نهائيات اللحظات الأخيرة.. إقصاء قاس أو تأهل بسيناريو ‘‘هيتشكوكي‘‘

نجم كرواتيا لوكا مودريتش يجري مع زملائه خلال تدريب أمس - (أ ف ب)
نجم كرواتيا لوكا مودريتش يجري مع زملائه خلال تدريب أمس - (أ ف ب)

سامارا - من الاقصاء القاسي لألمانيا وتنازلها عن اللقب العالمي، إلى تأهل بسيناريو "هيتشكوكي" للارجنتين إلى الدور ثمن النهائي... نحو نصف المباريات التي أقيمت حتى الآن في مونديال روسيا 2018 حسمت في اللحظات القاتلة.اضافة اعلان
يعكس اقصاء الألمان من الدور الأول بشكل مثالي متلازمة الدقائق الخمس الأخيرة التي أصابت نهائيات روسيا 2018. اعتقد المانشافت أنه أنقذ نفسه حين خطف الفوز على السويد 2-1 في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع بفضل هدف طوني كروس، لكنه تذوق الكأس المرة بنفسه في المباراة التالية حين اهتزت شباكه ضد كوريا الجنوبية بهدفين في الوقت بدل الضائع (3+90 و6+90)، ما أطاح به خارج البطولة.
في روسيا، 25 من الأهداف الـ116 التي سجلت حتى الآن سجلت بعد الدقيقة 85، وهي نسبة أعلى بكثير من عام 2014 (15 هدفا من أصل 136). هذا العام 20 مباراة من أصل 48 في الدور الأول شهدت أهدافا في الثواني الأخيرة القاتلة، مقابل 13 في البرازيل قبل أربعة أعوام.
حتى الآن "نشاهد كأس عالم رائعة" بحسب ما قال مدرب مرسيليا الفرنسي رودي غارسيا لوكالة فرانس برس، متحدثا عن منافسة قوية ومفاجآت في النسخة الحادية والعشرين من الحدث الكروي الأهم.
وتابع "أولئك الذين كانوا ضحايا أهداف الدقائق الأخيرة يميلون الى التراجع كثيرا للخلف ومحاولة الدفاع عن نتيجة"، مشيرا على سبيل المثال الى "المنتخب السويدي الذي لعب بتفوق عددي (ضد ألمانيا بعد طرد جيروم بواتنغ) لكنه تكبد ركلة حرة عند مشارف منطقته (جاء على اثرها هدف كروس) مع أنه كان قادرا على الضغط بـ11 لاعبا مقابل 10 ومحاصرة الألمان في منطقتهم، وحرمانهم على الأخص من الحصول على الكرة".
المدرب المساعد السابق لمنتخب اليابان الفرنسي جاكي بونيفاي "مندهش" من تكرار سيناريو أهداف الثواني الأخيرة، وهذا الأمر "يحدث عندما يقدم أحد الفريقين كل شيء لأن ليس لديه أي خيار آخر".
ويستعين بما حصل مع حارس المرمى الألماني "مانويل نوير الذي يفعل أي شيء كان ليصعد، بينما يترك المدافعين في مكانهم، كان يجب أن يترك الكرة للاعبين أفضل منه بالقدمين. النتيجة أنه خسرها من أول لمسة" للاعب كوري ما تسبب بالهدف الثاني في المرمى الألماني وقضى على أي أمل له بمحاولة العودة.
وتابع "لم نر هذا الأمر في مباراة فرنسا والدنمارك (0-0) لأن النتيجة تناسب الجميع".
خلافا لفرنسا التي لم تجد صعوبة تذكر في حسم بطاقتها الى ثمن النهائي منذ الجولة الثانية، على غرار روسيا المضيفة والأوروغواي ايضا، حجزت العديد من البطاقات في مباريات الجولة الثالثة الأخيرة وفي الثواني القاتلة.
والبدء مع الأرجنتين التي أنقذها ماركوس روخو في الدقيقة 86 ومنحها الفوز على نيجيريا 2-1. وفي بداية النهائيات فازت إنجلترا على تونس (2-1) والأوروغواي على مصر (1-0) وايران على المغرب (1-0) في الدقائق الأخيرة، وحتى أن البرازيل فازت في الجولة الثانية على الأوروغواي 2-0 بعد انتهاء الوقت الأصلي.
والى جانب الجدل الذي ترافق مع تطبيق تقنية المساعدة بالفيديو "في أيه آر" للمرة الأولى في تاريخ كأس العالم، أشار بونيفاي الى ميول "القطع السريع (للكرة) والانتقال الى الهجوم ما أن يحصل الاستحواذ على الكرة" خلال هذه النهائيات "على طريقة مدرسة برشلونة"، في إشارة الى عملاق الكرة الإسبانية الذي اشتهر بما عرف بأسلوب "تيكي تاكا".
واستنادا الى هذه المقاربة، بدأت روسيا المضيفة البطولة بفوز كبير على السعودية (5-0) ومصر (3-1)، قبل أن تعود الى أرض الواقع على يد الأوروغواي (0-3).
وصولا الى اليوم الأخير من دور المجموعات، ما يزال العالم بانتظار كلمة لاعبين كبار مثل الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي فوت على فريقه الفوز في مباراته الأولى ضد ايسلندا (1-1) باهداره ركلة جزاء، لكنه عوض بعض الشيء بتسجيله هدف التقدم أمام نيجيريا.
ولا يختلف وضع نجم البرازيل وزميل ميسي السابق في برشلونة نيمار الذي سجل هدفه الأول في مرمى كوستاريكا في الجولة الثانية بعد انتهاء الوقت الأصلي، لكن ما كان لافتا أكثر من الهدف هو بكاؤه الذي تلا المباراة.
وما تزال فرنسا بانتظار نجمها انطوان غريزمان ايضا، لأنه لم يفعل شيئا حتى الآن باستثناء انتزاعه ركلة جزاء في المباراة الأولى ضد استراليا وتنفيذها بنفسه (2-1).
وحده نجم البرتغال وريال مدريد الإسباني كريستيانو رونالدو كان على الموعد حتى الآن. فبعد اكتفائه بثلاثة أهداف في مشاركاته الثلاث السابقة في كأس العالم، وجد "سي آر 7" طريقه الى الشباك 4 مرات في المباراتين الأوليين، بينها ثلاثية ضد الجار الإسباني (3-3).
كما برز حتى الآن ودون "مجهود" كبير مهاجم انكلترا هاري كاين الذي يتصدر ترتيب الهدافين بخمسة أهداف قبل المباراة الأخيرة في الدور الأول ضد بلجيكا القوية التي تألق في صفوفها ايضا روميلو لوكاكو (4 أهداف) وصانع الألعاب إدين هازار، على غرار نجم وسط كرواتيا وريال مدريد القائد لوكا مودريتش.-(أ ف ب)