نقابة المعلمين: تعديلات المناهج الدراسية تدل على محاولات اختراق مستمرة

آلاء مظهر

عمان - أكدت نقابة المعلمين أن التعديلات التي أدخلتها وزارة التربية والتعليم على المناهج الدراسية، وحذفت بموجبها صورة "الأقصى" ودرس الشهيد فراس العجلوني من مناهج الصفوف الثلاثة الأولى "تدل وبصورة قاطعة على محاولات اختراق مستمرة، تستغل الحاجة للتمويل للعمل على محو كامل للأبعاد الوطنية والقومية والإسلامية".
وأشارت، في بيان صحفي أصدره أمس الناطق الإعلامي باسم النقابة أيمن العكور، الى ان التعديلات شملت "إلغاء كاملا لدروس تتحدث عن الفتوحات العربية الإسلامية، وذلك تشويها للوعي والثقافة والتكوين الفكري والحضاري لطلبتنا، لصالح مفاهيم وقيم تتبنى أفكار القبول والتعايش مع الكيان الصهيوني".
كما تضمنت "محاولات استبدال فلسطين باسم إسرائيل على خرائطنا، وتغييب القضية الفلسطينية واسم فلسطين، بعد تغييب مصطلح الوطن العربي وثورات العالم العربي وشعوبه للتحرر من الاستعمار، والتركيز على المجازر التي ارتكبها هذا الاستعمار الغربي والصهيوني بحق شعوبنا وامتنا العربية في الجزائر ومصر وفلسطين وسورية وغيرها من دول المشرق والمغرب العربي".
ودانت النقابة "محاولة تغييب البعد الوطني والقومي والإسلامي في المناهج، سواء بقرار من مجلس التربية والتعليم أو أي جهة أخرى"، محملة الوزارة المسؤولية بصورة كاملة.
وأضافت إن حضورنا في مجلس التربية والتعليم منوط بأداء رسالتنا التربوية والوطنية وتعزيزها، موضحة "لن نشهد زورا لصالح إقرار مناهج تتنكر لتاريخنا وشهدائنا، وإن تذرع الوزارة بوجود النقابة في المجلس لا يعفيها من المسؤولية، فالمجلس لا تعرض عليه المناهج وتفصيلاتها ودروسها، بل يعتمد الخطوط العامة للمناهج لتضع لجان التأليف التفاصيل والدروس، بناء على توجهات وتعليمات الوزارة".
وأوضح البيان "إنه مع أن النقابة وباعتراف وزير التربية والتعليم محمد الذنيبات ممنوعة وبنص القانون من التدخل في وضع المناهج والسياسات التربوية، إلا أننا نؤكد أننا لن ندخر جهدا في القيام بمسؤولياتنا التربوية والوطنية وبكل الطرق الممكنة والمتاحة".
وبينت النقابة ان تصريحات الوزير الذنيبات الأخيرة، هي "تنصل من المسؤولية وهروب من مواجهة المشكلة، فمواجهة المشكلة يكون بعلاجها بصورة جذرية من خلال وضع مناهج تعرض تاريخنا وسير أبطالنا وشهداءنا وتفتخر بهم".
وأوضحت أن الوزارة صاحبة المسؤولية المباشرة عن وضع المناهج وتحديد محتواها وأهدافها، داعية إياها إلى تحمل مسؤولياتها التربوية والوطنية والحفاظ على الهوية الوطنية والقومية والإسلامية للأردن وأجياله في مناهجنا.
ودعت النقابة الى "وضع مناهج تبرز الدور الحضاري والتاريخي لشعبنا وأمتنا وتضحيات شهدائنا على مر العصور".
وكان الذنيبات، قال في رد على كتاب وجهه أول من أمس لنقيب المعلمين حول حذف درس الشهيد فراس العجلوني من منهاج اللغة العربية للصف الثالث الأساسي، "إن دراسة وتقييم المناهج المختصة وفق ما ورد في قانون التربية والتعليم من صلاحيات مجلس التربية والتعليم، والنقيب عضو في هذا المجلس الذي وافق بالإجماع ومن دون تحفظ وبحضور النقيب شخصيا في جلسته رقم 2 لسنة 2014 بـ23 نيسان (ابريل) الماضي على القرارات رقم 15 و16 و17، المتعلقة بإقرار المناهج الجديدة للصفوف الثلاثة الأولى، ومن ضمنها منهاج اللغة العربية للصف الثالث الأساسي".
وأكد الذنيبات أن المادة 5/د من قانون النقابة رقم 14 لعام 2011، ألزمت النقابة بعدم التدخل في سياسات التعليم والمناهج والبرامج والمعايير المهنية وشروط مزاولة مهنة التعليم والمسار المهني والوظيفي للمعلمين.

اضافة اعلان

"الوحدة": حذف درس "العجلوني" يعكس التوجهات الحكومية

 رأى المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية أن حذف درس الشهيد فراس العجلوني من المناهج التعليمية يعكس "التوجهات السياسية الحكومية، لشطب صفحات مشرقة من الذاكرة الوطنية، لرجالات قدموا أنفسهم شهداء دفاعاً عن تراب الأردن وعروبته، وعن القضية المركزية للأمة العربية "فلسطين" في مواجهة العدو الصهيوني، تحت ذريعة تطوير المناهج وتأليف مناهج جديدة تتناسب مع المستوى التعليمي للطلبة واحتياجاتهم".
وكانت وزارة التربية والتعليم حذفت درس الشهيد فراس العجلوني من مادة اللغة العربية لطلبة الصف الثالث الابتدائي الأساسي.
واعتبر الحزب، في تصريح صحفي أمس، "أن هذه الخطوة تدلل على خطورة تكبيل الأردن بمعاهدة "وادي عربة" وانعكاس مفاعليها على الحالة الوطنية التي وصلت الى حد شطب وتبديل المناهج التعليمية، وتسويق التطبيع الاقتصادي والثقافي مع الكيان الغاصب، وآخرها عقد صفقة الغاز لمدة 15 عاماً، وفرض استحقاقات سياسية على الأردن تضعه في أحلاف لا تخدم المصالح الوطنية العليا، وتتصادم مع المزاج الشعبي الرافض للمعاهدة والتطبيع".
وأضاف إن الذاكرة الوطنية تحفظ في الوجدان صورة الشهيد العجلوني وصورة كوكبة من شهداء الجيش العربي الأردني الذين قدموا أنفسهم قرباناً دفاعاً عن كرامة الوطن والأمة، ولن تنس تضحياتهم حتى لو شطبوا من وزارة التربية والتعليم، لأنهم رموز الفخر والاعتزاز في مواجهة الكيان الصهيوني".

[email protected]