هل تتنازل ربات منازل بالكرك عن "مونة الشتوية"؟

مقدوس
مقدوس

هشال العضايلة

"مونة الشتوية"، تقليد كركي متوارث بين ربات المنازل، في استعداد مسبق لفصل الشتاء، بتأمين أصناف مختلفة من المأكولات الشعبية، التي تعد منزلياً، وقابلة للتخزين الطويل، ليتم استخدامها لاحقا، عندما تكون العديد من اصناف الخضار والحبوب والفواكه قد انهت موسمها.

اضافة اعلان


قائمة من اصناف المأكولات الشعبية التي تتطلب مستلزمات لا تتوفر طوال العام، فيما تأمينها وتخزينها بات امرا صعبا بعد ارتفاع مستمر باسعارها ليجبر العديد من الاسر بالكرك على اعادة التفكير واختصار القائمة.


وتتضمن "مونة الشتاء" قائمة من المربيات والالبان والاجبان وتجفيف العديد من اصناف الخضار واعداد ما يعرف بـ"المقدوس"، والتي تسهم في توفير الغذاء للاسر في موسم الشتاء وبأسعار بسيطة، قياسا مع شراء الاطعمة من الاسواق.


وتعتبر امرا اساسيا لدى آلاف الأسر الكركية خلال الفترة الحالية التي تتوافر فيها كميات كبيرة من المنتجات الزراعية المحلية وخصوصا العنب والتين والفواكة والخضار المختلفة لإعداد المقدوس والمربيات المختلفة.


وشهدت الفترة الاخيرة، ازداد اهتمام السيدات بالمحافظة باهمية التدريب على اعداد مونة الشتاء بالمنزل، ما دفع العديد من المؤسسات الرسمية والاهلية على تنظيم الدورات التدريبية لمئات السيدات بالمحافظة على اعداد المنتجات الغذائية الشعبية وهو ما اتفق على تسميته بمونة الشتاء .


وخلال الفترة الماضية نظمت العديد من الدورات التدريبية من قبل مديرية زراعة الكرك وغيرها من مديريات الزراعة اضافة إلى الدورات التي تنظمها الناشطات من السيدات من خلال جمعيات تعاونية أو ثقافية تنتشر بقرى وبلدات المحافظة .


وبحسب العديد من السيدات فإن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها أسر في مناطق بمحافظة الكرك، دفعت سيدات، للعودة الى اعداد احتياجات الاسر خلال فترة الشتاء وغيرها من الاوقات من مواد الاجبان والحبوب والمربيات ومختلف اصناف الصناعات الغذائية المنزلية، وذلك لتوفير جزء من المصاريف والاعباء المالية على الاسر، بتأمينها بصناعة مونة الشتاء وبكميات كبيرة لاستهلاكها.


وبينت وجود ارتفاع كبير في الاسعار وحتى للمواد التي تكون منخفضة الجودة من الفواكة والخضار، مشيرة الى ان صندوق الباذنجان الصغير لاعداد المقدوس يبلغ سعره 5 دنانير، اضافة الى ارتفاع اسعار الجوز والثوم وزيت الزيتون وهي مواد تدخل في صناعة المقدوس، ما يجعل سعر انتاج المقدوس كبيرا وليس بمقدور آلاف الاسر الكركية.


واشارت المهندسة الزراعية والمدربة على انتاج المواد الغذائية المحلية كرم القسوس ان مديرية زراعة الكرك ومختلف مديريات الزراعة بالمحافظة تقوم بشكل دوري بتنظيم دورات تدريبية للسيدات بالبلدات والقرى على كيفية اعداد وتجهيز المنتجات الغذائية المختلفة او ما اتفق عليه بمونة الشتاء وتشمل كافة المنتجات الغذائية مثل المربيات والمقدوس والالبان والاجبان وغيرها.


واكد مدير زراعة الكرك المهندس مصباح الطراونة ان المديرية تعمل بشكل دوري على توفير مدرسة المزارعين الحقلية، لافتا الى انه تم مؤخرا تنظيم دورة على تصنيع الالبان والأجبان ضمن انشطة مشروع مدد الممول من منظمة الفاو، كما تم تنفيذ دورة تدريبية على اعداد المنتجات التصنيعية من محصول العنب في جمعية بتير.


واشار الى ان الدورات تهدف الى توفير التجربة والخبرة لدى المتدربين حول كيفية تحويل المواد الخام الزراعية إلى أغذية مصنعة، وتطوير مبدأ الاقتصاد المنزلي حيث تتمكن ربة المنزل من توفير المواد المصنعة بأقل الأسعار، وتطبيق الشروط الصحية ومجموعة المعايير الواجب اتباعها أثناء اجراء عمليات التصنيع الغذائي حرصا على سلامة الاسر.

اقرأ المزيد :