هشام عودة يوقع ديوانه الشعري الجديد "أسئلة الوقت"

جانب من حفل التوقيع - (من المصدر)
جانب من حفل التوقيع - (من المصدر)

إربد- الغد- وقع الزميل الشاعر هشام عودة، ديوانه الشعري الجديد "أسئلة الوقت"، في فرع رابطة الكتاب الأردنيين إربد، وأدار حفل التوقيع وشارك فيه الشاعر أحمد الخطيب، والشاعر والناقد د.راشد عيسى.اضافة اعلان
قرأ الزميل عودة في بداية حفل التوقيع قصيدة بعنوان "واحدة من بنات دمي"، وهي قصيدة من خارج الديوان، تتحدث عن جراحات غزة ومقاومتها وصمود أهلها الأسطوري، فيما قرأ لاحقا، مجموعة من قصائد الديوان وهي "مقام الفلوجة، مقام الرصافة، مقام المها، ومقاطع من قصيدة "فواصل"، التي جاءت معبأة بالحنين الى بغداد ونهرها واحيائها، وتحمل في بعض جوانبها شيئا من سيرة الشاعر وعلاقته الحميمة بالمكان، يقول في قصيدة "مقام المها":"بين شمسكِ والنهر/تاهت خطاي/وظلت بيوت الرصافة/تكتب للناس عن رحلتي/ منذ أول حرف/تنزّه عن سلطة البغي/ حتى الشناشيل/ في لحظة لا تنام/بين شمسك والنهر/أغنية يملأ الحزن أطرافها/يا مقام صبا/يا مقام بيات/يا حبيبي الذي جاور النهر/عشرين عاما وأكثر/إنني ذاهب للحياة".
بدوره قدم د.عيسى قراءة نقدية لقصائد الديوان حملت عنوان "فروسية الشعور في أسئلة الوقت"، رأى فيها أن ديوان الشاعر عودة يكتسب شرعيته الشعرية الناجحة من عنصرين أساسيين في المعمار الشعري، وهما بطولة الشعور وبلاغة التصوير الفني الاستعاري، أما بطولة الشعور فإننا نشمّ في كل قصيدة أنفاس الشاعر المحترقة حبا وانتماء وولاء واندغاما مشاعريا بالجراح العربية، ولا سيما جرح العراق وجرح فلسطين، كقوله: "على شمس تموز إذ تستبين الطريق إلى ملكوت السماء/على الأنبياء/على النهر يغسل أوجاع عشاقه الحالمين/من العامرية حتى جنين"، فالشاعر يؤاصر بين الجراح العربية من خلال انفعال بالغ الصدق والشفافية، منتصرا لحق الشعب في المناضلة، وفي صناعة شمس تبدد حلكة المرحلة.
واشار عيسى إلى أن أغلب قصائد الديوان تتماس مع الأماكن تماسّا جديدا، بحيث منح الشاعر بعض الأمكنة مشاركة في مشهد ردّ المعتدين، أو في مشهد إرادة الحياة، وهي أنسنة تختلف قليلا عن جماليات المكان التي تحدث عنها غاستون باشلار.
ورأى عيسى أن باشلار ركزّ على تعالق الشعور الانساني بالمكان وجدلية الرابطة الوجدانية بينهما، لكن هشام عودة في اشتباكه الشعري مع نهر دجلة مثلا منح النهر صفة خلاّقة تتفوق على صفة النهر، إذ جعل الطبيعة تقاتل إلى جانب الشعب عبر علاقة النهر ببغداد، أي بالشعب في المدينة، فـ"بغداد واقفة في انتظار فتاها تعيد لدجلة وهج الحياة وتمنح أسرارها للخيول"، وفي الأحيان الأخرى، وهي الأوفر يبادر النهر الى النضال، وهنا نقترب من العنصر الثاني في البنية الشعرية، وهو التصوير الفني، يقول الشاعر: "ودجلة لما يزل واقفا/يغسل الغيم/ عن وجه بغداده الساحرة"، فالصورة هنا غرائبية مدهشة.
لفت عيسى الى أن قصيدة "ما لم تقله شهرزاد"، هي أجمل قصائد الديوان وأعلاها شاعرية، إذ استطاع الانفعال الوجداني الشاهق أن يجعل الخيال شجاعا، وأن يكسب الذات فضاء وجدانيا عاما، ففي قصيدة "شهرزاد"، يجعلنا الشاعر أمام مشهد سينمائي لحظة غياب الشمس والمراعي نائمة على كتفي الشاعر الذي صرخ في التاريخ لعله يوقظ شهرزاد الحكاءة الماكرة لتنقذه من صمته العنيف وتشاركه همّه البعيد، وعليه فإنني أرى هشام عودة في هذا الديوان عازما أن يعود الى الشاعر الأول فيه، ويجدد المناسك الشعرية وطقوس القصيدة، فالشاعر هو آخر ما يتبقى في الإنسان، وأول ما يبدأ به الحياة، وهو الأخلد أمام تحولات العمر ومنعطفات المراحل.
وكان مدير الحفل الشاعر الخطيب قال عن الشاعر عودة والناقد د. عيسى: نحن اليوم محظوظون لأننا نستضيف ضمن أنشطة الرابطة شاعرين جميلين مبدعين، الشاعر هشام عودة، والشاعر والناقد
د. راشد عيسى، لنعيش معهما، الشعرَ وقدرته على تحقيق التوازن بين شعرية الجملة وشعرية الحدث، والنقدَ وقدرته على تأسيس حالةٍ غيرِ مسبوقةٍ في التعامل مع النص الإبداعي.