نعم للتدخل

جنود الاحتلال خلال مواجهات مع شبان فلسطينيين في الضفة الغربية يوم الجمعة الماضي-(ا ف ب)
جنود الاحتلال خلال مواجهات مع شبان فلسطينيين في الضفة الغربية يوم الجمعة الماضي-(ا ف ب)

هآرتس

أمير أورن

 رئيس الهيئات في البنتاغون، جوزيف دانفورد، نشر قبل اسبوع رسالة لضباطه وجنوده حث فيها الجيش على الامتناع عن أي تدخل، ولو شكليا، في العملية السياسية في الانتخابات الرئاسية. "لدينا قائد أعلى فقط الى أن يتم نقل الحكم في 20 كانون الثاني 2017، وعلينا ايضا التأكد من أن الادارة القادمة ستعتمد على المهنية، المهارة وعدم تسييس الجيش. ومن واجبي الدفاع عن النزاهة والحياد السياسيين للمهنة العسكرية"، كتب دانفورد.اضافة اعلان
هذا أصبح تقليدا تقريبا، في انتخابات 2008 و2012 نشر أسلاف دانفورد الادميرال مايكل مالن والجنرال مارتن دمبسي مقالات مشابهة، لكن ظاهرة دونالد ترامب تتجاوز روتين باراك اوباما وهيلاري كلينتون وجون مكين وميت رومني. هذا ليس تجاوزا تقنيا بل هو أمر خطير.
ظهر الجنرالات والادميرالات المتقاعدون في مؤتمرات الاحزاب، حيث أعلنوا إما التأييد لهيلاري كلينتون أو دونالد ترامب، وايضا في القوائم النهائية للمرشحين لمنصب نواب الرئيس – دمبسي، مواطن مثلهم منذ العام الماضي، أعرب في هذا الشهر عن خشيته من أن الجمهور لا يلاحظ هذه التفاصيل – اذا كان لمرة واحدة جنرال فسيبقى دائما جنرال. وأعرب ايضا عن خشيته من أن هذا الجمهور لا يميز هذه التفاصيل. وطلب من المتقاعدين عدم الظهور بشكل علني والتعبير عن مواقفهم من المرشحين للرئاسة. من يرغب في المنافسة وترشيح نفسه يمكنه أن يفعل ذلك. وحرية التعبير تسري ايضا على الضباط المتقاعدين. ولكن حسب رأي دمبسي، من الافضل أن يحتفظوا بمواقفهم السياسية. على الضابط رفيع المستوى، سواء كان بالزي العسكري أو بدونه، أن يكون مطلعا على السياسة دون التدخل فيها، أن يعرف ولكن أن لا يلامس.
الخطر، حسب دمبسي، هو ثلاثي. من شأن الرئيس القادم أن يشكك في مهنية التقديرات والتوصيات التي حصل عليها من دانفورد ورؤساء الهيئات وقادة الميدان، وأن يتم تسميم العلاقة بين الكونغرس وبين النخبة العسكرية، وأن تتسلل الاعتبارات السياسية الى تعيينات الضباط رفيعي المستوى.
بهذا الشكل، وباسم اللاسياسة، ودون ذكر اسم ترامب، ينزل دمبسي فجأة الى هامش الطريق الرئيس لواجب الجيش في تنفيذ أوامر المستوى السياسي المسؤول ويشدد على أن "علينا الانصياع لأوامر القائد الأعلى المنتخب بشكل قانوني، إلا اذا كانت هذه أوامر غير قانونية أو غير اخلاقية". الغنى ليس فقط أنه لا يعني السعادة – بل احيانا يكون خلافا للاستقامة والقدرة. ويثبت ترامب بشكل يومي أن اوباما كان محقا بأن ترامب لا يصلح أبدا نفسيا ولا عاطفيا لأن يحكم قوة عظمى نووية. فمنذ الآن يدور حوله الخوف الذي دفع وزير الدفاع، جيمس سلسنغر، الى التأكد من أنه في ربيع – صيف 1974 تجاهل الجيش للأوامر غير المكبوحة لريتشارد نكسون، الرئيس أصابه الجنون من ووتر غيت.
في العام 1972 اضطر السناتور توماس اغلتون الى الانسحاب من ترشحه للحزب الديمقراطي كنائب للرئيس عندما تكشف الاكتئاب الذي يعاني منه، الامر الذي استوجب العلاج النفسي، بما في ذلك الصدمات الكهربائية. إن صلاحية القائد الاعلى ونائبه يجب أن تكون فوق أي شك. الزوج أو الزوجة يمكنهما أن يكونا زبائن دائمين للعلاج، ولكن ليس هو.
 في مقابل ترامب، فان اغلتون يظهر كنموذج للتوازن. ورغم أن انتصار كلينتون يبدو مضمونا الآن، رغم جهود بوتين، فمن واجب كل انسان يهمه مصير العالم، بما في ذلك اسرائيل – استخدام التحذير والتأثير من خطر انتحار الجمهورية الأميركية. بنيامين نتنياهو، المراهن الفاشل على رومني ضد اوباما، والذي زرع الفرقة بين الكونغرس والرئيس، أصبح فجأة أكثر مرونة وأعلن عن "الحيادية". وعلى العكس، يجب أن لا يخشى وأن يطلب من مئات آلاف الإسرائيليين أصحاب الجنسية المزدوجة بأن يختاروا الخيار العقلاني.