هبات المواطنين العرب داخل فلسطين التاريخية

سيدة فلسطينية تزرع شتلة زيتون
سيدة فلسطينية تزرع شتلة زيتون
لم تكن هبّة النقب الحالية أول احتجاجات الأقلية الفلسطينية داخل فلسطين التاريخية، حيث سبقها هبّات أخرى احتجاجا على مصادرة الأراضي أو الاعتداءات على "الأقصى" أو تضامنا مع إخوانهم في الضفة وغزة ويقول المركز القانوني لحماية حقوق الأقلية العربية في إسرائيل "عدالة" (غير حكومي) إن الاحتجاجات الحالية، تأتي على خلفية تجريف دائرة أراضي اسرائيل بواسطة الصندوق القومي اليهودي أراضٍ مملوكة للعرب بهدف الاستيلاء عليها من خلال زرعها بالأشجار. وذكر "عدالة" في بيان أرسل نسخة منه لوكالة الأناضول، أن "هذه الخطوة تشكل استمرارا لسياسات الاستيلاء على الأراضي البدوية في النقب، وتهجير السكان من أجل تهويد المنطقة". ومنذ أكثر من أسبوع، يواصل المواطنون، احتجاجاتهم على استمرار تجريف الأراضي، وأسفرت تلك الاحتجاجات عن إصابة واعتقال عشرات العرب. ولم تكن هذه الهبّة الأولى، للأقلية العربية داخل إسرائيل، حيث اندلعت منذ عام 1948، احتجاجات أخرى، وفيما يلي أبرزها: ** يوم الأرض (1976) يحيي الشعب الفلسطيني في الثلاثين من آذار/مارس من كل عام ما يعرف بـ "يوم الأرض" وهو يوم استشهد فيه ستة فلسطينيين خلال احتجاجات ضد قرار إسرائيلي بمصادرة نحو 21 ألف دونم من أراضي الجليل والمثلث (شمالي إسرائيل)، والنقب (جنوب) عام 1976. ففي ذلك العام صادرت الحكومة الإسرائيلية مساحات كبيرة من أراضي هؤلاء العرب، الواقعة في نطاق حدود مناطق ذات أغلبيّة سكانيّة فلسطينية مطلقة، وخاصّة في منطقة الجليل (شمال). ودفع هذا الإجراء الجماهير الفلسطينية إلى إعلان "إضراب شامل"، اعتبره المراقبون بمثابة أول تحدٍ من قبل الأقلية الفلسطينية للسلطات الإسرائيلية منذ تأسيس إسرائيل عام 1948. وبحسب شهادات فلسطينية، فإن إسرائيل قابلت الإضراب بقسوة وقمع، ودخلت قوات كبيرة من الجيش والشرطة، مدعومة بالدبابات إلى القرى الفلسطينية، الأمر الذي تسبب بسقوط شهداء وجرحى. كما نظّم الفلسطينيون تظاهرات عديدة دفاعا عن أراضيهم، قابلتها إسرائيل بالقمع، حيث وقعت صدامات مع قوات الشرطة والجيش الإسرائيلي. ** الانتفاضة الأولى (1987) تفاعل المواطنون العرب في إسرائيل، بشكل كبير، مع الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي اندلعت في ديسمبر/كانون الأول 1987، واستمرت 6 سنوات. وشهدت المدن والبلدات العربية داخل إسرائيل، مواجهات واعتصامات وإضرابات تجارية وشاملة، تضامنا مع إخوانهم الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وواجهت الشرطة الإسرائيلية الاحتجاجات باعتقالات وقمع. ونشط المواطنون العرب أيضا في جمع التبرعات، وتوجيهها إلى الضفة الغربية وقطاع غزة. وترافع العديد من المحامين العرب من سكان إسرائيل، عن المعتقلين الفلسطينيين، أمام المحاكم. كما استغل النواب العرب في الكنيست، مواقعهم للتنديد بالممارسات الإسرائيلية ضد السكان في الأراضي المحتلة. ** هبة النفق (1996) تفاعل المواطنون العرب في المدن والقرى العربية بإسرائيل، مع فعاليات "هبّة النفق" التي تفجرت في 25 سبتمبر/أيلول 1996 بعد الإعلان عن افتتاح نفق إسرائيلي، أسفل الجدار الغربي للمسجد الأقصى. وشهدت المناطق في الداخل الفلسطيني، إضرابات واعتصامات ومواجهات مع الشرطة الإسرائيلية، بالتزامن مع مواجهات بالقدس الشرقية ومدن الضفة الغربية وقطاع غزة. ** هبة أكتوبر 2000 يصادف الأوّل من أكتوبر/تشرين الأول، ذكرى أحداث العام 2000، التي راح ضحيّتها 13 شابًا فلسطينيًا في المثلث والجليل على يد قوّات الشرطة الإسرائيلية، خلال احتجاجات ضد القمع العنيف في الضفة الغربية وقطاع غزة مع اندلاع الانتفاضة الثانية، واقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون المسجد الأقصى بمرافقة ألف شرطي. ويقول مركز "عدالة" في تقرير سابق: "أصبح هذا الشرخ الذي سبّبه استشهاد الشبان الفلسطينيين منذ ذلك الوقت، عنصرًا أساسيًا ومؤسسًا في الذاكرة الجماعية للمواطنين الفلسطينيين في إسرائيل". وقد شهدت المدن والبلدات العربية بإسرائيل، مواجهات واعتصامات ومسيرات متفرقة تضامنا مع الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة خلال الانتفاضة الثانية التي اندلعت في 28 سبتمبر/أيلول 2000. ** هبّة مايو/أيار 2021 شهدت المدن والبلدات العربية في الداخل الفلسطيني، مواجهات عنيفة بين المواطنين من جهة والشرطة واليمينيين الإسرائيليين من جهة أخرى في مايو بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي على حي الشيخ جراح، والمسجد الأقصى، وقطاع غزة. واندلعت مواجهات عنيفة تخللها إصابة العشرات من المواطنين العرب، واعتقال المئات منهم في حملات اعتقال واسعة، وُوصفت الاشتباكات التي اندلعت في إطار هذه الأحداث، بأنها غير مسبوقة. ويعيش داخل إسرائيل 1.995 مليون فلسطيني، ينحدرون من سلالة نحو 154 ألف عربي، لم يغادروا أراضيهم إبان النكبة عام 1948. ويبلغ عدد سكان إسرائيل، نحو 9.449 ملايين نسمة بنهاية عام 2021، بحسب دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية.-(الاناضول)اضافة اعلان