هذه هي الحقيقة

استوقفني يوم أمس اتصال هاتفي من أحد القراء الكرام، يعتب فيه على "غياب الموضوعية" عند الكتابة بشأن دوري المناصير للمحترفين لكرة القدم، ويصر على أن لقب الدوري لم يذهب لمن يستحق، وأن قرار الاتحاد بتغيير نتيجة مباراة شباب الأردن والمنشية ساهم في حسم الصراع مبكرا على اللقب.اضافة اعلان
وحاولت جاهدا أن اوضح للقارئ الكريم مسألة مهمة، وهي أن وجهات النظر لا يمكن أن تتطابق في جميع الاحوال، وإذا كان المتفرج ينطلق من أهوائه النادوية، فإن الصحفي يستند على جملة من الحقائق الماثلة امامه.
قلت في مرات عدة أن لقب الدوري ذهب في اتجاه صحيح نحو شباب الأردن، وكان يمكن للقب أن يذهب كذلك لفريقي العربي والرمثا، لو أن العربي واصل مسلسل الانتصارات التي بدأها في الدوري، ولو أن الرمثا لم يفرط بعدد كبير من النقاط في مرحلة الذهاب، لكن أين الوحدات والفيصلي من أحقية الفوز بلقب الدوري؟.
نظرة عامة على بطولة الدوري تؤكد أن المستوى الفني تراوح بين جيد ومتوسط، وتؤكد أيضا أن كثيرا من الفرق استغلت الحالة غير الطبيعية لـ"القطبين"، فنالت منهما نقاطا كثيرة ما كانت لتحدث لو أن هذين الفريقين كانا بـ"صحة جيدة".
ولعل التصريح الذي صدر من المدرب الروماني تيتا يكشف واقع حال الفيصلي هذا الموسم، الذي لم يكن مسرا لأنصاره، وتحولت نظرات الاعجاب إلى نظرات عتب وشفقة من الانصار والمنافسين على حد سواء، فالتاريخ لا يجدي نفعا لوحده، وليس مقبولا في زمن الاحتراف أن يحضر المدرب إلى الملعب وهو آخر من يعلم بالتعاقد مع احد اللاعبين، ولا يجوز للمدرب واللاعب أن لا يجدا مستحقاتهما المالية في موعدها المحدد.
هي ذات "الاسطوانة المشروخة" التي تتحدث بها ادارات الاندية ونفر من جماهيرها... "الولاء والانتماء" ليسا مطلوبين من اللاعبين والمدربين فقط، وإنما من ادارات الاندية والجماهير أيضا.
الوحدات الذي اثار زوبعة عند فقدانه لقب الدوري للعام الثاني على التوالي، لم يسأل نفسه عن مدى صحة قراراته بـ"مسلسل تغيير المدربين"، ولم يقنع احدا في زمن الاحتراف، أن سعر اللاعب يتحدد قبل الكشف عن مستواه، فلم يكن النادي موفقا ابدا في صفقات الاحتراف.
كثير من انصار فريقي الفيصلي والوحدات لم يعجبهم حصول شباب الأردن على اللقب، لكن المنطق يقول أن "البطل الجديد" استغل ظروفه وظروف منافسيه بشكل جيد، وتربع على القمة بفارق عشر نقاط عن اقرب مطارديه.
صحيح أن شباب الأردن لا يملك قاعدة جماهيرية، وهذه الحالة تذكرني بفريق عمان الفائز بلقب الدوري في العام 1984، لكن الفريق ينال احترام المتابعين وربما تتوسع قاعدته الجماهيرية تدريجيا، إذا ما بقي الفيصلي والوحدات يعتمدان على التاريخ في زمن الاحتراف، وهذه هي الحقيقة ولكل مجتهد نصيب.

[email protected]