نريد مدربين يصنعون النجوم

من يتابع مباريات دوري المحترفين لكرة القدم، يلاحظ عددا من المشاهد الإيجابية المتعلقة بتوفر مجموعة لا بأس بها من اللاعبين الذين يشكلون حاضر ومستقبل الكرة الأردنية، ويتمتعون بمهارات طيبة وقدرة على الاحتراف الخارجي إن توفرت لهم الفرصة، ومقابل ذلك تجد أن بعضهم يفتقر أحيانا إلى أبسط المهارات الأساسية في استقبال الكرة والجري بها والتمرير والتسديد، وهنا نتساءل، لماذا يصل اللاعب إلى المنتخب الوطني والفريق الأول في ناديه، ومع ذلك لا يتقن بعض المهارات الأساسية، مع أنه يتمتع بالموهبة وبمواصفات أخرى رائعة؟.اضافة اعلان
الجواب عن هذا السؤال يكمن في سوء اختيار مدربي الفئات العمرية في الأندية والمنتخبات الوطنية العمرية على حد سواء أحيانا، ذلك أن بعض المدربين لا يمتلكون القدرة على اكتشاف المواهب وصقلها، وتعليم اللاعبين "أبجديات" كرة القدم قبل الوصول بهم إلى الفرق الأولى، حتى لو امتلك المدربون شهادات تدريبية مناسبة، لأن التطبيق العملي يبقى المعضلة الأساسية في عدم القدرة على تدريب اللاعبين صغار السن تلك المهارات، وليس غريبا أن يأتي مدربون عرب وأجانب لتدريب المنتخبات والأندية، ويكتشفون لاحقا أن بعض اللاعبين يحتاجون إلى إعادة تأهيل وتدريب على أبسط المهارات الأساسية.
دوري المحترفين المحلي، ورغم غياب الجمهور وعدم وجود شركات راعية وتواضع قيمة الجوائز المالية المخصصة لمراكزه الثلاثة الأولى، والكم الكبير من المشاكل المالية بين اللاعبين والأندية، إلا أنه يشهد أمثلة طيبة من وفاء اللاعبين لأنديتهم، وسعي اللاعبين لإثبات حضورهم لعلهم يحصلون على فرصة احتراف خارجية كما حصل لكثير منهم.
يدهشني ذلك الحضور الجزراوي في الدوري، والفريق وإن تذبذبت نتائجه، وكثرت مشاكله المالية، إلا أنه يصر على البقاء ضمن الحلقة الضيقة من الفرق المتنافسة على الألقاب، ومنها دوري المحترفين، رغم أن سوء الحظ وأخطاء الحكام وعدم القدرة على التعامل الجيد في سباق الأمتار الأخيرة، كلها أمور حالت دون دخول كأس الدوري إلى خزانة النادي منذ ستة عقود تقريبا، وكرست عقدة "الوصافة" والنحس على حد سواء.
وفي الوقت ذاته، فإن دخول فرق أخرى على حلبة المنافسة مثل السلط وشباب الأردن، يوحي بأن مهمة فريقي الفيصلي والوحدات في الحصول على لقب الدوري لن تكون سهلة، وإن كانت القاعدة التنافسية تقول إن الدوري يضم 12 فريقا، وفي نهاية المطاف يفوز الوحدات أو الفيصلي باللقب.
الخلاصة أنه، وفي ظل البحث عن تعيين مدربين للفئات العمرية، يفترض أن لا تكون "الواسطة والمحسوبية" معيارا لاختيار المدربين، بل يفترض أن يتم اختيار الأفضل والأقدر منهم على "إنتاج" نجوم المستقبل للكرة الأردنية، ممن يصلون إلى المنتخب الأول وقد امتلكوا المهارة والموهبة والقدرة على تنفيذ الواجبات الموكولة إليهم، لا أن يكونوا بحاجة إلى التدريب من "نقطة الصفر".