هذا سينتهي بمزيد من الدم

يديعوت أحرونوت

بقلم: اورلي ازولاي

اضافة اعلان

اليهود الذين فروا للنجاة بأرواحهم من أوروبا المشتعلة ودقوا أبواب الولايات المتحدة، بعد الكارثة وقبلها ايضا، لم يتصوروا بأنه سيأتي يوم أسود من السواد، يخاف فيه أحفادهم من الذهاب إلى الكنيس، وسيتعين عليهم أن ينزلوا الكيبا كي لا يجتذبوا الانتباه او ان يعيدوا في كل مرة ترميم مقابر اليهود التي افسدت.
لقد رفعت اللاسامية في الولايات المتحدة رأسها. وفي 2018 كاد يتضاعف عدد الاحداث اللاسامية مقارنة بالسنة السابقة. الحركات النازية الجديدة، تلك التي تتبنى تفوق العنصر الابيض، اليمين غريب الاطوار – كلهم رفعوا الرأس. لقد رأت هذه الحركات في ترامب لحما من لحمهم، وفي اللحظة التي صعد فيها إلى الحكم خرجوا من الثغور: فالارهاب الابيض يشكل اليوم مشكلة اصعب في الولايات المتحدة من الارهاب الاسلامي. لا ترى هذه الحركات في اليهود جزءا من العنصر الابيض بل تراهم "غزاة اجانب"، يتآمرون لاحتلال مكان البيض.
الكنيس هو شريان حياة هام ليهود الولايات المتحدة: فهذا ليس فقط مكان صلاة وموقع للحفاظ على الصلة بالدين: هناك يحتفلون بأفراحهم ويحيون أيام اطراحهم. فقد ارادت الجالية اليهودية أن ترى في المذبحة في بطرسبورغ قبل ستة اشهر حدثا شاذا. شدوا على الشفتين، انطووا إلى آلامهم، اشاروا إلى أن هذا هو الحدث الاصعب ضد اليهود على اراضي الولايات المتحدة، وانتقلوا إلى الامام إلى أن جاء كاره اليهود إلى الكنيس قرب سان دييغو وادعى بأنه بإلهام قتل الـ 11 مصليا في بطرسبورغ امتشق بندقية نصف اوتوماتيكية وقتل. لقد وقع هذان الحدثان في وردية ترامب. الرئيس الأميركي ليس لاساميا، ليس لديه المعرفة والعمق كي يفهم جذر الظاهرة، ولكن شجبه لهم كان بكلمات عليلة، هزيلة وليس صدفة: القسم الاكبر منهم ينتمون إلى قاعدة التأييد السياسي له. اللاسامية ترضع من مصدرين: الاغلبية تأتي من جانب اليمين المتطرف، من المنظمات التي تتبنى طهارة العرق، ولكن توجد مجموعة اخرى، في اليسار الراديكالي تشجع اللاسامية من الجهات الاخرى: فهم يزعمون بأن ترامب يبتز اموال دافع الضرائب الاميركي كي يصب المال على دولة إسرائيل، ويسمح لليهود بإدارة سياسة الولايات المتحدة. وتعبير عن هذا الخط كان في الكاريكاتير البائس لصحيفة "نيويورك تايمز" حين عرض نتنياهو ككلب يقود ترامب الرجل الاعمى معتمر الكيبا نحو المسار الصهيوني. للكلمات قوة. وهي يمكنها حتى ان تقتل، وعندما يتعنصر رئيس اميركي على المختلف والآخر – فهذا يعطي اللاساميين والنازيين الجدد مجال عمل. ترامب لم يجعلهم منبوذين وهذا انتهى بالدم. والانباء السيئة هي أن هذا سينتهي بمزيد من الدم. الكنيس في أميركا لم يعد مكانا آمنا ولا روضة الأطفال اليهود أيضا.