"نموذج الزلزال الخاص بالشرق الأوسط" يسعى للحد من أضرار الزلازل

خريطة تظهر المناطق الاكثر تعرضا لخطر الزلازل من انتاج البرنامج - (من المصدر)
خريطة تظهر المناطق الاكثر تعرضا لخطر الزلازل من انتاج البرنامج - (من المصدر)

مريم نصر

اسطنبول- تعد الزلازل من أهم المخاطر الطبيعية التي تواجه عالمنا، وخصوصا منطقة الشرق الأوسط التي تقع عند تقاطع من الصفائح التكتونية الرئيسية، بعض أهم الزلازل في تاريخ البشرية حدثت في الشرق الأوسط وأثرّت على معظم بلدان هذه المنطقة كما أنها الأكثر انكشافا على آثار الزلازل في العالم.

اضافة اعلان

ويذكر انه منذ العام 1900 خسر نحو 2.5 مليون انسان حياته نتيجة الزلازل بينما ناهزت الخسائر الاقتصادية حوالي ثلاثة ترليومات دولار.
ولهذا قام برنامج نموذج الزلازل الخاص بمنطقة الشرق الأوسط EMME بالتعاون مع جامعات ومراكز متخصصة وخبراء وممثلي سلطات محلية عددا كبيرا من المحاور المتصلة بالزلازل، بإجراء دراسة اسغرقت أربعة أعوام، تناولت محاور عديدة متصلة بالزلازل.
وأطلق البرنامج نتائجه في مؤتمر صحفي عقد في اسطنبول مطلع الأسبوع الحالي للإعلان عن نتائج الدراسة، وكيفية تعاطي المسؤولين ومتخذي القرار ومساعدة المنظمات الدولية والمحلية على التعاطي بأسلوب فعّال مع الزلازل وطريقة التحقق من احتمالات حصول الزلازل والتعامل مع حجم الزلازل وأضرارها وانعكاساتها الاقتصادية والاجتماعية، وتبادل المعلومات بطريقة واضحة بين الأطراف المعنية ومراقبة وتحديث المعلومات حيال وضع البنية التحتية وبناء القدرات والتنسيق بين مختلف مراكز إدارة الأزمات ومحاور تتضمن تفاصيل واسعة ومتعددة حول الزلازل.
 ونتيجة لهذا المستوى والمعلومات والنتائج المهمة التي توصلت إليها الدراسة، ستكون أمام  EMME فرصة لتصبح جزءا من برنامج منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية OECD الخاص بالزلازل "برنامج نموذج الزلازل العالمي" Global Earthquake Model program. وقد تمكن المشاركون في إعداد الدراسة من وضع سيناريوهات للتعامل مع الزلازل التي قد تصيب المُدن التالية: مشهد -إيران وكراتشي -باكستان ويريفان -أرمينيا وتبليسي -جورجيا وإربد -الأردن وصور -لبنان.
كما شارك في الدراسة 100 من الأكاديميين والخبراء المتخصصين من عدد كبير من البلدان تحت إدارة مرصد كانديلي ومعهد أبحاث الزلازل والمعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ.
وقد تم في سياق الدراسة تجميع معلومات في غاية الأهمية حول البنية التحتية، والأبنية والتوزيع السكاني وحالة التربة وغيرها من المعلومات التي تساهم في إدارة الأزمات بعد حدوث الزلازل. وقد تم في هذه الدراسة أيضا تنفيذ برنامج تعاون مع البلديات المعنية في كل مدينة، ما أدى إلى تقديم دراسة هي الأولى من نوعها على مستوى الزلازل في منطقة الشرق الأوسط.
وشاركت بلدية أربد في هذه الدراسة، حيث قدمت معلوماتها حول المدينة وبنيتها التحتية، وقالت رئيسة قسم أنظمة المعلومات الجغرافية GIS في بلدية أربد المهندسة هدى حجازي في لقاء مع الغد  أن الدراسة كانت على قدر كبير من الأهمية لأنها تدعم جهود البلدية الرامية إلى تحسين الإدراة والتخطيط والتنظيم الخاص بالتعامل مع الزلازل.
وأضافت "الدراسة اعطتنا دراية بجوانب لم يكن من السهل معرفتها وخصوصا الآثار الاقتصادية والاجتماعية للزلازل".
وبينت حجازي أن البلدية تفاعلت مع الدراسة والمرحلة الأولى منها سيكون بنشر الوعي حول كيفية التعامل مع الزلازل بين الناس، أما المرحلة المقبلة فستكون بتهيئة المدينة لمواجهة الزلازل وخصوصا في مشروع توسعة المدينة للعام 2030.
وقال مدير مرصد كانديلي ومؤسسة أبحاث الزلازل البروفيسور الدكتور مصطفى ايرديك خلال المؤتمر الصحفي إن الزلازل تحدث دون سابق انذار لذا فإن إدارة مخاطرها تستدعي تفييم الخطر وتطوير السياسات وخطط لتخفيف آثارها بالتوازي، مع تطوير بيئة مرنة على المستويين الاجتماعي والاقتصادي قادرة على التعامل مع الازمات".
وأوضح أن أهم أهداف البرنامج الممول من شركة JTI تتمثل بتوفير بيئة مناسبة لخبراء الزلازل والاستعداد لها، ويوفر منصة عمل جامعة لخبراء الزلازل من عدة بلدان للقيام بعمل مشترك بهدف تعزيز القدرات في الشرق الأوسط والقوقاز من خلال عملية تقييم خطر الزلازل والمخاطر المرتبطة بها على مستوى أضرار المنشئات، الضحايا والخسائر الاقتصادية بالإضافة إلى تقييم نتائج اتخاذ إجراءات تخفّف من آثار الزلازل في الشرق الأوسط.
وأكد إن برنامج EMME هو عمل قابل للتطور يتفاعل مع المتغيرات وليس خريطة عمل جامدة، كما يتضمن مجالا مرنا لتعديل وإضافة وتحديث المعلومات والعناصر وقواعد البيانات.
كما يتضمن آلية عمل تسمح بالمحافظة على نوعيته وقيمته بوصفه عملا على قدر عال من الدقة والتكامل والأهمية ويتطابق البرنامج مع التطورات الوطنية والمواصفات الدولية. إن المستفيدين ومستخدمي نتائج برنامج EMME يضمون طيفا واسعا من الأطراف ويشملون كل من يتخذ قرارات متصلة بمخاطر الزلازل، مثل الوكالات الوطنية والدولية المهتمة بالزلازل والمهندسين وأصحاب المهن المتصلة بموضوع الزلازل والمسؤولين الحكوميين وقطاعي التامين والتمويل وفرق الطوارئ والمتخصصين في مجال المخاطر وأصحاب المنازل والمستثمرين والسكان بشكل عام.
وقال نائب الرئيس الإقليمي ورئيس قسم العلاقات المؤسساتية والإعلامية في منطقة الشرق الأوسط والأدنى والقارة الأفريقية في شركة JTI الممولة فادي رحمة، إن هدف البرنامج تقديم معلومات قيمة ذات معنى تدوم منافعها في هذه المجتمعات ومساعدتها في تخفيف آثار المخاطر الطبيعية كالزلازل والتسونامي.