نواب في دمشق


فتحت عاصمة الياسمين دمشق ذراعيها لعدد من أعضاء مجلس النواب، ممن زاروها مؤخرا لمدة أربعة أيام، وبحفاوة واضحة استقبل المسؤولون السوريون الوفد البرلماني الأردني، فالتقاهم الرئيس بشار الأسد، وكذلك رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس الشعب وعدد آخر من قيادات الصف الأول في الجمهورية العربية السورية.اضافة اعلان
الزيارة وفق ما ظهر، كانت ناجحة بكل مقاييس النجاح، إذ إن اللقاءات كانت أكثر من ودية، والكلام السوري للبرلمانيين كان رطبا وأخويا، وذراعان مفتوحتان للأردن لكنس ما خلفه الماضي وفتح صفحة جديدة من العلاقات بين الطرفين.
ردة الفعل السورية الفورية على زيارة الوفد البرلماني لم تتأخر كثيرا، فقد تم إطلاق عدد من المعتقلين الأردنيين في سورية، وهذا إنجاز  حققته الزيارة، ونأمل أن تحقق زيارات رسميين أردنيين لدول أخرى تلك الإنجازات وأن يتم إطلاق معتقلين أردنيين في سجون تلك الدول كما تحقق مع الوفد الذي زار دمشق.
الزيارة انتهت، وعاد النواب الأردنيون يحملون انطباعات كثيرة عما شاهدوه في دمشق وأماكن أخرى، وما لمسوه بأم العين هو إصرار من لدن القيادة السورية والحكومة على تطوير العلاقات مع الأردن.
 كما لمسوا إصرارا شعبيا على الحياة والنهوض من جديد وكنس الماضي بكل مخلفاته، وإعادة إعمار ما هدمته قوى الظلام والإرهاب والاستعمار التي كانت تريد الهيمنة على الأرض السورية، وتنقل سورية من مكانها الحالي إلى أماكن أخرى.
فأولئك كانوا يريدون أن تغير سورية بوصلتها، وأن تصبح أداة تنفذ ما يريده منها الغرب، ولذلك كله فتحوا عليها نار جهنم أملا في زعزعة الموقف السوري وتفتيت عضد الشعب، ولكن أثبتت سورية الدولة أنها أقوى من كل هزاتهم، ومؤامراتهم وانتصرت على قوى الظلام ومخططات الغرب، وأن تحرر ما يقرب من 90 % ويزيد من أرضها من إرهاب  الدواعش وغيرهم من تنظيمات إرهابية تعتمد القتل وحده وسيلة للحوار.
المشاهدات التي حملها الوفد النيابي ومرافقوه كبيرة وإيجابية، وعندما عادوا تحدثوا عن الكثير من المحطات الهامة التي حصلت، وعاد الوفد متيقنا أن الرسمي والشعبي السوري ما يزالان يريان في الأردن دولة جارة وصديقة وشقيقة وأنهم يفتحون ذراعيهم دوما لأي تواصل مثمر ليس لتحسين العلاقات فقط وإنما لتمكينها.
الأكيد أن الوفد البرلماني سينقل تلك الانطباعات التي شاهدها ولمسها، وسيتحدث عن مدى الترحيب الذي وجده في دمشق، لكل دوائر صنع القرار، كما أن البرلمانيين الأردنيين استطاعوا من خلال زيارتهم جس النبض السوري تجاه الأردن، والوقوف على رأي القيادة السورية في قادم الأيام.
عمليا، وواقعيا، فإن دمشق انتصرت على الإرهاب، وعلى المؤامرات معا، وهي اليوم في طور إعادة بناء الحياة من جديد وإعادة البناء تلك لن تستغرق وقتا طويلا كما كان يعتقد البعض، وانما سنفاجأ أن السوريين  نهضوا سريعا من تحت الركام وشمروا عن سواعدهم لبناء بلدهم وإعادة إعمار ما هدمته قوى الظلام والإرهاب، وإعادة سورية للواجهة من جديد.
حكومتنا عليها التقاط الرسائل التي خرجت من دمشق، وإعادة التفكير بطريقة جديدة للتعامل مع سورية كدولة شقيقة، وعدم وضع في خلفية التفكير زعل هذا وحرد ذاك، فأولئك الذين كانوا يزعلون ويحردون ليس بمقدورهم اليوم الدفاع عن أنفسهم، وباتت المعادلات تتغير بشكل واضح، وهو الأمر الذي يتوجب علينا ملاحظته والتفكير فيه قولا وفعلا، والتفكير بمقاربة جديدة في العلاقات مع الدولة السورية، علاقات تقوم على تعاون مشترك ومشاركة في إعادة الإعمار وفتح الباب لدمشق كما كان مفتوحا سابقا، والتقاط الرسائل التي خرجت من القيادة السورية عند زيارة الوفد البرلماني لدمشق.