نور تركماني تحوّل الشعر إلى كيمياء يمتزج فيها الصوفي بالعاطفي

الشاعرة نور تركماني خلال توقيع ديوانها الشعري "صلوات الندى" - (تصوير: محمد مغايضة)
الشاعرة نور تركماني خلال توقيع ديوانها الشعري "صلوات الندى" - (تصوير: محمد مغايضة)

عزيزة علي

عمان -  وقعت الشاعرة نور تركماني، أوّل من أمس، ديوانها الشعري "صلوات الندى"، الصادر عن دار دجلة للنشر والتوزيع. ويضم الديوان ست عشرة قصيدة تنوعت أشكالها بين العمودية والتفعيلة والنثر.اضافة اعلان
قالت تركماني في الحفل الذي أقيم في مركز الحسين الثقافي"ولدت ذات حب من رحم قصيدة وتعلقت بقنديل الشعر حتى أضاء عتمة روحي، وسأبقى أكتب للحب، لأمنح ذلك الطفل الذي يعيش فينا فرصة أكبر للحفاظ على براءة شغبه، بعيداً عن شوائب البالغين".
أهدت تركماني ديوانها لابنتها إيناس "لإيناس مسلم، نوارة الفجر، يا نفحات إيناسي، يا عطر ورد الربى المجدول بالماس، توقدي كانبعاث الضوء في سحبي، وراقصي فيأها في نشوة الآس، يا أرجوان الندى يسري بأوردتي، تطاولي نجمةً في فجر أعراسي".
يذكر أن هذه المجموعة الشعرية هي الثانية في مسيرة تركماني، بعد ديوانها الأول "بوح ناي"، الذي تناولت فيه الشاعرة موضوعات وطنية ووجدانية وذاتية.
ولفتت تركماني في الحفل الذي شارك فيه الشاعر نزار اللبدي، والأديب المغربي حسن اعبيدو، إلى موعد صدور الديوان قائلة "إنه يصادف ذكرى مرور عام على الحادث الآثم الذي تعرضت له ابنتي ايناس مسلم التي أهديتها هذه المجموعة الشعرية، وكلي أمل في أن تكون هذه الذكرى دافعاً لها، وللشباب في مثل عمرها، لأن يكونوا أقوى وأصلب، وأكثر إصراراً وعزيمة في تحقيق مطالبهم وطموحهم".
في هذا السياق رأى الشاعر نزار اللبدي أن هذه الصلوات الرقيقة الهادئة "تتخذ سمة النثر الفني الجميل، وتزخر بالصور الشعرية الأخاذة، فسماؤها تتسع بما يكفي لاحتوائه، وتضيق حتى تتعلق بعروة قميصه، إذ لطالما كان غيابه يفشل دورات حروفها، ففي كل مرة تعقد فيها جلسة القصيدة لا يكتمل النصاب! وهكذا تستمر هذه الصلوات التي منذ أن اعتنقتها تركماني وهي تواظب على صلاة الندى كل صباح، حتى تتم في ثلاثة وخمسين مقطعاً شعرياً أيلولياً، يحيرك أي منها تقتبس."
أما ورقة الأديب المغربي حسن اعبيدو فقد قرأها الشاعر جهاد البستنجي، بالنيابة عنه، وفيها يرى أن "صلوات الندى" إيذان بتوقع الجمع بين ما هو ديني مقدس ''صلوات'' وبين ما هو عاطفي، من خلال توالي الترميز له، بهدف تكريس هذا المعنى ''الندى''. لكن كيمياء النص جعلت من البعد الصوفي خادما للبعد العاطفي، فترفع الأخير إلى مقام التقديس. فالحب في مفهومه العاطفي صلاة، والصلاة تقتضي أعلى درجات الاحترام، وبالتالي يمكن استبدال الندى بالحب.
وبين اعبيدو أنه من خلال قراءة أخرى للعنوان يمكننا أن نحوّل الكيمياء الواصلة بين الصلوات والندى إلى تأويل يربط بين الصلاة والشعر، فيصبح الندى هو الشعر الذي تجعله الشاعرة مقدسا روحيا، له طقوسه وأركانه فيصبح العنوان هو قداسة الشعر.
ونوه اعبيدو إلى أن الشاعرة تؤكد فرضية العنوان، وهي تحاول أن تقربنا من فهمها للشعر الذي تعتبره الهواء الذي تتنفسه، مشيرا إلى ما قالت الشاعرة في هذا الشأن:"إن الشعر بالنسبة لي، أياً كان نوعه، هو الأوكسجين الذي أتنفسه، بغض النظر عن تصنيفه أو تبويبه".
وحول أنماط القصيدة التي تكتبها تركمان قال اعبيدو أنها "القصيدة الحرة". فهي أوسع للتعبير، من خلال الفضاءات التي تمنحها للشاعرة، لافتا إلى أن القصيدة العمودية لا تستطيع الشاعرة من خلالها المزاوجة بين هذه الفضاءات الحرة، وبين الشكل التقليدي المعروف للقصيدة الذي يتعذر على الشاعرة أن تقدم به أي شيء جديد.