هل الحب وحده يكسر القلوب؟ تعرف إلى مسببات أخرى

011
011
عمان – الغد – هل تعلم أن القلب المكسور قد يتسبب بوفاة صاحبه؟ إنه لأمر نادر الحدوث، لكن الصدمة العاطفية المفاجئة مثل وفاة أحد الأحباء، قد ينجم عنها حالة قلبية مؤقتة تجعل القلب غير قادر على القيام بوظيفته الطبيعية، وفق ما نشر على موقع “سي إن إن عربية”. وأشار الدكتور إيلان فيتشتاين، أستاذ الطب المساعد في مستشفى جونز هوبكنز، الذي نشر واحدة من الدراسات الأولى حول متلازمة القلب المنكسر، المعروفة أيضًا باعتلال عضلة القلب الإجهادي أن الإصابة بها “تستدعي أحيانا الحاجة إلى دخول وحدة العناية المركزة تحت تأثير الصدمة، وقد لا ينجو الشخص إن لم يحصل على الرعاية الطبية اللازمة”. رغم ذلك، عندما أصيبت ماري بريتنغهام لأول مرة في عمر 53 عامًا بهذه الحالة، ثم عاودتها في الـ56 عامًا و69 عامًا، لم يرتبط الأمر بفقدان شخص قريب وعزيز عليها. أوضحت بريتنغهام، أستاذة القانون السابقة في كلية الحقوق بجامعة جورج تاون: “لم ينكسر قلبي بسبب قصة حب مأساوية. إنما بسبب مفاجأة في المرة الأولى، بل صدمة في الواقع”، “أما الثانية فسببها الغضب، والثالثة الخوف”. طلب من بريتنغهام عام 2006، إعداد كلمة سريعة في مناسبة حفل تكريم أعضاء هيئة التدريس بجامعة جورج تاون، إلا أنها فوجئت بأن الوقت المخصص لها 15 دقيقة. وتتذكر قائلة: “لقد شعرت بالذهول. كان من المفترض أن ألقي خطابًا طويلًا عن زملائي الأعزاء، في الوقت الذي أعددت سطرين فقط وفجأة شعرت بضيق خانق في صدري. كان مؤلمًا للغاية، لكنني ظننت أن مرده القلق”. عندما لم يخف الألم في تلك الليلة، توجهت بريتنغهام إلى المستشفى خوفًا من إصابتها بنوبة قلبية، لكن اتضح أنها لم تصب بنوبة قلبية أو قصور في القلب، لقد أصيبت بمتلازمة القلب المنكسر”. تعامل فيتشتاين لأول مرة مع حالات اعتلال عضلة القلب الناتج عن الإجهاد عندما كان طبيبًا شابًا معالجًا في وحدة القلب التاجية، عام 1998. وكان لديه ثلاث حالات غير عادية متتالية، وقال: “تعاملت مع ثلاث مريضات تعرضن لنوع من الأحداث المجهدة عاطفياً. الأولى جراء وفاة والدتها، والثانية تعرضت لحادث سيارة مخيف، والثالثة واجهت لقاءً مفاجئًا. مع ذلك جميعهن أتين إلى المستشفى بنتائج مشابهة جدًا بعد خضوعهن لمخطط صدى القلب”. وأوضح فيتشتاين أن العلم لم يتمكن من تحديد سبب حدوث متلازمة القلب المنكسر، أو سبب تكرار نوبات القلب لدى بعض الناس. وتابع: “نعتقد أن الأمر يتعلق بخلل في مقاومة الجسم للقتال أو الهروب، وإطلاق مواد كيميائية مثل الأدرينالين، والنورادرينالين، والدوبامين التي يستخدمها الجسم لإعدادنا للفرار أو الوقوف والمواجهة”. ووجدت دراسة أجريت عام 2020 أن 2 % من الأشخاص الذين شخصت حالتهم بنوبة قلبية في غرف الطوارئ، يعانون من هذه المتلازمة، وفقًا للتقديرات، وأن الحالات المسجلة آخذة في الارتفاع، خصوصًا بين النساء. وأشار فيتشتاين إلى أن الزيادة في معدل التشخيص مردها ببساطة إلى زيادة الوعي بين الأطباء حول المتلازمة، لافتًا إلى أن معظم الذين يعانون من نوبات متلازمة القلب المنكسر هن من النساء، ولا سيما بعد سن اليأس وبين من يفتقرن إلى هرمون الاستروجين. وأظهرت الدراسات أن خطر الإصابة بمتلازمة القلب المنكسر يرتفع بمقدار خمسة أضعاف بعد بلوغ 55 عامًا لدى النساء. وأشار فيتشتاين إلى أن الأطباء يعلمون أن ثلث الحالات فقط مرتبط بصدمة عاطفية، بينما الثلثين الآخرين لأسباب جسدية، مثل الألم الشديد، ونوبات الربو، والسكتة الدماغية، والحرارة المرتفعة، وانخفاض نسبة السكر في الدم، والجراحة، والالتهاب الرئوي. وأوضح “إننا نعلم جميع المسببات الجسدية التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث هذه الحالة، لا أن الالتهاب الرئوي هو الأخطر”. وأضاف فيتشتاين أن هذا يثير القلق وسط الجائحة، لأن “كوفيد 19” يضر بالرئتين. وثمة نظرية أخرى تعتبر أن السبب يعود إلى الضرر الذي يلحق بالأوعية الدموية الصغيرة المحيطة بالقلب. وأوضح فيتشتاين أنه عند الشعور بالتوتر، يحتاج القلب لمزيد من الدم كي يساعد الجسم على الاستجابة، لكن مع متلازمة القلب المنكسر، يعتقد أن اندفاع الأدرينالين يتسبب بتقلص الأوعية الدموية الدقيقة في القلب بدلاً من التمدد، فتقل كمية الدم التي تصل إلى القلب بشكل مؤقت.”

اقرأ المزيد:

الحب الحقيقي يؤثر في الإنسان ويغير نظرته للعالم

عذاب الحب يؤذي القلب

اضافة اعلان