نعم لمنع تصدير الزيتون لإسرائيل

لا يبدو منطقيا تبرير الناطق الإعلامي في وزارة الزراعة نمر حدادين لعدم تجاوب الوزارة مع دعوات منع تصدير الزيتون لإسرائيل التي أطلقها مدير عام اتحاد المزارعين المهندس محمد العوران ونقيب أصحاب معاصر الزيتون عناد الفايز. فالناطق الإعلامي يرى انه من غير المقبول على الإطلاق المساس بالصادرات الأردنية أو وقفها، او وضع العراقيل أمامها، لأن ذلك يعرض مصالح المصدرين والدول المستوردة للخطر وعدم الثقة بالمنتج المحلي. فهذا التبرير مقبول، حينما يقصد به الصادرات الأردنية لدول لا تتلاعب بالمنتج المصدر إليها، ولا تقوم بالخداع، وإعادة تصديره كأنه منتج لها كإسرائيل. وهذا الأمر معروف للجميع، ومنها وزارة الزراعة. وهذا ما أكده الفايز في تصريحه لـ الغد" أمس، حيث بين أن إسرائيل تقوم بعصر الزيتون الأردني واعادة تصديره إلى اوروبا. اضافة اعلان
إن الدعوة لم تنطلق فقط، من هذا السبب، وانما لاسباب اخرى، منها، أن تصدير الزيتون سيرفع الأسعار محليا، وسيقلل كميات الزيت المخصصة للسوق المحلية، ما قد يدفع المملكة إلى استيراد الزيت لتغطية النقص المحلي. وهذا الأمر وقع اكثر من مرة وفي عدة مواسم.
على كل الأحوال، فان اسرائيل دائما تستفيد من الزيتون الأردني، فسماسرتها يشترونه باسعار مخفضة، وتصدره، لاسيما، أن نوعيته ممتازة إلى الأسواق الخارجية، وخصوصا الأسواق الأوروبية، باسعار مرتفعة، وبكميات كبيرة، وتحرم الأردن والمزارع والمصدر الأردني من الاستفادة من الأسواق الأوروبية وغيرها من الأسواق، مع أنه بإمكان المصدّر الأردني بيع الزيت الأردني ذي المواصفات العالية بالخارج.
إن مصلحة المزارع الأردني عدم بيع الزيتون الأردني لإسرائيل. كما أن مصلحة المواطن الأردني ذلك. ومن الأفضل أن تتدخل وزارة الزراعة وتوقف بيع الزيتون لهذا الكيان الذي لم يأتنا منه يوما أي خير، وعلى العكس، فكل ما يقوم به، يقوم به من اجل مصلحته هو، ولا شيء اخر. فالاتفاقيات التي وقعها الأردن مع إسرائيل في العام 1994 لم يلتزم بها، وهناك عشرات الشواهد والأدلة على ذلك. كما أن إسرائيل لم تلتزم بتعهداتها للأردن، بخصوص عدم  الاعتداء على المسجد الأقصى، وها هي قواتها تحرس المستوطنين الذين يقتحمون وينتهكون المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف بشكل يومي. كما انها تكذب فيما يتعلق بالتقسيم المكاني والزماني للمسجد الأقصى، فهي تقوم بإجراءات ستؤدي في المستقبل القريب لذلك. وهناك تصريحات لمسؤولين اسرائيليين تؤكد ذلك.
إن منع تصدير الزيتون الأردني لإسرائيل فيه فائدة للأردن والمزارع الأردني، وعلى الجهات المعنية اتخاذ القرار الذي يصب بصالح الأردن.