نصف ساعة فقط لتسليم السلطة

هآرتس

أسرة التحرير

بما أن طقوس التبادل الاحتفالية، وهي عادة دائمة في أثناء تبادل الوزارات، لم تجر أول من أمس. هذا بخل غير نبيل ممن لا يعرف كيف يخسر؛ من يعلو صوته في تمجيد الدولة ولكن مصلحته الشخصية هي التي توجه طريقه دائما.اضافة اعلان
هذا التداخل العاجل والتخلي عن طقوس تبادل الوزارات هما تعبيران عن أن نتنياهو غير مستعد لأن يعترف بهزيمته. كما أن الخطاب الذي يقطر سما الذي ألقاه بمناسبة تنصيب الحكومة أشار الى المشكلة إياها. "لا يمكن إعطاء ثقة لمن خدع ناخبيه بشكل لم نره منذ قيام الدولة"، "سنسقط حكومة الخداع وننقذ شعب إسرائيل بسرعة" – بعد الولاية الأطول لرئاسة الوزراء في تاريخ الدولة، لم ينجح نتنياهو في أن يجند من داخله القدرة على نقل حكم بالحد الأدنى من الاحترام.
أول من أمس أيضا، في الجلسة التي عقدها مع رؤساء شاس، يهدوت هتوراة والصهيونية الدينية، كرر نتنياهو أقوال التحريض الدائمة لديه ("حكومة اليسار الخطيرة هذه، حكومة الخداع")، زرع الخوف والقلق في أوساط مقترعيه ("سننقذ دولة إسرائيل وشعب إسرائيل") وواصل التصرف كمن هي مصلحة الدولة ثانوية فقط أمام مصلحته الشخصية ("أشعر على أطراف الأصابع أي حي نقاط ضعفهم").
حتى لو كان مخيبا للآمال أن نكتشف المرة تلو الأخرى تفاهة روح كهذه لدى من كان زعيم الدولة، ليس في ذلك ما يفاجئ. لو كانت لنتنياهو القدرة على أن يضع احتياجات الدولة قبل احتياجاته، لكانت سنوات حكمه الطويلة بدت بشكل مختلف. المجتمع الإسرائيلي ما كان ليجد نفسه منقسما وممزقا إلى قبائل كبرى وصغرى وما كانت الكراهية لتكتسب سيطرة في كل شارع ومدينة.
كما أن لائحة الاتهام الجنائية بمواد الرشوة، وخيانة الأمانة ما كانت لتأتي إلى العالم لو لم يكن نتنياهو يؤمن بكل قلبه بأن سواء وسائل الاتصال أم أصحاب المال يفترض أن يخدموه لا أن يخدموا الدولة.
المطلوب الآن هو أن نضع جانبا ثقافة السم التي حاول غرسها نتنياهو في عروق الدولة والتوجه لأعمال الترميم، الرأب، الإصلاح والبناء من جديد. إن الدمار الذي خلفه نتنياهو وعصبته سيستغرق وقتا طويلا لإعماره.