نتنياهو.. هل ستعرف كيف تحافظ على الدولة؟

معاريف

ابراهام فرانك

للسيد بنيامين نتنياهو سلام، انا آتي من اليسار ومن التعليم. كانت حملة انتخابات قاسية، وتكبد معسكر اليسار في نهايتها هزيمة نكراء. لقد سبق ان تكبدها في العقد الذي بين 1967 – 1977، بعد حرب الأيام الستة وحتى التحول. انعدام القدرة على إجراء تفكير معمق في وضعنا وفي مستقبلنا – أدى بنا الى هذه الحافة. قرار مباي ابقاء الضفة الغربية مع ملايين الفلسطينيين هناك تحت حكمنا كان الخطيئة التي لاقت بالتدريج عقابها. في هذه القصة كان لك دور مركزي، كنت فيه أحد الخاطئين: على المستوى الشخصي وعلى المستوى الوطني أيضا. أنت مسؤول عن نشوء معسكرين لا يتصلان.اضافة اعلان
أنا ايضا كنت بين الشاتمين في حملة الانتخابات الأخيرة. لكن بات الآن كله من خلفنا. انتم انتصرتم مثلما كان متوقعا منذ 1967، حين قررنا أن نبقى دولة احتلال، وحتى لو كانت مسيرة طويلة – فانها وصلت إلى نهايتها المرتقبة. لو لم يكن يحصل هذا الآن، لكان حصل بعد الانتخابات السادسة. تسلمت، كرئيس وزراء، دولة متنازعة وجريحة، مع يائسين كثيرين في المحيط ممن يعتقدون بانها انهت طريقها. الكثيرون كفيلون بان يبحثوا عن مستقبلهم بعيدا عن اسرائيل.
بصفتك زعيما شديد القوة لمعسكر يسير خلفك في النار والماء – فإن الكثير متعلق من الآن فصاعدا بك. بعض من المعسكر الذي انت على رأسه يسعى لان يقيم لنا اسرائيل مختلفة: دولة شريعة تعمل حسب قوانين التوراة وليس على أساس التشريع في العصر الحديث؛ دولة تميز بين الناس من سكانها. السؤال الذي سيتعين عليك ان ترد عليه بافعالك هو هل ستسمح للاجزاء المتطرفة في معسكرك أن يستغلوا قوتهم القومية والدينية الكثيرة كي يفعلوا بالدولة كما يشاءون ام انك ستعمل على ان تضع لهذه الاجزاء اسيجة وحدودا يمكن للاغلبية الساحقة ان تتعايش معها؛ هل ستعرف كيف تحافظ على الدولة الوحيدة للشعب اليهودي من الخراب. صحيح، لم تكن هنا حرب اهلية، لكن هجرة جماعية للنساء ورجال منتجين الى بلدان غريبة لا بد ستكون. فهل ستعرف كي تحافظ على الاقلية الكبيرة قبل أن تتسرب لك من بين الاصابع وتختفي؟
مشكوك أن في اطار ائتلافك السيئ ستتمكن من عمل هذا. انت ستكون أسيرا في أيدي أحداث متطرفة ستسيطر على مصيرك الشخصي والسياسي. سيتعين عليك أن تتراكض في متاهة كل موضوع وطني يطرح على جدول الاعمال، وكل المواضيع الوطنية ستطرح على جدول الاعمال – بهدف تغيير صورة دولة اسرائيل وبلاد اسرائيل. لكن توجد لك طريق واحد لمحاولة الخروج من الازمة الاكبر في تاريخ اسرائيل الحديث: ان تدعو يوجد مستقبل، المعسكر الرسمي واسرائيل بيتنا الى الائتلاف. معها يكون لليكود اغلبية تمكنه من ان يمنع انواعا مختلفة من المس الخطير بدولة اليهود.
افترض أنه عن أمرين اثنين لن تتنازل: الغاء محاكمتك والحفاظ على التزامك بالكتلة. عندما يكون على كفة الميزان هذا مقابل ذاك الوطني والفردي، فإن الأحزاب الثلاثة أيضا من كتلة التغيير ستعرف كيف تتخذ القرار المحتم: انقاذ إسرائيل. بيديك، يا سيد نتنياهو، أن تبقي وراءك أرضا محروقة أو أن تنقذ الحركة الصهيونية، في شكلها في هذا الزمن، من خراب على المليء.