هدنة في معان

محل تجاري في مدينة معان تعرض للحرق والتخريب أول من أمس -(الغد)
محل تجاري في مدينة معان تعرض للحرق والتخريب أول من أمس -(الغد)

حسين كريشان

معان - إتفق شيوخ ووجهاء معان مع محافظها عبد الكريم الرواجفة مساء أمس على التهدئة ووقف أعمال العنف بعد ان ابلغهم بالقبض على سبعة أشخاص يشتبه تورطهم في مقطع فيديو بثته شبكات التواصل الاجتماعي وهم يحيطون بجثتي مطلوبين قتلا في مطاردة أمنية بمنطقة الراشدية في العقبة.اضافة اعلان
وفور اعلان الاتفاق هاجم مجموعة من المحتجين مركز امن المدينة بالاسلحة والالعاب النارية غير ان قوات الدرك فرقتهم باطلاق العيارات النارية في الهواء والغاز المسيل للدموع.         
وكان  مركز أمن مدينة معان تعرض ظهر أمس، لإطلاق نار كثيف من قبل مجموعة شبان، فيما أطلقت مجموعة أخرى النار في الهواء بكثافة، وهددت أصحاب محال تجارية بضرورة إغلاقها استجابة للعصيان المدني الذي تشهده المدينة منذ صباح أمس.
وفي أعقاب ذلك، توجهت قوات وصفت بـ"الكبيرة" من الدرك الى المدينة، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي في الهواء لتفريق المحتجين الذين لجأوا إلى الشوارع الفرعية لسحب القوات إليها ورميها بالحجارة وإطلاق النار عليها.
وتشهد المدينة توترا دفع أصحاب المحال التجارية بما فيها المخابز إلى التوقف عن العمل، خشية تعرضها للاستهداف مع الإطلاق الكثيف لقنابل الغاز المسيل للدموع ومظاهر الاحتجاج.
وكانت مدينة معان شهدت مساء أول من أمس، أعمال شغب واسعة، تخللتها اشتباكات بين ثلاث مجموعات من المحتجين وقوات الدرك وعمليات "كر وفر" استمرت حتى صباح اليوم التالي، وأسفرت عن إصابة مواطن ورجل أمن.   وأقدم محتجون على حرق مكتب البريد في المدينة وأعمدة الاتصالات الخشبية، كما تعرضت أسلاك الكهرباء للعبث، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن أحياء في المدينة. وأغلقت البنوك والمحال التجارية أبوابها باستثناء عدد قليل من البقالات، فيما تشهد شوارع المدينة إغلاقات بالحجارة والحاويات ومخلفات الاحتجاجات.
وكانت تجددت أعمال الشغب في مدينة معان أمس، بعدما أقدم مجهولون على محاولة اقتحام مركز أمن المدينة، وأطلقوا الرصاص والألعاب النارية، وألقوا عددا من الزجاجات الحارقة (المولوتوف) بكثافة باتجاه المركز.
وردت قوات الأمن عليهم بإطلاق الأعيرة النارية في الهواء وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم وعملت على ملاحقة المجموعات ومطاردتهم في الشوارع وبين الأزقة داخل الأحياء السكنية.
كما أغلقت مجموعات من شباب المدينة بعض الطرق الرئيسة بالحجارة والإطارات، فيما عملت قوات الأمن على فتحها وتمت السيطرة على الطرق ولم تسجل أي إصابات بالأرواح. وتأتي هذه الأحداث بعد انتهاء "مهلة التهدئة" التي حددها شيوخ ووجهاء معان للكشف عن ملابسات مقتل اثنين وإصابة آخر في حادثة مطاردة أمنية مؤخرا.
وكان محافظ معان عبدالكريم الرواجفة قد أكد أن القضية التي وقعت أحداثها في محافظة العقبة تم توضيح تفاصيلها من خلال البيان الذي أصدرته مديرية الأمن العام وتحتاج إلى فترة كافية وتأخذ وقتا، وليست مرتبطة بمهلة محددة، من خلال إجراءات وتحقيقات"، لافتا الى أنه نقل مطالب أبناء المدينة وذوي المتوفيين بضرورة معرفة حقيقة هذا الفيديو الى الجهات ذات العلاقة لبيان ومعرفة كل ما يتعلق بمحتوى هذا الشريط.
وكان شيوخ ووجهاء من مدينة معان وخلال لقاء جمعهم مع محافظ معان بحضور مدير شرطة معان العميد هاني المجالي ومديري الأجهزة الأمنية في المحافظة قبل أربعة أيام، أمهلوا الجهات المعنية 48 ساعة للكشف عن أسماء الأشخاص المسلحين الذين ظهرت صورهم في مقطع الفيديو.
ووعد مدير شرطة معان العميد هاني المجالي حينها بإنهاء المظاهر الأمنية في شوارع المدينة شريطة عدم افتعال أعمال شغب والاعتداء على الأماكن العامة والخاصة مجددا.  على أن انتهاء المهلة بدون الكشف عن هوية الأشخاص حتى الآن، دفع بمحتجين إلى تنفيذ ما هددوا به من حيث اللجوء الى حالة العصيان المدني، والدخول في اعتصام مفتوح، احتجاجا على ما يعتبرونه "تقاعس أجهزة الحكومة وتخليها عن القيام بواجباتها الموكلة إليها".

[email protected]