هذيانات خلفية

معاريف

ران أدليست

17/4/2020

اضافة اعلان

يوم الاحد فقط سنعرف اذا كانت لدينا حكومة. في اتفاق وقع بين غانتس ونتنياهو يوجد ثغرة لضم مناطق. هذه هي الخطوة المنتصرة لليمين. يقال انه مجرد ضم صغير جدا. من حيث المبدأ هذا بالون تظاهري على مستوى "اسرائيل اليوم" ("استغلال الوضع وضم غور الاردن"). والمناورة هي التعويل على صرف الانتباه نحو الكورونا، وانتزاع اقرار من ترامب في تغريدة او رسالة للضم. وبالتوازي، قبيل تشكيل حكومة الطوارئ، يجند نتنياهو وشركاؤه الشيطان الايراني. ليس لدي أي فكرة اذا كان الغانتسيون سيكون شركاء في الحكومة، وماذا سيكون رد فعلهم أو وزنهم. فاستمرار حكم تجمع اليمين في الحكومة الانتقالية بينما نتنياهو هو رئيس الوزراء، بينيت وزير الدفاع وفي الكابينت يجلس يريف لفين، يوآف غالنت وميري ريغف هو وصفة للمصيبة.
الضم الحقيقي بالمناسبة لن يتم، مثلما هو الاعلان عن القدس موحدة وكذا عن ضم هضبة الجولان واقامة هضبة ترامب لم تكن اكثر من مهزلة. ورغم المظهر السطحي للهدوء في المناطق، فالفلسطينيون مفعمون برواسب الغضب والثأر الديني والتزمت والكورونا، انعدام اليمين والاقتصاد المنهار. وكل حيلة للاعلان عن الضم ومرسوم اداري في هذا الاتجاه كفيل بأن يحول هذه العناصر الى عاصفة كاملة الاوصاف. وليس فقط الارهابي الذي ستعتقله المخابرات الاسرائيلية هو الذي سيعمل، بل وجدته وطفلته ايضا. اقدر انه في الحديث الذي عين فيه بينيت وزيرا للدفاع حرص نتنياهو على ألا "يوجه" بينيت رئيس الاركان لاعداد دراسة لغرض الضم. وهي الخطط التي على اي حال تدفن في مكان ما في الجوارير وفقا لتوصيات نتنياهو في الماضي.
في هذه الاثناء يطير اليوم من جديد البالون الايراني الذي هو علاوة مهمة لتبرير كل خطوة، من حكومة الوحدة وحتى تصريحات الضم. من اجل هذا توجد لنتنياهو هيئة الامن القومي. في احدى جلسات الحكومة الاخيرة عرض نتنياهو شريطا مصورا أعده مئير بن شباط، رئيس هيئة الامن القومي والجندي في طابور معتمري الكيباة ممن يحمون نتنياهو. وشرح نتنياهو كيف يظهر الشريط الايرانيين وهم يلقون بجثث موتى الكورونا التي تتراكم في مكان ما في مكب القمامة. بالنسبة لمن يختص بالتخويف والتهديد لاغراض سياسية وشخصية، هذا ذهب اعلامي. ولاحقا تبين أن هذه لم تكن في ايران بل هو فيلم هوليوودي قديم عن وباء آخر في بلاد أخرى. مما يتيح اطلالة اخرى على آلية اتخاذ القرارات في محيط نتنياهو. أحد ما في هيئة الاركان العامة يري بن شباط شريطا اصطاده في الشبكة. احد ما، بنية مبيتة أو بالخطأ، يلصقه بإيران. وبن شباط، الذي ليس له أي صلة بالموضوع الايراني باستثناء فهم ما يريده الزعيم، يشتعل على الفور. ليس لأن الشريط ساهم في أمن اسرائيل أو اثبت شيئا ما لم نعرفه، بل لأن بن شباط عرف بان نتنياهو سيفعل من هذا على الفور استخداما سياسيا على نمط "انظروا الى اولئك الكذابين في ايران، فهم لن يقولوا الحقيقة ابدا، ولا سيما في موضوع النووي، واذا كانوا هكذا يتعاملون مع ابناء شعبهم، فتصوروا ما الذي يرغبون في فعله لنا".
من ناحية بن شباط، اذا كان نتنياهو يشتري ويبيع هذه الفرية في مؤتمره الصحفي اليومي، فان الحديث يدور هنا سواء عن دليل على أن الايرانيين قادرون على عمل كل شيء أم هو دليل على القدرات التنفيذية الرائعة لبن شباط. وعندما تبين أن هذا غباء تام، عقب مكتب رئيس الوزراء بان "هذا شريط من الشبكة ليس واضحا مدى مصداقيته". أحقا، فلماذا نشره نتنياهو على الوزراء إذن؟ الدرس الواضح هو أن علينا أن نتعاطى مع كل تصريح لرئيس الوزراء بروح النص الذي يكتب على علب السجائر: الحذر! مادة سامة (هل فهمت هذا، يا بيني؟)!
وبالمناسبة التي ليست صدفة على الاطلاق: في جلسة لجنة الكورونا التي عقدت في الكنيست قبل نحو ثلاثة اسابيع شرح بن شباط بان نتنياهو قال ان الحديث يدور عن حدث فوق الوزارات، وبالتالي فان "هيئة الامن القومي ستجمل، تنسق وتتحكم بالحدث على المستوى القومي". وهذا هو بن شباط اياه الذي "سيجمل السياسة ايضا حين توسط في دخول يمينا الى الحكومة (بالتشاور مع نسيبه الحاخام حاييم تروكمان) وهو الذي "سيجمل" التهديد الايراني ايضا.