هذا أو الطوفان

 

ها قد حصل اللقاء المنتظر. نتنياهو استمرّ يركّز على الخطر الإيراني ويتجاهل الدولة الفلسطينية ووقف الاستيطان. وأوباما لم يكن مجاملا فطلب من نتنياهو بوضوح قبول حل الدولتين وقال إن "خريطة الطريق تلزمكم بوقف الاستيطان". الهوّة كانت واضحة بين الموقفين ولا مجال للتوفيق بينهما، فماذا بعد؟!

اضافة اعلان

أمام الادارة الأميركية طريقان. امّا أن تعمل بموجب "لا يكلف الله نفسا الا وسعها" فتبقى تردد فقط هذا الموقف ولا تجرؤ على الضغطّ الجدّي على اسرائيل خوفا من انطلاق عشّ الدبابير الصهيوني عليها، أو تعلن خطّة واضحة يتبناها المجتمع الدولي وتضع حكومة نتنياهو في زاوية محكمة ومن دون أي هامش للمناورة. ولكل من الخيارين كلفة.

مواجهة اسرائيل لها كلفة على الادارة وهي كلفة قد لا تكون باهضة بفعل شعبية هذه الإدارة وتواضع دور اللوبي الصهيوني في الانتخابات الماضية وقوّة وجهة النظر التي تقول أن حلّ القضية الفلسطنية هو مصلحة قومية أميركية ولا يضرّ بأمن اسرائيل.

بينما كلفة النكوص أمام نتنياهو ستكون باهضة جدا على الإدارة وعلى الولايات المتحدة بفعل الضرر الذي ستلحقه بخطط الرئيس في المنطقة. لا يحتاج أحد أن يعيد على مسامع الادارة الأهمية الحاسمة للحلّ على جبهة الصراع الفلسطيني والعربي الإسرائيلي فقد سمعوا كل شيء من جلالة الملك عبدلله الثاني.

استمرار الاحتلال يغذي التطرف في المنطقة ويضعف معسكر الاعتدال ويبرر العداء والتحريض على الولايات المتحدة ويقوي موقف إيران وحلفائها ويقوض خطّة أوباما لإصلاح ما افسدته ادارة بوش، وبالمحصلة فشل الإدارة الخارجي يبدأ بفشلها أمام التعنت الإسرائيلي.

ليس هناك خيار ثالث، ولعل أوباما لم يكن مضطرا لإعلان شيء اضافي غير ما أعلن عقب لقاء نتنياهو بانتظار استكمال اللقاءات (اللقاء مع أبو مازن ومبارك) ثم لا بدّ ان يسمع الرأي العام شيئا أخيرا, وقد تكون المناسبة الخطاب الذي سوف يوجهه أوباما للعالم الاسلامي من القاهرة.

من جهتهم، فإن على العرب ايضا عدم تسهيل مهمّة نتنياهو بالمراوغة بينما نطلب من الإدارة الأميركية حشره في الزاوية، والخطاب الأردني والعربي هو خطاب حازم وجيد إزاء مناورات نتنياهو وخطته الثلاثية المزيفة، فلا يجب أن تكون هناك لقاءات ولا مفاوضات الا بناء على الأسس المجمع عليها دوليا، ومتابعة المفاوضات من النقطة التي انتهت عندها.

إنها ساعة المواجهة مع اسرائيل؛ فالعالم والولايات المتحدة أولا ما عادا يحتملان استمرار هذه البؤرة للنزاع التي تطلق كل الشرور. وعلى العالم أن يختار استمرار بؤرة هذا النزاع الطويل والمرير أو اطفاءها. وكل شيء معلق على قرار حازم من الادارة الاميركية والمجتمع الدولي اجبار اسرائيل على الانصياع أو عزلها كما فعل العالم مع النظام العنصري في جنوب افريقيا.

إذا حزمت الإدارة أمرها فسوف يكسب الجميع، وبعكس ذلك فثمّة طوفان جديد من الشرّ  بالانتظار!

[email protected]