نهاد سيريس: لا يوجد كاتب سوري صامتا الآن

أبوظبي- أكد الكاتب السوري نهاد سيريس في الجلسة الحوارية المخصصة له في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، رفضه لصمت المثقف عن كل الدمار والقتل الذي يجري في سورية الآن.اضافة اعلان
وأوضح سيريس صاحب رواية "الصمت والصخب"، "لا يوجد كاتب صامت في سورية الآن، حتى لو كان هناك من لا يكتب عما يجري فهو رفض للطريقة التي تتطور بها الثورة".
وقد أصدر سيريس روايته الشهيرة في العام 2004 حينما تعرض مع مجموعة من المثقفين إلى نفي داخلي، بعدما منعوا من المشاركة في الحياة الثقافية في سورية. وقد غادر بلاده مطلع العام الماضي مع تزايد المضايقات عليه من قبل النظام واشتداد المراقبة والتهديد.
وقال سيريس "قد يبرر لمن يؤمن بالصمت الآن أن القارئ منشغل بالاطمئنان على أهله وبلده ومنارات المساجد الأثرية والأسواق القديمة فهي كالعائلة في أهميتها لكل سوري"، في إشارة إلى تهدم العديد من المباني الأثرية في سورية بسبب الاحداث الجارية.
واعتبر من جهة أخرى، أن الأدب يتراجع اثناء الأحداث التاريخية الكبيرة، وقد يكتب أدبا مرتبطا بتلك الأحداث بعد سنوات، واوضح "أتوقع أن ما يجرى في سورية على مستوى الربيع العربي سينتج أعمالا روائية عظيمة تؤرخ لكل ما يجري الآن، لكنها بحاجة إلى الوقت وأن تبرد الأحداث، فهناك بعض الأعمال الروائية كتبت من وحي الثورة ولكن لا أعتقد أنها نجحت".
واعتبر سيريس أنّ الروائي هو المؤرخ الحديث. وقال "في الماضي كانت الحضارات تقدم مؤرخين للكتابة مثل هيرودوت والطبري، والآن يلعب الروائي هذا الدور. واعتقد أن التاريخ المكتوب فيه الكثير من التخييل الذي يقترب من دور الرواية، وأيضا الرواية فيها الكثير من التاريخ".
وخلص إلى أن الواقع الحالي في سورية لن يكتب عنه أبدا كما هو "فهو واقع عجائبي لا يمكن تفسيره".
وقد وقعت خلال الجلسة مشادة كلامية بين الروائي السوري نبيل سليمان وأحد السوريين الذي اشار الى تغيير كتاب سوريين مواقفهم مع اشتداد الأزمة، ذاكرا نبيل سليمان الذي كتب اخيرا مقالات عن غبار المكتبة الوطنية بينما قتل الأبرياء مستمر، وكأن لا شيء يحدث على الأرض، بحسب تعبير المحتج.
فرد عليه سليمان بحدة "تتكلمون من خارج سورية ونحن نكتب من هناك من قلب الأحداث"، ونصح السائل أن يقرأ ويتابع جيدا قبل أن يتهم الناس جزافا مشيرا إلى صدور روايته "مدائن الأرجوان" وهي من وحي الثورة السورية.
وكان يفترض أن تشارك في الجلسة التي تحمل عنوان "كتاب تحت خط النار" الكاتبة السورية سمر يزبك الفائزة بجائزة بنتر الدولية للشجاعة الأدبية للكتاب، لكنها اعتذرت عن الحضور في آخر لحظة.  - (ا ف ب)