نقاط الشرطة في باب العامود تحولت لمواقع ضرب

شاب فلسطيني يتعرض للتنكيل من قبل شرطة الاحتلال الإسرائيلي في منطقة باب العامود بالقدس المحتلة.-(أ.ف.ب)
شاب فلسطيني يتعرض للتنكيل من قبل شرطة الاحتلال الإسرائيلي في منطقة باب العامود بالقدس المحتلة.-(أ.ف.ب)
هآرتس نير حسون 21/6/2021 صالح النتشة؛ أحد سكان شرقي القدس (20 سنة)، كان يوجد يوم السبت الماضي بعد الظهر على الدرج في باب العامود. حسب إجراء الشرطة الثابت، في كل مرة يكون فيها شك لتجمع فلسطينيين في المكان تبدأ الشرطة بإجراء إخلاء للدرج والساحة من كل من يتواجد هناك. في الأسابيع الأخيرة بدأ رجال الشرطة باستخدام سلاح قديم-جديد وهو الهراوات. رجال الشرطة دفعوا من تواجدوا في المكان الى الخلف وهم يضربون بالهراوات أرجل كل من لم يتحرك بسرعة كافية كما يريدون: "تحرك الى الوراء"، صرخ شرطي وضرب بالهراوة على رجلي النتشة مرة تلو الأخرى. النتشة، وهو شخص مقعد ويجد صعوبة في المشي ومريض بمرض الصرع. قام بشتم الشرطي الذي ضربه. وردا على ذلك انقض عليه رجال شرطة وسحبوه الى داخل المحطة الشرطة الموجودة أعلى الدرج وهم يضربونه. في داخل المحطة واصلوا ضربه. ومن الأفلام التي صورت في المكان ظهر أن النتشة جادل وحاول معارضة رجال الشرطة الذين حاولوا تكبيله بالأصفاد البلاستيكية. رجال الشرطة حاولوا السيطرة عليه. وحسب قوله، استخدموا مسدس "صاعق" وقاموا بصعقه بالكهرباء في صدره. ثم بدأ أحدهم برش وجهه بالفلفل. النتشة دخل الى ما يبدو كوضع ذعر وحاول الهرب. وردا على ذلك رجال الشرطة أمسكوا به ورشوا الفلفل على وجهه مرة أخرى، وأحدهم استخدم ماسورة سلاحه من أجل ضربه. "أحدهم قام بصعقي بالكهرباء، وبعد ذلك بدأت بالصراخ. وعندها شرطي آخر رش الغاز على وجهي، الأمر الذي تسبب لي بالحرقة في كل وجهي، وشرطي آخر ضربني على عيني وهو يرتدي قفازا ومرة أخرى بالغاز. حاولت الهرب، عندها قفزوا علي وضربوني بالسلاح على رأسي"، قال النتشة للصحيفة. بعد ذلك تم أخذه الى مركز شرطة شليم. "قلت لهم إنني أحتاج الى مستشفى. قالوا لي: أنت لن تخرج من هنا. أنت ستذهب الى السجن ولن ترى الشمس"، قال النتشة. ورغم ذلك تم إطلاق سراحه بعد بضع ساعات، بعد أن فهم من حققوا معه بأنه لا توجد لديهم أي دلائل ضده. وفي صباح أول من أمس تم نقله الى المستشفى لإجراء فحوصات، وهناك تبين بأنه يعاني من كسر في يده وكدمات في كل جسمه. النتشة هو الضحية الأخيرة في سلسلة طويلة جدا من الفلسطينيين الذين تم سحبهم وضربهم في نقطة الشرطة التي توجد في باب العامود. في أوساط سكان شرقي القدس وصل اسم هذه المواقع بعيدا وتحولت الى مرادف لعنف الشرطة. مؤخرا توجهت جمعية لحقوق المواطن الى الشرطة وطلبت وضع كاميرات في هذه المواقع. مواقع الشرطة في باب العامود أقيمت قبل بضع سنوات، عند ارتفاع نسبة التوتر في المناطق. الشرطة أقامت ثلاثة مواقع ثابتة يتواجد فيها رجال شرطة وجنود حرس الحدود على مدى 24 ساعة. أحد هذه المواقع يوجد بمحاذاة الباب وآخران فوق الدرج، على جانبي ساحة باب العامود. الموقعان في الأعلى تحولا مؤخرا الى ذعر للفلسطينيين في المدينة. المواقع مبنية بحيث إنه يوجد في قسمها الأعلى نوافذ، التي تكون في الغالب مفتوحة، والقسم السفلي مغلق. من مجموعة كبيرة من الأفلام التي صورت في المكان يتبين أن رجال الشرطة تعودوا على إدخال المعتقلين الى هذه المواقع وتكبيلهم أو رميهم على الأرض تحت مستوى النوافذ. هكذا، من ينظر من الخارج لا يستطيع مشاهدتهم. في هذه المرحلة يتم الاعتداء عليهم من قبل رجال الشرطة. الموقع يوجد تحت مسؤولية مركز شرطة شليم الذي يوجد في منطقة كيدم في شرطة القدس. ضد قائد المحطة، رونين حزوت، تجمعت شكاوى كثيرة بسبب استخدام زائد للقوة في وظيفته الحالية وفي وظيفته السابقة كقائد الوحدة الخاصة في الشرطة. في رسالة للمحامية تال حسين، أرسلت قبل أسبوعين للمفتش العام للشرطة، كوبي شبتاي، أوردت بالتفصيل ثماني حالات وثقت في شهر ونصف قبل إرسال الرسالة. حالة النتشة هي التاسعة التي وثقت. وحسب قولها "في جميع الحالات التي وصفت أعلاه هناك عنف من قبل رجال الشرطة تم استخدامه بعد الاعتقال أو الاحتجاز؛ حيث إن الشخص الذي استخدم عليه العنف لم يقاوم ولم يكن يشكل أي خطر على حياة رجال الشرطة والجمهور، ودائما تم بوجود رجال شرطة آخرين، لم يخطر ببالهم وقف الضرب، حتى أن بعضهم انضموا للاحتفال. نمط هذا السلوك غير اللائق مرفوض كليا. وقد طلبت المحامية من المفتش العام للشرطة إعطاء أوامره لتركيب كاميرات في المواقع. وهكذا فإن رجال الشرطة سيخشون من استخدامها كمكان اختباء يمكن فيه ضرب المعتقلين دون خوف من التوثيق. بداية شهر رمضان، حيث ازدادت المواجهات في المكان على خلفية وضع الحواجز في الدرج، تم توثيق رجال شرطة وهم يمسكون شابا فلسطينيا ويضربونه على مدخل الموقع رغم أنه لم يشكل أي خطر ولم يقاوم. بعد مرور أسبوع على ذلك، وثق شرطي وهو يضرب بقبضته نسيم سكافي الذي اعتقل للاشتباه بأنه ألقى زجاجة على رجال الشرطة. في هذه الحالة أيضا، تم إنزال سكافي الى ما تحت ارتفاع النوافذ. في الفيلم ظهر كيف أن الشرطي يقوم برفض قبضته مرة تلو أخرى ويضرب سكافي. الشرطة طلبت تمديد اعتقال سكافي، لكن قاضية محكمة الصلح، شارون بابلي، رفضت هذا الطلب وكتبت: "رغم أنه يوجد شك في أن المدعى عليه قام بإلقاء زجاجة مياه على رجال الشرطة، إلا أن الشك الأكثر معقولية هو أن المدعى عليه تمت مهاجمته بشكل عنيف جدا من قبل رجال الشرطة. وهذا الأمر يظهر بشكل جيد في الفيلم". القاضية أمرت قسم التحقيقات مع الشرطة بالتحقيق في الحادثة. في الشكوى التي قدمها لقسم التحقيقات مع الشرطة، قال سكافي: "لقد وصلنا الى غرفة الشرطة. أدخلني الى الداخل، رماني على الأرض، ضربني من دون أي سبب على رأسي وعلى كتفيّ. وتلقيت ركلة على رأسي... شرطي آخر ركلني بقدمه. رجال شرطة آخرون كانوا في الغرفة شاهدوا بأنه تمت مهاجمتي ولم يساعدني أي أحد ولم يحاول منع مهاجمتي". بعد مرور أسبوع على ذلك مرة أخرى، اعتقل رجال الشرطة فلسطينيا في ساحة باب العامود وقاموا بجره الى داخل المحطة. على الدرج ظهر أحد رجال الشرطة وهو يخنقه ويضربه على رأسه هو وشرطي آخر. في داخل الموقع نفسه، تم إلقاؤه على الأرض وعدد من رجال الشرطة شوهدوا وهم يضربونه ويركلونه. الموقع كان مليئا في حينه برجال الشرطة، لكن لا أحد منهم تدخل لمنع العنف. في ذلك اليوم تم توثيق رجال شرطة وهم يخنقون شابا اعتقل وتم نقله الى الموقع. في حادثة أخرى، تقريبا في تلك الفترة، شوهد شرطي وهو يتجادل مع شاب فلسطيني، وبعد ذلك قام بصفعه. وبمساعدة أصدقائه قاموا بجره الى الموقع. في 11 أيار (مايو) الماضي، تم تصوير فيلم ظهر فيه شاب فلسطيني اعتقل وهو يقوم بفتح النافذة في الموقع. ردا على ذلك، انقض عليه أربعة من رجال الشرطة وقاموا بضربه ضربا مبرحا وركلوه. وبعد يومين احتجز رجال الشرطة شابا آخر وقاموا بتفتيشه في الموقع. عند انتهاء التفتيش الذي جرى من دون عنف، وقبل لحظة من إطلاق سراحه، قام أحدهم بضربه على رأسه وعينه كوداع مهين. التوثيق الأخير هو من الموقع السفلي المحاذي لباب العامود الموجود في سور البلدة القديمة. في هذا التوثيق ظهر رجال شرطة وهم يدخلون بالقوة شابا الى الموقع وألقوه على الأرض. أحدهم قال: رأسك الى الأسفل. العنف الجسدي لرجال الشرطة في محطات الشرطة في باب العامود هو العلامة الفارقة لسلوك رجال الشرطة في شرقي القدس في الأشهر الأخيرة. سلوك عدائي غير مفهوم، عقاب جماعي واستخدام زائد لوسائل تفريق المظاهرات، حتى من دون حاجة. العنف يكون في الغالب عندما تقرر الشرطة إخلاء فلسطينيين يوجد شك بأنهم يمكن أن يتظاهروا أو يستخدموا العنف. من الجدير الإشارة الى أن معظم المواجهات بين رجال الشرطة والفلسطينيين في شرقي القدس بدأت كنتيجة لقرار ضابط شرطة بتفريق الفلسطينيين بالقوة دون أن يسبق ذلك عنف من ناحية الفلسطينيين. ذريعة التفريق هي في الغالب تجمع كبير جدا بالنسبة للشرطة وهتافات وطنية ورفع الأعلام الفلسطينية، وفي أحيان نادرة إلقاء زجاجة مياه. التفريق تم بقوة كبيرة بواسطة قنابل الصوت وإطلاق الرصاص المطاطي واستخدام الفرسان ورش المياه العادمة من دون تمييز. السبت الماضي، على سبيل المثال، تم توثيق خرطوم رش المياه العادمة وهو يغرق ساحة باب العامود، ورش السور وبعد ذلك رش البيوت في سلوان دون وجود أي متظاهرين. المعنى بالنسبة لآلاف الأشخاص الذين يمرون من المكان كل يوم، هو معنى قاس جدا، رائحة كريهة غير محتملة تجعل الشخص يتقيأ. عنف الشرطة هذا حظي حتى الآن بدعم كبير من جانب الوزير السابق للأمن الداخلي، أمير أوحانا. الوزير الحالي، عمر بار ليف، الذي علق كثيرون الآمال عليه لتهدئة هذا العنف في هذه الأثناء، لم يتطرق للموضوع. وقد جاءنا من الشرطة ردا على ذلك: "الآلاف من رجال الشرطة وجنود حرس الحدود عملوا بصورة حازمة في الأسابيع الأخيرة من أجل الحفاظ على النظام العام على خلفية ازدياد أعمال العنف والإخلال بالنظام العام تجاه مواطنين وتجاه قوات الشرطة. في هذه الأحداث ردت الشرطة بشكل حازم ونفذت اعتقالات لمشبوهين مشاركين في أعمال الشغب العنيفة والإخلال بالنظام ومهاجمة رجال الشرطة. وضد الكثير من هؤلاء المشبوهين بهذه المخالفات تم تقديم لوائح اتهام. وكلما تم تقديم شكاوى على استخدام غير قانوني للقوة، يتم فحصها من قبل الجهات المختصة. وبخصوص الرسالة سيتم إرسال جواب للمشتكي حسب الدارج". بخصوص حالة النتشة ورد من الشرطة: "عند تفريق المظاهرة في باب العامود التي شارك فيها حوالي 150 شخصا، بقي عدد من المتظاهرين الذين رفضوا الإخلاء وبدأوا بأعمال الشغب في المكان. رجال شرطة حرس الحدود تقدموا من أحدهم وطلبوا منه إخلاء المكان. المشتبه فيه رفض وتم اعتقاله. أثناء اعتقاله بدأ المشتبه فيه بإثارة الفوضى والتطاول وحاول الهرب. رجال الشرطة سيطروا عليه وقاموا بنقله للتحقيق في الشرطة. في حالة وجود شكوى بخصوص أداء رجال الشرطة من الجدير ومن السليم أن يتم فحصها من قبل الجهات المختصة بذلك".اضافة اعلان