نتنياهو رجل لا حدود له

هآرتس

بقلم: عوزي برعام

اضافة اعلان

استطلاعات الرأي العام لا تبشر بالخير لبنيامين نتنياهو؛ اذ تعكس الشعور باليأس العام منه، لكن الانتخابات ربما تجلب نتائج مختلفة.
حتى اسحق رابين، الذي نجح في اسقاط اسحق شامير في 1992 فعل ذلك فقط لأن "هتحياه" وحزب الحاخام موشيه لفينغر، قاموا باضاعة 50 ألف صوت واضح لليمين. صحيح أن نتنياهو يعول على فشل ميرتس المحتمل في الوصول الى نسبة الحسم، لكن ليس هناك أي يقين بأن هذا ما سيحدث. ميرتس تعود على أن يكون تحت نسبة الحسم قبل لحظة من الانتخابات، وفي لحظة الحقيقة يرفع رأسه فوق الماء.
نتنياهو يئس من الناخب اليهودي. صحيح أنه يوجد بيبيون معجبون به، لكن يوجد ايضا غضب كبير موجه اليه. نتنياهو ادرك أن نجاح التطعيمات لن ينسي حجم الاخفاقات وعدد الوفيات بالكورونا.
في الوقت الحالي هو يحاول تجميع الاصوات من المجتمع العربي. وكالعادة هو يفعل ذلك في الوقت الذي يحاول فيه تربيع الدائرة. يقوم برعاية ايتمار بن غبير، مواصل درب الحاخام مئير كهانا والذي يكره العرب بشكل واضح، وفي نفس الوقت يهمس في أذن العرب بأن "الليكود هو بيتكم".
القائمة المشتركة كانت منذ تشكيلها هجينا. وهي تتشكل من احزاب مختلفة في مواقفها. أيمن عودة الليبرالي اضطر الى الموافقة على مقاطعة ونبذ منصور عباس ورجال الدين الذين مواقفهم من مكانة المرأة وحقوق المثليين معروفة جيدا.
الى هذا الصراع الداخلي اندفع نتنياهو مثل البلدوزر، مثلما يعرف كيف يفعل ذلك جيدا. نتنياهو يفترض أن راعم سيجتاز نسبة الحسم. وحملته ستركز على رغبة العرب في الاعتراف الحقيقي بهم. منصور عباس يطالب في الدوائر الداخلية بالتصرف مع السلطة على نمط الاحزاب الدينية: الانغلاق على نفسها ومنح الدعم السياسي مقابل الدعم المادي. نتنياهو لا يطالب بالتصويت لراعم رغم أنه يأمل فوزه، بل يقوم بحملة من اجل تصويت العرب المباشر لليكود. ومن المحزن التفكير أنه في الشارع العربي هناك من سيثقون بنتنياهو، المحرض الاكبر ضدهم.
إن فوز راعم سيكون مثل نزلة البرد بالنسبة لايتمار غبير وبتسلئيل سموتريتش. بالنسبة لهما منصور عباس هو اسوأ من أيمن عودة بكثير. ايمن عودة هو زعيم علماني له ميل فلسطيني، في حين أن منصور عباس هو ممثل المسلمين الذي يوجد لاصحاب نظرية الخلاص حرب ضروس معه.
الفوز على نتنياهو في الانتخابات سيرتكز على افتراضين من الصعب تحقيقهما. الاول هو أن جميع احزاب اليسار – وسط ستجتاز نسبة الحسم. وعدم تحقق هذا الافتراض سيؤدي الى بعثرة 100 ألف صوت تقريبا، الامر الذي سيخدم نتنياهو. الثاني هو أن القائمة المشتركة ستنجح، بجهد كبير، في كبح التدفق نحو عباس وربما نحو نتنياهو.
نتنياهو اثبت في السابق بأنه لا يوجد أي جهد غريب عليه في طريق النجاة من مصيره الشخصي – القانوني، ومن أنه شخص محرض حتى بالنسبة للجمهور. لذلك، لا يمكن أن نتفاجأ من أن الشخص الذي حذر من أن "العرب يتدفقون الى صناديق الاقتراع" يأمل الآن تدفق العرب، بالطبع نحو حزب معين، بأعداد كبيرة نحو صناديق الاقتراع. نعم، المحرض الاكبر ضد العرب يرتدي قناع الانساني المحب للمساواة. لا توجد حدود لهذا الشخص.