نقص التمويل يؤخر تطوير وسط الطفيلة

فيصل القطامين

الطفيلة– شهد مشروع تطوير الوسط التجاري القديم وشارع القلعة في الطفيلة، توقفا لعدة مرات نتيجة نقص التمويل، بما ساهم في تآخر إنجازه والانتهاء منه منذ عامين، رغم أنه يشكل مشروعا سياحيا وحيويا رائدا، لتشجيع الواقع السياحي للمنطقة، ما أربك حياة السكان والذين تضررت مصالحهم نتيجة هذا التأخير.اضافة اعلان
وتضمن المشروع، الذي توقف فيه العمل منذ أشهر دون إعلان عن موعد لاستئنافه من جديد، تطوير السوق التجاري القديم والأحياء القديمة في المدينة، بكلفة تصل إلى نحو 1.3 مليون دينار.
ويؤكد مجاورون للمشروع، ان تأخير تنفيذ المشروع تسبب في ارباكات للسكان، حيث تتعرض الطرق الواصلة الى منازلهم الى الاغلاق عدا عن الغبار المتطاير جراء الأعمال الانشائية.
وقال احمد داودية الذي يمتلك محل حدادة، ان تأخر تنفيذ المشروع ادى الى حدوث إرباكات في اعمالهم، مشيرا الى تسبب المشروع في تخفيض الحركة على محله والمحال المجاورة.
فيما أشار محمد محسن، إلى أن المشروع أضر بالبنى التحتية للمنطقة التي ينفذ فيها المشروع وأربك حياة السكان، مؤكدا أن المشروع تأخر كثيرا ولمدة زادت على عامين، بما تنعكس آثاره السلبية على المجاورين.
واشتمل المشروع وفق مديرة السياحة في الطفيلة خلود الجرابعة إعادة تأهيل وترميم دكاكين في السوق القديم بالمدينة، من خلال عمل واجهات حجرية وفق الطراز التراثي القديم، للحفاظ على الطابع القديم للأبنية، بالإضافة إلى ترميم واجهات القلعة القديمة في الطفيلة التي تعتبر عنوانا تاريخيا وسياحيا بارزا في قلب مدينة الطفيلة.
كما يتضمن المشروع بحسب الجرابعة تبليط الشارع القديم في منطقة السوق والقلعة، وتخصيصه كشارع تراثي، وإيجاد مركز للزوار في داخل قلعة الطفيلة القديمة لتشجيع السياحة إلى الطفيلة وقلعتها علاوة على إقامة متحف للآثار ومركز للزوار لاستعادة الآثار العديدة التي اكتشفت في المحافظة.
وبدأ تنفيذ المشروع من خلال مقاول محلي في شهر تموز (يوليو) من العام 2016 وبمدة عمل تصل إلى 550 يوما أي عام ونصف تقريبا، إلا أن العديد من المشكلات ساهمت في تأخير إنجازه حتى الآن.
ومن بين تلك المشكلات صدور أوامر تغييرية على المشروع، سواء بالإضافة أو التعديل أو الإلغاء، عدا عن وجود مشكلات في موقع المشروع كأعمدة كهربائية تمت إزالتها لاحقا، وشكاوى من قبل المجاورين بوجود أضرار على منازلهم نتيجة العمل كانبعاثات الغبار والأتربة وغيرها، والتي تم التوصل لحلول لأغلبها كاستئجار مساكن لهم لحين الانتهاء من المشروع.
إلا أن المشكلة الأهم والأبرز من بين كل المشاكل التي شكلت عقبة صعبة وساهمت في تأخير إنجاز المشروع وتسليمه وهو الجانب المالي، إذ لم تصرف فواتير مالية من قبل وزارة السياحة للمقاول، بمبلغ يصل الى 900 ألف دينار.
وأكدت الجرابعة أن كلفة المشروع الحالية ارتفعت إلى نحو مليوني دينار نتيجة الأوامر التغييرية، وبدلات أجور المساكن التي تم استئجارها للسكان المجاورين، عدا عن بعض الإضافات التي طرأت خلال تنفيذ المشروع والتي يمكن أن تسهم في تحسين المنتج السياحي للموقع وتعمل على زيادة الاستقطاب لزيارته.
وبينت أنه سيتم إخلاء عدد من محلات الحدادة في الشارع القديم المنوي إعادة تأهيله وتبليطه ليكون شارعا سياحيا تراثيا، يتم فيه الحفاظ على كافة مكوناته القديمة خاصة واجهات المحلات القديمة التي ستظل تحمل الطابع التراثي لها.
وبينت أن من بين أعمال الترميم المنفذة شمول مسجد النشاش القديم الذي يقع على زاوية الشارع المراد تأهيله، والذي أنشئت له مئذنة تراثية وفق الطابع القديم وإعادة تأهيل الشارع النازل المجاور له باتجاه السوق القديم.
ولفتت إلى أن إقامة المتحف في منطقة القلعة سيجعل من الموقع مكانا سياحيا سيستقطب السياحة المحلية والخارجية وسيشجع السياح الأجانب على إطالة مدة الإقامة في المنطقة بما يسهم في دفع عجلة السياحة قدما.
وبينت أنه تم مخاطبة مجلس محافظة الطفيلة لتوفير المبالغ المالية المطلوبة لاستئناف العمل في المشروع وإتمامه على أكمل وجه، بعد أن يتم تخصيص الكلف المالية المتبقية للمشروع من خلال إجراء مناقلات مالية بينه وبين مشاريع سياحية أخرى لم يجر تنفيذها خلال العام الجاري ومطلع العام المقبل ولا تشكل أولوية حاليا لتوفير المبلغ المالي المطلوب للمقاول بواقع 900 ألف دينار.
وقالت إن المشروع في حال الانتهاء منه سيكون متمما للمسار السياحي في المحافظة والممتد من حمامات عفرا والبربيطة مرورا بقلعة الطفيلة والسلع والبقيع وبصيرا والبتراء، وسيعزز النشاط السياحي في المحافظة، من خلال استقطاب أعداد أكبر من السياح تسهم في التنشيط السياحي لكافة تلك المواقع.