نصرالله يقرأ في جدة: أمسية تاريخية تحضرها النساء للمرة الأولى

نصرالله يقرأ في جدة: أمسية تاريخية تحضرها النساء للمرة الأولى
نصرالله يقرأ في جدة: أمسية تاريخية تحضرها النساء للمرة الأولى

 

عمان-الغد- في بادرة هي الأولى من نوعها في السعودية، التقى في "نادي أدبي جدة" المثقفون والمثقفات في قاعة واحدة لحضور اللقاء الذي نظمه النادي مع الشاعر والروائي إبراهيم نصرالله، ضمن زيارته التي شملت مدينتي الرياض وجدة أقام خلالها ثلاث أمسيات أدبية وشعرية.

اضافة اعلان

وقد بدأ الأمر بدخول أستاذتين جامعيتين القاعة، وما لبث مديرا الأمسية الروائي عبده خال والشاعر أحمد الزهراني أن وجها الدعوة للمثقفات في القاعة المخصصة لهن، للحضور إلى القاعة الرئيسة، وكانت جرت العادة أن تنقل الفاعلية الأدبية عبر دائرة تلفزيونية مغلقة للنساء في قاعة أخرى. وقد حدثت استجابة فورية من قبل الحاضرات من خلال النزول من القاعة المخصصة لهن والمشاركة فيما بعد في الأمسية والحوار الذي امتد على مدى ساعتين.

ولفت نائب (نادي أدبي جدة) الدكتور حسن النعمي إلى أن حضور المثقفات مع المثقفين عودة إلى الحالة الطبيعية والفطرية التي كانت سائدة في مجتمعنا إلى زمن قريب.

وكان نصرالله قد حاضر وقرأ قصائد من ديوانه الجديد "لو أنني كنت مايسترو" في نادي الرياض بجدة في ليلة أطلق عليها النادي "ليلة إبراهيم" كما تحدث عن تجربته الأدبية في لقاء مع أساتذة وطلبة الماجستير والدكتوراه في كلية الآداب بجامعة الملك عبد العزيز.

وقال نصرالله في أمسيته التي اعتبرها المثقفون والمثقفات أمسية تاريخية تم خلالها كسر الحاجز لأول المرة بحضور النساء لأمسية أدبية "إن تجربتي الأدبية تشكلت على ارض متربة ومبتلة بماء الشتاء أيضاً، إذ لم أجد من يخبرني بأن الكتاب ضرورة، ولم يكن الكتاب مرحباً به في بيوتنا ولم يساعدني أحد في الحصول على كتب حتى في المرحلة الثانوية".

وأضاف نصرالله أن قراءته الأولى كانت روائية قبل الشعر في مخيم اللاجئين الفلسطينيين: "كنت أسعى إلى الحصول على الكتاب خفية، وكنت أشتري مجموعة من الكتب والروايات مثل بائعة الخبز وأحدب نوتردام وكوخ العم توم التي أضطر في كثير من الأحيان إلى خلع جلدها حتى لا تظهر صور الأغلفة".

وأضاف إن معظم هذه الكتب تتحدث عن البؤس والتعاسة: " بحيث اعتقدت أن العالم كله يعاني من التعاسة مثلما نعاني نحن" معترفاً أن من أوائل قصائده قصيدة كتبها في هجاء معلم اللغة العربية والذي استشهد بعد فترة "ما دفعني إلى كتابة قصيدة أخرى في رثائه، ومنذ ذلك الحين تعلمت أن الأدب يكتب للناس وليس ضد الناس".

وأكد نصرالله حبه للموسيقى مبكراً، إذ كان يطمح إلى أن يكون موسيقياً لولا ظروف الأسرة، ولكنه لم يخفِ ولعه بالسينما في طفولته وتأثيرها في كتاباته الروائية فيما بعدً: "فقد كانت السينما هي المكان الوحيد الذي نستطيع عبره أن نرحل ونزور مختلف العواصم العالمية، باريس وروما والقاهرة في حين أننا في عمان لا نستطيع أن نصل أبعد من 20 كيلومتراً".

وأوضح نصرالله أن العزلة التي عاشها في السعودية وللمرة الأولى بعيداً عن الأجواء الأسرية خلقت له فسحة لتأمل الكون.

 وقال "لقد كتبت روايتي الأولى "براري الحمّى" بعيداً عن احتمالات تقبلها أو رفضها من قبل النقاد، كتبتها كما أحب أن اكتبها وبالتالي حين صدرت "براري الحمى" أحدثت شرخاً كبيراً وصراعاً حول كيفية كتابة الرواية ومدى استيعابها للغة الشعرية، ما دفع بالشاعر المعروف عبدالرحيم عمر إلى أن يقول: "سيفهم النقاد هذه الرواية بعد 10 سنوات، وهو ما حدث فعلاً بعد ذلك".

وتحدث عن تجربته في كتابة مشروعه الكبير "الملهاة الفلسطينية" ومشروعه الأدبي الجديد "الشرفات" والرواية الأولى في هذا المشروع "شرفة الهذيان"، بقوله: "لقد عملت فيها على توظيف كل خبراتي في مجال العلاقة بالسينما والمسرح والشعر والصورة الفوتوغرافية والآن أعمل على الشرفة الثانية، "شرفة رجل الثلج"، التي ستصدر العام المقبل وفيها أيضا محاولة لطرح رؤى فنية مختلفة عن تلك التي ضمتها الرواية الأولى من هذا المشروع.

 وأضاف أن على الروائي أن يوجد الشكل الفني الملائم لشخصيات رواياته وألا يحشرها في أشكال فنية تحد من حرية حركتها لأن الروائي كالمهندس لا يمكن أن يكون لديه مخطط واحد صالح لسكن الجميع، موضحاً أن المرء حين يذهب لاصطياد السمك يستخدم الصنارة وحين يذهب لاصطياد الغزلان يستخدم وسيلة أخرى، ومن باب الجنون أن يذهب لاصطياد الغزلان بصنارة.

وقرأ نصرالله نصوصاً شعرية جديدة من ديوانه الذي سيصدر قريبا، قبل أن يبدأ حوار واسع حول تجربته الشعرية والروائية.