"هذا هو الفن"لخالد الحمزة يدعو لتنمية الثقافة الفنية

غلاف الكتاب-(من المصدر)
غلاف الكتاب-(من المصدر)

عزيزة علي

عمان- صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر- لبنان- عمان، كتاب بعنوان "هذا هو الفن"، لأستاذ تاريخ الفن والعمارة في جامعة اليرموك- إربد، الدكتور خالد الحمزة.اضافة اعلان
وجاء الكتاب في ثمانية عشر فصلا تتحدث عن الفن الحدث والمعاصر والموضوع في الفن والأنواع الجديدة في الفن المعاصر ومصادر الفن وفن الحضارة الإسلامية، وكذلك تاريخ الفن، والنقد الفني، ونظرية الفن، وعلم الجمال، والتربية الفنية والتصوير، والفسيفساء وفن الخزف، والنحت والعمارة والطباعة الفنية.
ويظهر الكتاب مدى الحاجة إلى تنمية الثقافة الفنية التي تشكل مكونا مهما من مكونات الثقافة بمعناه العام، وأنه يسلط الضوء على علوم الفن المتعددة كنظرية الفن وتاريخه والنقد الفني والتربية الفنية من حيث طبيعة الفنون وتاريخها والتقنيات المتربطة بمجالات الفن وانواعه المختلفة كالعمارة، والنحت، والتصوير، والخزف، والانستوليشن، والفيديو آرت، وفن الأداء والطباعة الفنية وغيرها.
يشرح الكتاب، بحسب الحمزة، مفاهيم ومصطلحات ذات علاقة وطيدة بالفن، ومدى عمليتها ودلالاتها، ويتميز بالتكثيف والاختصار والتوجه إلى مواضيعه مباشرة، ويتميز أيضا ببساطة الطرح وعدم تعقيده، واعتماده على أهم المراجع في المواضيع التي تناولها، مشيرا إلى أن العديد من المراجع وتبيان أهميتها في كل موضوع في سياق النص، فالكتاب موجه للمهتمين بالفنون، والمتخصصين في الفن نظريا وعمليا، أي فكرا وممارسة من أجل فهم أفضل للفن منذ ما قبل التاريخ وحتى الفن المعاصر.
ويقول الحمزة، في مقدمته للكتاب، إنه ارتكز فيه على الثقافة الفنية باعتبارها مكونا مهما من الثقافة العامة، ويوجد في هذا الكتاب نظرات في الفن استقيت مما كتب عنه، وهو يتوزع على علوم تعرف بعلوم الفن، وتشكل باباً في العلوم الإنسانية وعلوم الفن الأساسية هي "تاريخ الفن، والنقد الفني، ونظريات الفن، وعلم الجمال، والتربية الفنية".
وتعد هذه العلوم، بحسب الحمزة، أساسية لأنه يمكن إضافة علوم أخرى تتفرع عنها أو من خلال ارتباطها بعلوم إنسانية أخرى، مثل العلوم طبيعته ومشاغله ومواضيعه وطرقه، ولكن لابد من وجود تداخلات بينها بسبب موضوعها الكبير المشترك بينها وهو الفن.
ويتساءل الحمزة من هم أولئك الذين يكتبون عن الفن؟ فقال: إنهم أناس متخصصون في علوم الفن، سواء بالدراسة الأكاديمية في المعاهد، والجامعات، بحيث يحصلون على درجات علمية مختلفة فيها، أو الذين يدرسون على أنفسهم مجالات مختلفة من علوم الفن ويتابعون تثقيف أنفسهم فيها، طارحا العديد من التساؤلات حول العلاقة بين الفن والكتابة؟ بصياغة أكثر وضوحا وصراحة، وضرورة الكتابة عن الفن.
وقال الحمزة "إن فكرة الكتاب جاءت بعد أن أعد الكثير من مواضيعه لحلقات برنامج بلغت حوالي خمسين حلقة قدمها من خلال إذاعة الجامعة الأردنية في العام 2013، واستغرق إعدادها الكثير من الجهد ليس بسبب عامل الوقت بتقديم ثلاث حلقات أسبوعيا فحسب، بل محاولة جعل ما يطرح مناسبا لعموم المستمعين"، لافتا إلى أنه حافظ على محتويات الكتاب للمهتمين بتذوق الفن، وبالتزود بالمعرفة المرتبطة به.
وأضاف الحمزة، أن كتابه موجه إلى الذين ما يزالون يعتبرون الكتاب المصدر أو أحد المصادر المهمة للمعرفة، وأنه تحتم عليه شرح العديد من المسميات والمصطلحات في النص، وأن يضع فيها أيضا العديد من المراجع، مبينا أهميتها في الموضوع المطروق حيثما لزم الأمر، لتجنب إثقال النص بالهوامش التي قد تثقل على القارئ العادي.
ويردف "إن الأفكار الواردة في النص كثيرة، وقد بذلت جهدا كبيرا في انتقائها وجمعها وبلورة رأي بصددها أو في الموضوع الذي تطرحه، وهذا يعني أنها خلاصة من مصادر كثيرة وأضيف إليها فكر أرجو أن يظهر فيها مدى خصوصية الطرح والصياغة".
وأوضح الحمزة، أنه إذا وضع هذه القضية على هيئة السؤال المباشر الذي قد يخطر على بال الكثيرين: ألا يمكننا التعامل مع الفن وتذوقه بدون الالتفات إلى ما كتب عنه؟، مضيفا "إن السؤال مشروع والإجابة عنه قد تكون بـ"نعم"، وكأننا نلغي دور الكتابة هذا الكتاب والكتب الأخرى التي تعنى بالكتابة عن الفن، ولكن لنا أن نضيف بأنه يمكن لنا تذوق الفن، ولكن في أدنى درجات التذوق؛ أي ذاك المعتمد على الفطرة السليمة، وإذا ما أردنا تذوقا رفيعا وساميا وقريبا من الاكتمال، فلا بد من معلومات عن العمل الفني، سواء أكانت من تاريخ الفن أو من النقد أو خلافهما".