نتنياهو كأدنى الزعران

Untitled-1
Untitled-1

هآرتس

عوزي برعام 21/1/2019

اضافة اعلان

قل لي، يا نتنياهو، ألا تخجل من جعل شعب كامل ينشغل بالاتهامات الموجهة ضدك؟ ألا تخجل من التباكي، رئيس حكومة في مكانة رفيعة يتباكى بأنهم قاموا بحياكة قضية له؟
أريد أن أذكرك بأنك لست الاول. رئيس المحكمة العليا والمستشار القضائي للحكومة الأسبق، أهارون باراك، الذي يرغب نظامك البائس في تشويه سمعته، تسبب باستقالة حكومة يتسحاق رابين من رئاسة الحكومة في 1977. لن يدعي أحد، بما في ذلك هو نفسه بالطبع، بأنهم حاكوا له قضية، حيث أن شخصا من معسكره لا يريد مغادرته عشية الانتخابات وهو يترك خلفه حزبا ينزف، ولم يكن أحد ليتجرأ على الادعاء بأن باراك قام بحياكة قضية لليئا رابين.
رئيس الحكومة السابق أيضا، إيهود أولمرت، لم يكن يشتاق للوصول إلى المحكمة. لقد حارب بكل قوته ضد كل ادعاء طرح ضده، أيضا وقفت أمامه شاهدة ملكية جاءت من الدائرة المقربة جدا له، لأن الشهداء الملكيين الموثوقين دائما يأتون من هذه الدائرة. ونذكر أيضا عيزر فايتسمان الذي تم ابعاده بفضيحة من مقر رئيس الدولة، لأنه تلقى الاموال من شخص ثري.
وماذا عن آشر يادلين، من كبار شخصيات حزب السلطة في حينه، ألم يذهب إلى السجن؟ ويجب ألا ننسى وزير المالية، الذي في الاصل جاء من حزبك، ابراهام هيرشيزون.
وهناك أيضا الكثيرون الذين جميعهم ادعوا براءتهم، حتى أنهم اتهموا النواب العامين أو القضاة بأنهم اخطأوا عندما اتخذوا قرارات ضدهم، لكن لا أحد منهم قام بتعيين مفتش للشرطة ومستشار قضائي للحكومة، بهدف أن ينقذهم هؤلاء من رعب الحكم.
واذا كان ذلك لا يكفي، فإن نتنياهو الآن ينقض على المستشار القضائي، المقرب جدا منه بروحه ومواقفه. نتنياهو، كما نذكر، هو أيضا الذي اختار شلومو فلبر ونير حيفتس كمساعدين له. هؤلاء الذين نفذوا كما يبدو تعليماته. والآن يقف أمامهم ويتهمهم بأنهم آخر المتعاونين.
ولكن لأن نتنياهو لا يمكنه الادعاء بأن افيحاي مندلبليت جاء من مركز ميرتس وروني أل شيخ هو عضو في "كاسرو الصمت"، فهو يتهمهم بالخنوع لوسائل الاعلام واليسار. عمليا، هم ضحايا اليمين الذي يسير وراء نتنياهو، هم وليس سيدهم.
يجب الانتباه لردود رؤساء منظمات الجريمة على الاتهامات ضدهم. هناك ادعاءان يظهران دائما في الردود. الاول هو "لقد قاموا بحياكة قضية لي"، والثاني هو "الشهود الملكيون يكذبون". صحيح أن الشهود الملكيين لنتنياهو لم "يختفوا" تحت جنح الظلام مثلما حدث للشهود الملكيين الذين يشهدون ضد منظمات الجريمة. ولكن الخط الذي يتبعونه هم ورجاله ما زال خطيرا جدا. هم يحاولون التضحية بالصحفيين على مذبح ظلمه.
هم حولوا امنون ابراموفيتش ورفيف دروكر وبن كسبيت وغاي بيلغ إلى أعداء للشعب. العار يغطي وجه كل شخص عاقل. أنا لا أنتمي إلى ما يسمى "زمرة كارهي نتنياهو". لم اعتقد أنه في الوقت الذي عرفته للمرة الاولى سيصل إلى ما وصل اليه الآن. لقد احترمته وما زلت احترمه، على الانجازات التي حققها، لكن خطواته الاخيرة، أي تسويد وجه جهاز القضاء من خلال استخدام اكاذيب واضحة عن حياكة ملفات ضده، تجعلني أفكر بأنه يحاول تجنيد شعب كامل للمواجهة على مصيره، مصير كله من صنع يديه.