"نشميات" يخترن الوقوف خلف الكاميرا عشقا للسينما

Untitled-1
Untitled-1

إسراء الردايدة

عمان– عبر سنوات مضت، نقلت السينما قصصا مستمدة من الواقع أو نسجت من وحي الخيال، حكايات تبحث عن بصيص أمل، لترى النور عبر شاشة عملاقة مليئة بالإبداع، يعمل من أجل حياكتها فريق كامل.. هن نساء وبرغم قلة عددهن، لكنهن قررن الوقوف خلف الكاميرا، بين مخرجات، منتجات، كاتبات سيناريو، وحتى اخصائيات مكياج وتصميم أزياء، اخترن فنا وجعلنه مهنة وعشقا، ليصبح تحفة بصرية، وحلما يحققنه بجهودهن خاصة في صناعة السينما المحلية.اضافة اعلان

السينما الأردنية التي ما تزال غضة، بدأت بفيلم "صراع في جرش" لمخرجه واصف الشيخ ياسين، وكان كل أبطاله رجالا، لتكون أول امرأة دخلت في هذا المجال هي المخرجة نهى بطشون التي عملت في قسم الأفلام الوثائقية في الإذاعة والتلفزيون الأردني العام1971، وهي أيضا أول مذيعة أخبار فيه، وكانت قبل عملها هذا، قد التحقت بهيئة الإذاعة البريطانية في لندن بأواخر الخمسينيات من القرن العشرين.
ومن المخرجات الأوائل أيضا، المخرجة الراحلة فكتوريا عميش التي ارتبط اسمها ببرنامح "يسعد صباحك"، وقدمت الكثير من البرامج التلفزيونية والمسلسلات والأفلام الوثائقية والمسرحيات مثل: مسلسل "أهلا حكومة"، الفيلمين الوثائقيين: "سماء من رخام" و"ديرتنا ديرة العز".
وعن أوائل المصورات السينمائيات فهي، سلافة سليم جاد الله التي عملت كمصورة سينمائية في دائرة الثقافة الأردنية، واكتسبت الخبرة لمدة ثلاث سنوات حتى نهاية معركة الكرامة.
ومع الوقت تطورت السينما الأردنية وظهرت حركتها بشكل فعال، وسجلت حضورا رسميا بتأسيس الهيئة الملكية للأفلام في العام 2003 التي بذلت جهدا كبيرا في تطويره، وما تزال، من خلال عقد ورشات تدريب في مختلف المجالات مثل: الإخراج، الكتابة، السيناريو، التصوير، التمثيل، وكافة ما يرتبط بتطوير القطاع السينمائي، وصولا للإنتاج والتمويل وغيره، إلى جانب برامج خاصة تنظمها مؤسسة عبد الحميد شومان، وتشمل ورش عمل وعروضا اسبوعية، وأخرى موسمية فضلا عن دعم المخرجين، وورش العمل المتخصصة، والدعم أيضا.
ومن المخرجات اللواتي أثبتن وجودهن وقمن بإنتاج عدد من الأفلام تنوعت بين الروائية والوثائقية الطويلة والقصيرة، ملتقطات مفرداتهن البصرية من المجتمع المحلي والعربي والعالمي؛ سوسن دروزة (مؤسسة مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان)، والتي عملت في المسرح بشكل أوسع، وقدمت مجموعة من الأفلام التلفزيونية والسينمائية.
وغادة سابا التي عملت كمساعد مخرج مع المخرج المصري الاستاذ يوسف شاهين، وقدمت فيلمي "ما خلص"، وأسست منظمة "أفلام بلا ميزانية"، أما المخرجة دينا عمر فهي صاحبة فيلم "فرق 7 ساعات"، وساندرا ماضي صاحبة أفلام "ساكن، ذاكرة مثقوبة، بعيدا عن هنا". فيما قدمت المخرجة أسماء بسيسو كلا من "لسه عايشة" و "سجل"، "سبع صنايع والوطن ضايع"، "نادية"، "تروحي سالمة وترجعي غانمة"، و"أنا غزة".
وفيما تعمل المخرجة هنادي عليان على إنجاز فيلمها الجديد "بيت سلمى" مع الممثلة والمنتجة رانيا الكردي، وسبق أن قدمت أيضا "فيزة نادية" و "فرصة مريم"، وتنضم للركب كل من وداد شافقوج " 17" و"هوية:٠٠٠"، فيلم قصير حائز على جوائز ويتحدث عن العنف والمشاكل التي يواجهها الأيتام وفاقدو السند الأسري في الأردن، وساهم هذا الفيلم في تغيير واسع وواضح على القانون الأردني، و"آخر راكب"، وفيلم "إن كنت تقصد قتلي" الذي يتحدث عن توقيف النساء إدارياً لحمايتهن من جرائم الشرف.
وتعد دارين سلام من المخرجات الشابات الناشطات، فهي التي أسست مع المنتجة ديمة عازار "تيل بوكس"، وهي شركة إنتاج وتدريب أردنية مقرها في عمان، وتعمل على رعاية المواهب الجديدة المتخصصة في إنتاج الأفلام والاشراف على كتابة النصوص، وكلتاهما تعمل من أجل إنهاء فيلم "فرحة".
وسبق لسلاّم إنجازها لأفلام قصيرة، من بينها "الببغاء"، "لا زلت حياً" و"الظلام في الخارج"، فيما المخرجة والكاتبة مي المصري صاحبة فيلم "3000 ليلة" الذي تناول واقع الأسيرات الفلسطينيات في سجون الإحتلال، وشارك في بطولته نخبة من الممثلات الأردنيات منهن: ركين سعد، هيفاء الآغا، نادرة عمران وآخريات. وقدمت سلام أعمالا مختلفة في الجانب الوثائقي، وهي: تحت الأنقاض (1983)، زهرة القندول (1986)، أطفال جبل النار (1991)، أحلام معلقة (1992)، أطفال شاتيلا (1998)، إمراة في زمن التحدي (1995)، أحلام المنفى (2001)، يوميات بيروت (2006)، و33 يوما (2007). فيما تملك المخرجة دينا ناصر فيلمين في رصيدها الفني، "أرواح صغيرة" و"دقيقة"، والمخرجة شيرين دعيبس قدمت فيلمين هما: "أميركا ومي في الصيف"، كما قامت ماجدة الكباريتي بإخراج فيلم وثائقي تحت عنوان "طرفة"، وقدمت المخرجة عبير الصقيلي فيلم " بدوزم"، وفيلم "كتب مبعثرة" لريم قطامي، وهنالك فيلم "الاناناس المر" لشيرين زعمط، و"صولجان أصفهان الزعفران" لميرفت أقصوي، و"في مكان آخر" لناتاشا دحدلة، "التدخين يحرق كل شيء" للثنائي رشا عقرباوي وليلى السعايدة، "سندريللا " للمى الجوهري، "الحياة في سطور" لرانيا الشلبي".
وأخريات اخترن طرقا مختلفة، فكن العنصر المحرك الرئيسي من خلف المخرج لجميع عناصر الفيلم الأخرى، خاصة فيما يخص الإنفاق، الجودة الفنية والفكرية، وضع ميزانية الفيلم، اختيار فريق العمل، وإدارة كل نواحي إنتاج الفيلم والزمن، وأبرزهن المنتجة رولا ناصر التي عملت على إنتاج فيلم يحيى العبدالله "الجمعة الاخيرة"، وفيلم المخرج عمر الشرقاوي "المدينة" و"حبيبي ينتظرني عند البحر" لميس دروزة، و"المنعطف" لرفقي عساف، وفيلم "اراب ايدول" للمخرج هاني أبو اسعد.
وهنالك أيضا، المنتجة والممثلة صبا مبارك التي أنتجت أول أفلامها "مسافر حلب اسطنبول"، وفيلم "بنات عبد الرحمن" لمخرجه زيد أبو حمدان، فضلا عن إنتاجها عدة أعمال تلفزيونية من خلال شركتها Pan East Media، والمنتجة ديما حمدالله التي قدمت مع زوجها محمود المساد "إنشاء الله استفدت"، وديالا الراعي التي شاركت كمدير إنتاج في فيلم "ذيب"، ومع المخرج ماثيو هاينمان في فيلمه الروائي الطويل المعنون "حرب خاصة".
ونادين طوقان وهي منتجة أنتجت بصورة مستقلة، أفلاماً نجحت تجارياً وحازت على جوائز، من بينها فيلم "ذيب" (2014) الذي رشح لأوسكار العام 2016، "لما ضحكت موناليزا" (2012) و"الكابتن أبو رائد" (2007), وتمتد القائمة لتشمل أخريات أيضا، منهن ياسمين أبو نوار التي عملت في فيلم "كاجاكي" كمديرا للانتاج، ونادية عليوات التي شاركت في إنتاج فيلم المخرج فادي حداد "لما ضحكت موناليزا"، و"محبس" لمخرجته صوفي بطرس، وهي كاتبة سيناريو أيضا.
وبرعت الأردنيات أيضا في العمل في تصميم الأزياء الخاصة في الافلام، بل وشاركن في أعمال عالمية على غرار "خزانة الألم" الذي صور في الأردن، ونال جوائز أوسكار لمخرجته كاثرين بيغلو، وهي المصممة فيدرا دحدلة، وكانت مشاركة في الفيلم البرطاني "كاجاكي" لمخرجه بول كايتس، ومن خبيرات المكياج السينمائي هنالك الفنانتان فرح جدعان، ووفاء الزعبي التي تدرس مادة المكياج السينمائي في عدد من الجامعات المحلية والعربية، وتمتد القائمة التي تحمل في طياتها نساء وضعن بصمة خاصة بهن في السينما، ولو من خلف الكاميرا، فقد أثبتن قدرتهن على الابداع والعطاء بحس فني عال.