نظام جديد لاحساب النقاط يقضي على "العلامة الكاملة"

 

لندن - على مدار ما يقرب من مئة عام كان الحصول على الدرجة النهائية من عشر درجات أقصى ما يطمح إليه لاعبو ولاعبات الجمباز في العالم.

اضافة اعلان

وفي اولمبياد مونتريال 1976 صنعت فتاة رومانية صغيرة لا يزيد عمرها على 14 عاما مجدا اولمبيا في منافسات الفرق للسيدات بعدما أصبحت أول لاعبة تحصل على العلامة الكاملة أي عشر درجات، وفي دورة بكين الاولمبية الشهر الحالي لن يكون بإمكان اللاعبين واللاعبات السعي للكمال.

ومثلما أجبرت رياضة التزلج السريع على الجليد على تغيير نظامها العتيق لحساب النقاط الذي كان يتكون من ست درجات بعد فضيحة تحكيمية في الدورة الاولمبية الشتوية في 2002 حانت تلك اللحظة بالنسبة للتحكيم في الجمباز في اولمبياد اثينا 2004.

وتيقن المسؤولون بعد مشكلة نشبت بسبب منح الميداليات بما لا يدع مجالا للشك أنه أصبح لزاما تغيير نظام حساب النقاط، وأحيل النظام القديم للتقاعد بعد بطولة العالم في ملبورن 2005 واعتمد بدلا منه نظام تراكمي جديد تمنح النقاط فيه على أساس المحتوى والتنفيذ وستكون بكين أول الدورات الاولمبية التي تشهد تطبيقه.

وقالت نيلي كيم البطلة الاولمبية السابقة التي ترأس حاليا اللجنة الفنية لمنافسات السيدات بالاتحاد الدولي للجمباز لـ"رويترز": "غيرنا النظام بالكامل لأن الطريقة القديمة باتت جامدة. سيتجاوز الحساب الجديد النقاط العشر وقد يصل إلى 12 أو حتى 17 أو أي رقم آخر".

وأضافت: "تم تقسيم النظام الجديد لحساب النقاط إلى جانبين الأول للمحتوى والثاني للأداء. ستمنح النقاط للأداء من عشرة وفي هذا الجانب يمكن القول بأننا أبقينا على النظام القديم لكن النتيجة النهائية ستكون أمرا مختلفا".

وصدرت دعوات للتخلي عن النظام القديم لحساب النقاط الذي بدأ العمل به في اولمبياد انتويرب ببلجيكا في 1920 بسبب حادثتين مثيرتين للجدل في اولمبياد اثينا.

وتوج الاتحاد الدولي اللاعب الاميركي بول هام بطلا في منافسات كل الأجهزة بسبب خطأ بعدما خصم دون وجه حق من الكوري الجنوبي يانغ تاي يونغ عشر نقطة في أدائه على جهاز المتوازيان.

ورغم الإقرار بالخطأ رفض الاتحاد سحب الميداليات وواجه هجوما حادا بعدما اندلعت فوضى عارمة أثناء نهائي منافسات العقلة.

وتسببت "قوة الناس" في تعليق المنافسات لنحو عشر دقائق حين أجبر الجمهور الحكام على تغيير نتيجة اليكسي نيموف صاحب الألقاب الاولمبية الأربعة، وقالت كيم التي حصلت على علامات كاملة من عشرة في اولمبياد 1976: "في السابق كان النظام يراعي متوسط الأداء للاعبين ونسينا تقريبا المستويات العالمية من الأداء لأنه كان هناك دائما حد أقصى للدرجات من عشرة. لذا حتى إن قدم اللاعب أداء مذهلا فلن تزيد درجته على عشرة وهو ما حدث مع نيموف في اثينا على العقلة".

وأضافت: "أدرك الجميع أن أداءه كان ممتعا وفيه الكثير من المخاطرة لكن لم يكن بيد الحكام الأدوات الكافية لتقدير ما قام به. كان هذا بمثابة إشارة بالنسبة لنا للبدء في القيام بالأشياء بطريقة مختلفة".

ويخشى منتقدون أن يتسبب نظام حساب النقاط الجديد في زيادة المخاطر في هذه الرياضة لأن الرياضيين بسعيهم المطرد لتحسين درجاتهم يخاطرون أكثر وأكثر.

غير أن كيم التي ساعدت في تطوير النظام الجديد لحساب النقاط ترفض هذا الانتقاد، وقالت: "سيتوخى اللاعبون الحرص بدرجة أكبر لأن الخصم سيكون أكثر صرامة. لو كانوا أذكياء فسيعلمون أنه سيكون من الأفضل لهم تقديم أداء عادي بصورة مثالية".

وقالت الاميركية اليشيا ساكراموني الذي ستذهب إلى بكين للمنافسة على الميدالية الذهبية: "مستوى الصعوبة أعلى الآن لكن علينا التدريب بطريقة ملائمة والاستعداد لأداء المهارات الصعبة لأنه إن لكن اللاعب مستعدا فلا ينبغي له القيام بها".

لكن النظام الجديد لم يحظ بتأييد مطلق رغم أنه كان أمام اللاعبين عامان للتعود عليه، وقالت الامريكية كيري شتروغ البطلة الاولمبية التي كان واحدة من المبدعات السبعة في اولمبياد اتلانتا 1996: "لا أبالي كثيرا بهذا النظام. أعتقد أن الكثير من الناس يميزون الجمباز بالدرجات العشر. ففي هذا سهولة أكبر على المشاهد العادي لمتابعة المنافسات وفهمها".

وأضافت: "في الرياضات المعتمدة على الأداء لن يكون هناك أبدا نظام مثالي لحساب النقاط. إنها الطبيعة البشرية التي تجنح نحو أشياء بعينها ويقوم المرء بكل ما في وسعه لكن لا شيء مؤكد".

ولعبت ساكراموني تحت النظامين وتقول إنها لا تزال تملك تحفظات على النظام الجديد، وقالت اللاعبة البالغة من العمر 20 عاما لـ"رويترز": "لا أعترض عليه لكن يمكن القول إني أفتقد النظام القديم. بات الآن من الصعب الحكم إن كان الأداء خاليا من الأخطاء أم لا".