الوزراء يرغب في التغيير تغييرا يخفف عنه وعن تمسكه بالحكم، فلماذا يلغي مؤسسة الرئاسة خاصة؟ واذا كان يخشى ألا يلقي عليه الرئيس القادم مهمة تشكيل الحكومة فعليه أن يمسك بالثور من قرنيه. فمن المنطقي أكثر أن يقترح اجراء استفتاء للشعب في اقتراح أن يكون رئيس وزرائنا – أي هو – رئيس وزراء لمدى حياته.اضافة اعلان
هل سيمس ذلك بالديمقراطية؟ حاشى له أن يفعل. فسيستمر وجود انتخابات حرة للكنيست كما ينبغي لدولة ديمقراطية، بل يستطيع نتنياهو أن يبادر إلى تعديل يقضي بأن ينتخب الشعب وزراءه مباشرة، وأن يمثل أمام الشعب في يوم الاستقلال التالي فيمجد التعديلات التي أدخلها إلى حياتنا وهي أن رئيس الوزراء يُنتخب حياته كلها لأنه يمثل الدولة اليهودية التي ستحيا إلى الأبد، أما الكنيست فتمثل الديمقراطية التي هي مهمة لكنها غير أبدية.
لكنك تستطيع يا سيدي رئيس الوزراء ايضا أن تختار طريقة اخرى تحتاج إلى شجاعة لكنها ممكنة. يمكن اجازة اقتراح قانون يقضي بألا يقدر انسان فوق سن التقاعد على أن يُنتخب رئيسا للدولة. ولا يستطيع رفلين أن يزعم أن هذا قانون جاء لمنع انتخابه لأنه يسري على الآخرين ايضا.
لا شك في أن رفلين وأنصاره سيسارعون إلى إثارة مزاعم باطلة مثل أن شمعون بيرس نجح جدا في عمله برغم سنه الكبيرة جدا، فلماذا يُسلب من هم أكثر صغرا منه هذا- لكن عندك جوابا مُعدا وعميقا وعادلا عن هذا ايضا وهو أن بيرس أثبت أن الانسان في سن كبيرة جدا يأتي بحماقات وعلينا منع ذلك. ما الذي دهاه حتى التقى بمحمود عباس، وما الذي دهاه حتى اتجه إلى لقاء زعماء أوروبيين لم يريدوا لقاء وزير الخارجية ليبرمان؟ وما الذي دهاه حتى تجرأ على انتقاد اجراءاتي السلمية؟ وما هو معنى الشعبية غير المعقولة لشخص عجوز يحاول التودد إلى البرايا وأن يقتطع من قوة رئيس الوزراء؟.
سيقول نتنياهو إن شمعون بيريز شخص جدي فقد بنا اشياء مهمة جدا لأجل الشعب لكنه فعل ذلك في شبابه. وقد حظي في الحقيقة بمدح لا نهاية له من مناحيم بيغن الذي أجل دائما شخصيته وعمله لكن الشيخوخة لم تحسن اليه. والجمع بين الباعث والشيخوخة أفضى به إلى الضغط لإحراز تسوية سلمية. ومن هو في الحاصل العام أصلا رجل من مباي لم يخدم في الجيش الإسرائيلي ويريد أن يفرض على الشعب اليهودي الفخور افكاره القديمة.
لا تسر في الطريق السهل يا نتنياهو. ولا تقترح الغاء مؤسسة الرئاسة. فهذا يبدو اجراء انتقاميا حقودا. بل اتجه إلى ما تؤمن به حقا فأنت تعلم أن شعب إسرائيل لم يحظ بزعيم ومتكلم مثلك، وأنت غير مستعد لأن تصبح كرة لعب في أيدي بينيت ولبيد وهيرتسوغ وليفني وليبرمان. فاقترح انتخابا مدى الحياة.
من المؤكد أن توجد معارضات إسرائيلية ودولية لكن الشعب يعلم أن كل المعارضات أصلها اليسار الإسرائيلي الذي لم يسلم بسقوطه ويعارض كل اجراء يُثبت يهودية دولتنا الحبيبة. إنهم هم الساخرون، قل لنفسك، وهم المحرضون في الخارج علينا. ولا أعلم هذا من اليوم فقط. فمن الحقائق أنني همست بذلك في أذن الحاخام كدوري قبل سنوات.