نتنياهو له قدسه أيضا

 

 

يديعوت – ناحوم برنياع

في الولاية السابقة لنتنياهو كرئيس وزراء مرت مائة يوم على اقامة الحكومة بالضبط قبل مبادرته إلى التورط في قضية نفق المبكى. مائة يوم من تخدر الاحاسيس.

اضافة اعلان

وفي الولاية الحالية احتاج إلى 120 يوما. هذا بالتأكيد تقدم، وان كان هناك مراقبون متفائلون توقعوا أكثر. وفي غمرة مواجهته للضغوط من واشنطن والضغوط من الجناح اليميني لحزبه وائتلافه، اختار نتنياهو الحل السهل: القدس. ومثلما فعل في قضية النفق، فهو يعتقد أن الكلمة السحرية "القدس" ستجلب له  دعم اليمين في اسرائيل بل وايضا الوسط السياسي في البلاد، ومعظم يهود الولايات المتحدة، ومعظم اعضاء مجلسي الكونغرس.

بتعبير آخر: إنه يرغب في أن يصرف المواجهة مع ادارة اوباما من مسألة البناء في المستوطنات حيث لا يوجد له تأييد حقيقي، ليس هنا ولا هناك، الى ساحة اكثر راحة. كان يمكن لهذا أن يكون لامعا لو لم يكن مكشوفا بهذا القدر.

وكما تقول القصيدة، لكل واحد قدسه. قدس دافيد بن غوريون تضمنت غربي المدينة والبلدة القديمة. وقدس ايهود باراك وبيل كلينتون تضمنت غرب المدينة والاحياء اليهودية التي بنيت بعد حرب الايام الستة. هذه، الى هذا الحد او ذاك، كانت قدس ايهود اولمرت لاحقا؛ وقدس الاصوليين تمتد بين المبكى والاحياء الاصولية، بين ميدان السبت وموقف سيارات كارتا؛ وقدس ارفين موسكوفيتش ثري اليانصيب من لونغ ايلند، هي مدينة محتلة، تخلد النزاع. هي اللغم الذي سيمنع تحقيق اتفاق سلام بين النهر والبحر، لا قريبا ولا في المستقبل.

موسكوفيتش استثمر مالا كثيرا في اقامة جيوب صغيرة داخل احياء عربية في شرقي القدس. والسكان الذين يدعمهم ماليا لا يأتون للسكن، بل يأتون لتثبيت حقائق سياسية على الارض. فهل يعقل، كما سأل نتنياهو أمس (الأحد)، الا يسمح لليهود ان يسكنوا في اجزاء من نيويورك او واشنطن؟ هذا قول منافق، ومزايد. اليهودي الذي يسكن في برونكس او في كوينز يعيش بسلام وبسعادة تحت العلم الاميركي. اما يهود موسكوفيتش فسيعيشون في ظل حراب الجيش الاسرائيلي. وهم لا يأتون كنزلاء: بل يأتون كأسياد.

قال لي احد المستفيدين من تبرعات موسكوفيتش هذا الأسبوع إن الأخير مريض جدا. والسؤال حول استمراره في الاستثمار في مستوطناته منوط اساسا بعائلته. الحقيقة هي أن موسكوفيتش هو حجة. والعنوان الوحيد، شرا كان أم خيرا، هو حكومة اسرائيل. وهي تغلق عينيها، وتغمز، وتصادق، وتنظم عروضا زائفة في الوطنية امام الكاميرات.

احدى نقاط ضعف نتنياهو في الماضي كانت تحديد سلم الاولويات. في بداية الولاية الحالية حاول اصلاح الامر. عندما سئل ما هي المواضيع الثلاثة الهامة له أجاب: "ايران، ايران، ايران". وهو يعرف انه كي يحاول وقف ايران يحتاج بشدة الى الادارة الاميركية. ومن أجل الاستعانة بالادارة فانه ملزم بالحفاظ على التأييد التقليدي لاسرائيل في الرأي العام الاميركي، فمنذ حرب الغفران لم يكن تأييد الرأي العام الاميركي هاما بهذا القدر لاسرائيل.

المشكلة هي أنه في افعاله يقوم بالعكس. ويبين استطلاع أجراه معهد الاستطلاعات الاميركي الهام غرينبرغ كوينلن – روزنر، معهد ستانلي غرينبرغ، أننا نواجه مشاكل كبرى، حيث أن 46 في المائة من الاميركيين فقط يعتقدون الان بان اسرائيل ملتزمة بالسلام، وذلك اقل بـ 20 في المائة مما في بداية السنة؛ 44 في المائة يعتقدون ان على أميركا ان تدعم اسرائيل، بالقياس الى 71 في المائة قبل سنة. واقل من النصف مستعدون لان يسموا أنفسهم مؤيدين لاسرائيل، بالقياس الى ثلثين في السنة الماضية. هذه ارقام خطيرة.

يمكن عزو التدهور الى تصريحات اوباما وكلينتون. ويمكن عزوه لتصريحات نتنياهو وليبرمان. السؤال من المذنب أقل اهمية من السؤال ما العمل الان. نتنياهو اعطى الاشارة أمس (الأحد): نشدد المواجهة. بعد اسبوعين – ثلاثة اسابيع، عندما سيذعر ويرغب في النزول عن الشجرة، سيتبين له أن الشباب من الليكود ينتظرونه في الاسفل.