صاحب شخصية "راجي دوارة" على "مزاج FM"
ياسمين الخطيب
عمان- ربما يعرف مستمعو "مزاج FM" راجي دوارة صاحب المقالب الهاتفية الشهيرة باعتباره نجما إذاعيا صاحب ظل خفيف يزرع الضحكة على وجوه متعبة أصحابها يقودون سياراتهم عائدين للبيت بعد يوم عمل طويل.
ويعرف الناس أن مقدم شخصية راجي دوارة هو نديم سراج، لكن ما لا يعرفونه عنه كثير فهو مثلا درس تأليف وتوزيع الموسيقى في جامعة ملبورن في أستراليا بالإضافة الى تخصصه في هندسة الصوت والموسيقى التصويرية.
بدايات عمله كانت على مستوى توزيع مجموعة من الأغاني وتنفيذ موسيقى تصويرية لإحدى المسلسلات الأردنية بالإضافة تنفيذ موسيقى لدعايات الراديو والتلفاز.
نديم أيضا مدير إذاعة مزاج، فما الذي ألقى بيده سماعة الهاتف ليحادث أشخاصا ويوقعهم في شباك كذباته البيضاء، خفيفة الدم؟
يذكر نديم "أن فكرة البرنامج طرحت قبل البدء بالبث بسنة لكنها لم تطرح على أساس أن أكون مقدم للبرنامج".
أجرى فريق عمل مزاج FM عدة مقابلات بحثا عن مقدم يمتاز بخفة الدم وسرعة البديهة، وكانوا بشدة الحذر كونها فكرة جديدة ولأول مرة تحدث في أحد الإذاعات الأردنية". ولما يعرفونه عني زملائي في الإذاعة باني امزح كثيرا وامتلك سرعة البديهة، وقدرتي على ابتكار أصوات غريبة ومضحكة فاقترحوا علي أن أقوم بالتجربة.
ويذكر سراج أن نتائج التجربة كانت ناجحة جدا وهذا ما شجعه لتسجيل باقة من الحلقات خاصة بشهر رمضان، وبسبب ما حققه البرنامج من نجاح استمر تسجيل مقالب جديدة وبثها كل يوم أحد وثلاثاء في الساعة التاسعة إلا ربع وتعاد في الساعة الثانية ظهرا والسادسة مساء والواحدة صباحا، وتعاد الحلقات يومي الاثنين والأربعاء في الساعة الثانية عشرة ظهرا والرابعة عصرا والسادسة مساء.
وبالرغم من تعدد التخيلات والتصورات لمستمعي برنامج المقالب الهاتفية "نكشة مخ" لشكل الرجل الملقب بـ( راجي دوارة)، إلا أن معظم المستمعين كونوا صورة لدوارة على أنه رجل، أردني الجنسية في أوائل الأربعينيات واجه مشاكل بسبب لهجته المضحكة ومصطلحاته الغريبة.
وسبب لهجته يعود لاغترابه لسنوات عديدة في المغرب والجزائر ومصر واليمن والسودان، كما يقول.
يقوم سراج بمقالبه الهاتفية عبر معارفه "يقوم احد معارفي أو معارف أصدقائي وزملائي يحبك المقلب على أحد أصدقائه عن طريقي فيعطيني معلومات عن الشخص الذي ساستهدفه بمقلبي".
ويكون قد شرح للشخص الذي سأتصل معه أن راجي دوارة رجل غني جدا ويمتلك مجموعة من الشركات في مختلف أنحاء العالم، إلا أن أسلوبه في الكلام مضحك وعليك أن تتحمله لأنك ستحقق مصالح مع هذا الشخص.
استطاع سراج أن يكسر الصورة النمطية التي عرفت عن المجتمع الأردني من رصانة وتزمت وبعده عن الروح الكوميدية، "طريقتي في عرض الأمور غير استفزازية ومكالمتي غير قائمة على إحراج المتصل به".
ويذكر سراج أن أغلبية المتصلين تقبلوا المقالب بروح رياضية والسبب وراء ذلك أن الأسئلة التي يسألها راجي دوارة هي أسئلة منطقية إلا أن أسلوب السؤال وإدخال تلك المفردات الغريبة التي لم يعد احد يستعملها، هي التي تحير المتصل به وتحرك فضوله.
من أكثر تقبلا وتحملا لشخصية راجي دوارة الغريبة؟ "الفتيات دائمات التخوف من شخصية دوارة فكانن يفضلن إنهاء المكالمة والتعامل مع شخصية دوارة عبر الهاتف أو الفاكس".
أما الشباب فعادة تكون أعصابهم أكثر برودة ويتحملون غرابة دوارة، واضعين أمامهم هدفا بإتمام صفقة ما قد تغير لهم حياتهم فما كان منهم إلا أن يتحملوا.
لم يكن هدف سراج من (نكشة مخ) الشهرة أبدا، حسب ما يقول. وبرأيه أن الضحك هو أفضل علاج للمشاكل الحياتية التي نواجهها سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية "أنا فقط أرغب بأن أخرج الناس من روتين حياتهم وأن يكون لي دور في تغير مزاجهم".
كما وتحدث سراج حول الطقوس التي تشجعه على الإبداع داخل الأستوديو وهو يسجل المقالب "فريق عمل مزاج يشعرونني بأنهم جمهوري، فوقوفهم خلف الزجاج ورؤيتي لهم وهم يقعون من الضحك يشجعني على الإبداع وإعطاء كل ما عندي".
لا يفكر سراج حاليا بأن يحول نكشة مخ لبرنامج كاميرا خفية، "من الأفضل أن يبقى البرنامج على الراديو لتبقى الشخصية فقط بمخيلة المستمعين، وانا لا أستطيع أن أخرجه من خصوصيته".
