نمو جنوني لاعتداءات المستوطنين

هآرتس

بقلم: ريكي شبرينتسك

اضافة اعلان

2/3/2021

في البؤرة الاستيطانية ماعوز استر، وهي بؤرة استيطانية أُخليت مرات عديدة في الماضي وأُعيد بناؤها (وكما يبدو سوف يتم إخلاؤها مرة أخرة في الأشهر الأخيرة المقبلة) التقى الجنرال تمير يدعي مع حاخامات وسكان في منطقة بنيامين. بالتحديد في الأيام التي فيها كانت أعمال الشغب لشبان التلال قد وصلت إلى أرقام قياسية جيدة في أعقاب موت أوهافيا سيندك، وجد قائد المنطقة أن من الصحيح مكافأة المشاغبين وإجراء لقاء ودي معهم. محادثة من القلب إلى القلب على خلفية هجوم، في منتصف شهر كانون الثاني (يناير) على قائد دورية جولاني بالقرب من كادوميم، وبعد أن وقع في نهاية كانون الثاني (يناير) حادث استثنائي فيه اعتقلت قوات الجيش الإسرائيلي 4 مستوطنين بتهمة أنهم اقتحموا أحد القواعد العسكرية في منطقة الضفة الغربية.
علينا أن نعرف أنه إلى جانب مستوطنات برجوازية مثل عوفرا وكادوميم هنالك اليوم بؤر استيطانية ومستوطنات مثل يتسهار وتلة قومي أوري المحاذية، كوخاف هاشاعر، ماعوز استر وأخريات، وهي أماكن الخطر الكامن فيها كبير. كل بضعة أيام يتم تلقي تقرير عن اقتحام نشطاء يمين متطرف والذين يسكنون هذه الأماكن إلى قلب قرية فلسطينية أو إلى مدخل بلدة، ورش كتابات مسيئة للفلسطينيين، ونداءات للثأر على الجدران أو إحداث أضرار في السيارات، كما أنه يوجد أيضاً توقيع للمنفذين- "تحية من التلة في يتسهار" على العديد من السيارات والبيوت في القرى العربية التي تضررت.
عائشة الرابي، وهي من سكان بديا وهي أم لـ9 أطفال قُتلت بحجر ألقي عليها خلال سفرها بسيارتها في 12 تشرين الأول 2019، بالقرب من مستوطنة راحاليم. المتهمون برمي الحجارة كانوا شبان يدرسون في المدرسة الدينية "بري هآرتس" المجاورة لساحة العملية. في يوم السبت، بعد يوم من الحادث، سافر نشطاء من يتسهار من المدرسة الجينية في رحاليم من أجل أن يدربوا الشبان الذين يدرسون في المدرسة الدينية كيف يستعدون لمواجهة الشاباك. هل فهمتم؟ مسموح خرق يوم السبت من أجل السفر إلى مدرسة دينية وتدريب الشباب. أما تسليمهم؟ فهذا أمرٌ مفروغ منه ولا أحد يتحدث عنه مطلقاً. "الأعشاب البرية" لشبان المستوطنات لم تعد قليلة. لقد نمت في أصص الصهيونية الدينية، ولكنها تحتقرها وتحتقر الشخصيات الرئيسية فيها؛ قيادة "جوش أمونيم"، أصبحوا أصحاب بيوت قديمة. شبان التلال بنوا بديلاً جديداً؛ شخصية رعاة الأغنام، مزارع له اتصال عميق بالأرض، ويعيش في أكواخ متهالكة وخيام، ويكتفي بالقليل. رغبة حركة الاستيطان في بداية طريقها "باستيطان القلوب" وأن تكون طلائعياً أمام معسكر المجتمع الإسرائيلي كله، لا يسحرهم مطلقاً. اغترابهم وأزمتهم أمام المجتمع الإسرائيلي يجعلهم يتبنون المجتمع الحريدي- الانفصال وخلق حكم ذاتي مع قوانين وقواعد خاصة به.
النموذج القديم للدولة عفى عليه الزمن. هم لا يترددون في إلقاء حجارة، ومهاجمة حتى رموز الدولة- الجيش وقادته، سوية مع الثورة الزراعية فقد تبنوا أيديولوجية قومية متطرفة، عنصرية وفظة ضد من هم غير يهود (والعرب بشكل خاص) وممارسة عنيفة. العديد منهم لا يريدون التجند في الجيش، والجيش من جانبه أيضاً ليس متحمسا لتجنيدهم- إعطاء سلاح لأصحاب أيديولوجية كهذه حقاً أمر خطير. منظمات اليمين المتطرف، "لهافا"، وبقايا حركة كهانا يجدون لديهم بيئة خصبة لنشاطهم. مصدر آخر لمنضمين جدد هم جزء من أبناء المدارس الدينية الذين تسربوا. الشبان الحريديون الذين لفظوا من بيوتهم، ما زالوا يطيلون سوء الفهم ويرتدون القبعة المطرزة، يجدون في المزارع والتلال مكان اختباء أفضل من النوم في الحدائق العامة والبيوت المهجورة، إن منظر شبان التلال، والسوالف الطويلة والقبعات المطرزة يذكرهم بالمشترك بينهم. في فترة الكورونا يصعب على الشباب الحريدي العمل وتدبير أمورهم، والانتقال إلى المناطق يناسب كلا الطرفين عملياً مثلما يناسبهم أيديولوجياً.
حكومة إسرائيل، وشرطتها وجيشها وكل الجهات التي يجب عليها أن تعالج الموضوع غالباً ما يغمضون أعينهم عن نشاطاتهم. مطلوب عمل كبير وعلني من أجل أن تقوم جهات تطبيق القانون بعمل- ولكن لشديد الدهشة "هذا العمل هو لقاء ودي لدرجة مذهلة. نأمل أن يكون الجنرال يدعي في نهاية ذلك اللقاء قد وجد عجلات سيارته كاملة وسليمة.