نتنياهو يسعى لوصول إسرائيل إلى عامها الـ 100

رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو
رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو

برهوم جرايسي

الناصرة- ظهر رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الأيام الأخيرة، كمن ينشد الأمل باستمرار الكيان الإسرائيلي، إذ كشفت تصريحات له أمس، قلقه الباطن من استمرار إسرائيل دولة ، قائلا علينا العمل للوصول بإسرائيل إلى عامها الـ 100، على خلفية ما يراه من تحديات لوجودها. وفي المقابل، فقد تبين أن دولة الاحتلال، باتت تعترف ضمنا بفشل مخططاتها لاستقدام عشرات آلاف الفرنسيين اليهود إلى كيانها، إذ أن الهجرة اليهودية تعد من ناحية صهيونية رافدا هاما لاستمرار الكيان.اضافة اعلان
فقد كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أمس، عن تصريحات لنتنياهو أطلقها قبل أسبوع في برنامج "توراتي" سنوي" يقيمه مع زوجته في القمر الرسمي لرؤساء الوزراء. ومما قاله، "لقد استمرت مملكة الحشمونائيم اليهودية حوالي 80 عاما، وعلينا أن نتجاوز هذا العدد، وقال، إنه "علينا العمل للوصول إلى العام 100 لإسرائيل". وقال أيضا، إن على إسرائيل أن تكون جاهزة لمواجهة "الأخطار التي تهدد وجودها".
ونقلت الصحيفة، عن أحد الذين شاركوا في اللقاء، إن نتنياهو لا يتوقع انهيار إسرائيل، بل قال إن على إسرائيل أن تكون قوية بالقدر الذي يسمح لها مواجهة التحديات. ويشار الى أنه في الآونة الأخيرة، تكاثرت الأصوات، ومقالات صنّاع الرأي، الذين ينتقدون سياسة الترهيب التي يتبعها نتنياهو في مخاطبته للإسرائيليين. وتُعد فرنسا التجمع السكاني الثالث في العالم، لأبناء الديانة اليهودية، بعد إسرائيل 6.5 مليون، والولايات المتحدة أقل من 5.4 مليون، وفرنسا 460 ألف نسمة. في حين قال تقرير جديد إن عدد اليهود في العالم بلغ 14.1 مليون نسمة، بمن فيهم الإسرائيليين، إلا أن هذا العدد يضم 300 ألف يهود اضافي في الولايات المتحدة الأميركية، وهو تقدير مختلف عليه، إذ أن المؤسسة الدينية تعترف بأقل من 5.4 مليون أميركي، وليس 5.7 مليون حسب التقديرات الجديدة.
وسعت الوكالة الصهيونية ومعها إسرائيل في السنوات الأخيرة استثمار سلسلة من العمليات التفجيرية التي شهدتها فرنسا، لاستقدام أكبر عدد من اليهود، وبدأت الحكومة الإسرائيلية بوضع مخططات استقدام ما لا يقل عن 100 ألف مهاجر فرنسي في غضون فترة قصيرة. وشهد العامين 2014 و2015، قفزة هائلة في اعداد المهاجرين الفرنسيين، إذ وصل إلى إسرائيل في ذلك العامين حوالي 15 ألف مهاجر. فيما هبط العدد إلى حوالي النصف، في العامين الماضي والجاري، وفق تقارير رسمية. إلا أن التقارير لا تفصح حاليا، عن أعداد الذين تنازلوا عن جنسيتهم الفرنسية، إذ أن القانون لا يلزم، وحسب تقارير سابقة، فإن نسبة عالية جدا من المهاجرين تحافظ على جنسيتها الأم، احتياطا للعودة الى الوطن الاصلي مجددا.
وكان خبراء إسرائيليون قد نبهوا منذ البداية، الى أن مخططات الحكومة الإسرائيلية لن تلقى رواجا في فرنسا، وأن ما سيجري سيكون موجة عابرة، متأثرة من الهجمات التي شهدتها فرنسا،
وحسب أولئك الخبراء، فإن مواقف الفرنسيين اليهود مناصرة لحقوق الإنسان، وللقيم الإنسانية، وسيكون من الصعب عليهم التأقلم في إسرائيل، في ظل توتر أمني دائم، ومواجهات عسكرية وحروب. كما أن نمط معيشتهم مختلف كثيرا عن أنماط اليهود الإسرائيليين. وعلى خلفية هذه النقطة العينية، وضعت إسرائيل مخططات لبناء أحياء خاصة بالفرنسيين اليهود، إلا أن هذه بقيت مخططات في الأدراج.
ونشير الى أن موجات الهجرة إلى إسرائيل، هبطت الى أدني مستوياتها في السنوات الـ 12 الأخيرة، مقارنة مع معدلات الهجرة في سنوات التسعين من القرن الماضي، وسنوات الألفين الأولى. وحسب التقديرات، فإن أعداد المهاجرين إلى إسرائيل يتراوح في السنوات الاربع الأخيرة ما بين 23 ألفا الى 27 ألف مهاجر، بينما كان المعدل من العام 2006 الى العام 2013، ما بين 14 ألفا الى 19 ألفا كأقصى حد. وهذه المعدلات تبقى مقلقة للحركة الصهيونية وإسرائيل، بسبب الهجرة العكسية من إسرائيل.