نتنياهو لن يستطيع الهرب من الضغط

يديعوت - يسرائيل فيلمان

     

أيام سيئة تحل علينا. ليس واضحا اذا كانت الخطوة العنيفة للادارة الجديدة في الولايات المتحدة ستدفع فرص السلام في المنطقة الى الامام، ولكن لا ريب انها ستؤدي في غضون وقت قصير الى معركة داخلية بشعة في إسرائيل.

اضافة اعلان

مهما كانت نوعية الحل الوسط الذي سيتخذ في نهاية المطاف بين نتنياهو واوباما، فان حكومة إسرائيل ستضطر، في كل الاحوال، الى تنفيذ الحد الادنى الذي يستدعيه العقل السليم: ازالة البؤر الاستيطانية غير القانونية. لقد تملص شارون، وناور اولمرت ولكن بالذات بيبي، مع النحس الملتصق به دوما، سيتعين عليه أن ينفذ.

تلك الخطوة التي تبدو ظاهرا هامشية في نظر الاجانب، والواجبة جدا في دولة ذات مبنى سلطوي مرتب، تفتح دفعة واحدة جراح فك الارتباط التي لم تلتئم بعد. احداث هذا الاسبوع في ارجاء المناطق – اصابة فلسطينيين، احراق حقول وكروم، اغلاق طرق ومواجهات مع جنود – هي فقط رنين التسخين في عرض الروك الثقيل على نحو خاص.

ليس أمام دولة إسرائيل مفر: اذا كانت المواجهة حول "التوسع الطبيعي" للمستوطنات هي موضوع خلاف سياسي، فان ازالة المباني التي نصبت عشوائيا، في ظل الاستهتار بالقانون، هي أمر مسلم به – سواء كان الحديث يدور عن خيمة أم عن رضيع الى جانب الون موريه ام بسطة لازعر في نتانيا او عزبة قرصنة في شرقي القدس. وبالفعل، فان من واجب الدولة ان تقرر – ليس اذا بل متى وكيف بالضبط – طرد الغازين، كما تراه مناسبا.

إن مفهوم هذا الاساس لفن الحياة المشتركة، مطلوب من كل مواطن، وهو الامر الذي وجد مفعولا فقهيا – دينيا له في المذهب الاصلي للصهيونية الدينية. ولكن، في العقود الاخيرة، من غوش ايمونيم وحتى غوش قطيف، تحطمت هذه المكانة المقدسة بتشجيع نشط من القيادة الدينية، من كبار تلاميذ الحاخامين، ابتداء من الصعود الى الأرض في ظلمة الليل، عقب رفض الاوامر في "طرد" قطيف وانتهاء بغض النظر عن فتيان التلال. والممثلان البارزان للظاهرة هما حاخاما الاتحاد الوطني اليوم، دوف ليئور وزلمان ميلاميد، اللذان رفضا الجلوس في حضرة رئيس الورزاء في معقلهم، مدرسة "مركاز هراف" الدينية".

المصيبة هي أنه من اللحظة التي تحطم فيها السد – في المرحلة الأولى تمر منه دفعة صغيرة ولكن سرعان ما يتفجر فيه فيضان كبير. الدفعات الصغيرة باتت وراءنا، ففك الارتباط كشف جدولا نشطا، اما النهر الفائض فقريب جدا. والعدد الذي يزداد باستمرار لخارقي القانون وملحقاتهم، هو مظهر من مظاهر التآكل المتواصل في إمرة الآباء والمربين، ولا سيما اولئك من بين الحاخامين ممن ما تزال عيونهم في رؤوسهم. ومكانهم يحتله ابطال جدد.

الحاخام اليعيزر ميلاميد، هو مثلا من كبار حاخامي "يشع" (المستوطنين)، رئيس مدرسة التسوية في جبل براخا وصاحب المقال الدائم في برنامج "في السابعة" (التابع للقناة 7 التي اقامها ابوه). ويحرص ميلاميد على ان يكرر الكتابة مثنيا على فتيان التلال "الاعزاء الذين يفنون انفسهم من أجل استيطان البلاد" و"انهم مبعوثو إسرائيل على أجيالها". وهو يعتقد مثلا أن سياسة "شارة الثمن" التي تبنوها (المس بالاملاك الفلسطينية، الشرطية او العسكرية ردا على كل عملية اخلاء) ناجعة للغاية، ويقدر القدرة الرائعة لديهم في تحويل الهياج الذي كان مكبوتا خلال سنوات دراستهم الـ 12 "من اجل قيم مقدسة"، حتى وان كانوا غير مؤدبين جدا.

قبيل العهود القاسية التي بانتظارنا – فتيان التلال هم المشكلة الأصغر للاستيطان المحافظ على القانون في يهودا والسامرة والذي يعارض الصورة الشريرة التي نشأت له بسببهم. المشكلة الحقيقية للاستيطان هي المرشدين من امثال الحاخام ميلاميد.