هل تثقل أعباء الزواج الرجال العرب أكثر من النساء؟

_126701911_weddinghawdaj.jpg
_126701911_weddinghawdaj.jpg

"الله يعينه" دعاء للعريس من قبيل الدعابة عند إقباله على الزواج تتقاسمه كثير من المجتمعات العربية. دعابة لا تخلو من حقيقة ... خاصة وأن مجتمعاتنا تُحمّل العريس تقليدياً أغلب المصاريف الخاصة بالزواج إن لم يكن كلها لـ"يغنم " بالعروس.

اضافة اعلان

مع لمّة العائلة والأصدقاء وانتشار أجواء الفرح والبهجة تحضيراً للزفاف، ينغمس الزوجان في صراع لوضع الميزانيات المناسبة ليوم الحفلة ذاته، هذا غير مصاريف السكن والأثاث والمهر والذهب الذي يقدم للعروس من ضمن تقاليد الزواج.

"يعيش الشاب على القروض والشيكات ويضطر للعمل في أكثر من مكان ليستطيع سداد هذه الديون، وبهذا فهو ينهي حياته التي كان يعرفها" يقول لنا محمد البرغوثي من دير غسانة في رام الله ضاحكاً.

محمد البرغوثي - رام الله
محمد البرغوثي - رام الله

أما دعاء من رام الله، فتقول: "لدي ابن بعمر 21 سنة إذا أردت تزوجيه لا أريد أن أبخل عليه بما يقدمه لعروسه، لكن بالمقابل لا أريد أن أثقل كاهله لإنه على حساب سعادته، وسيعمل كل حياته لسداد مبالغ عرسه والمصاريف الأخرى".

ما هو معدل التكلفة؟

عن مصاريف التجهيز للزواج، يقول محمد"الزواج حسب التقاليد في رام الله يكلف حوالي 200 ألف شيكل (ما يعادل 60 ألف دولار أمريكي) من ذهب وإيجار البيت، دون أن نحسب بناء بيت بسيط والحفلة والذهب والولائم للعائلتين قبلها وغيرها فهذا يكلف حوالي 600 ألف شيكل (قرابة 175 ألف دولار أمريكي) ".

أما دعاء فتشرح عن تجربتها الخاصة: "طلبنا فتاة لشاب من عائلتنا، وطلبوا منا 150 غرام ذهب، والـ 100 غرام ذهب تكلف 30 ألف دينار أردني (ما يفوق 40 ألف دولار).

لكن البعض يطلب ضعف الكمية." وتضيف: "فستان العروس لوحده يكلف ما بين 3 إلى 10 آلاف دينار أردني ( 4-14 ألف دولار) ليكون من نوعية جيدة".

دعاء من رام الله
دعاء - رام الله

الأولويات

وتختلف أولويات كل عائلة، فالبعض يمكن أن يعفي العريس من الذهب كما قال محمد عن والده عندما أعفى خطيب ابنته من هذا العبء.

أو الاستغناء عن الفنانين في الحفلات أو شراء ثياب "جهاز العروس"، لأن الثياب يمكن شراؤها مع الوقت دون استعجال عند الحاجة وحسب كل موسم كما قالت دعاء التي أثنت على وجود نظام الأقساط للأدوات الكهربائية والأثاث وغيره مما يسهل الوضع على الأزواج الجدد.

الضغط الاجتماعي

قد يكون الضغط الاجتماعي عاملاً كبيراً في زيادة الحمل على العائلتين حتى لو أرادوا أن يبسطوا الأمور، وتقول دعاء: "كل شاب يريد بشكل طبيعي ألا يكون أقل من أصدقائه أو زملائه، لكنك لن تستطيع إرضاء الناس مهما فعلت".

وتضيف: "هناك ما يسمى الشمع عند أهل الخليل وهو ملئ حقيبة بالثياب من قبل أهل العروس لكل نساء عائلة العريس، ويجب أن تكون هذه الحاجيات مصدر فخر لمن يقدمها".

حفل زفاف في اليمن

ويقول محمد في هذا الإطار: "لا يمكننا أن نلغي وليمة الغداء للعائلة والأصدقاء والجيران، فمثلاً إذا كان والدي يدعى لهذه المناسبة ممن يزوجون أبنائهم، فمن المحرج ألا يقوم برد الدعوة لهم عند تزويجه أحد أبنائه".

مبادرات لرفع الأعباء

سمعنا في مصر عن مبادرة "فلتسكنوا إليها" التي أطلقها الأزهر بهدف تخفيف الأعباء على الشباب الراغبين في الزواج.

وفي الإمارات، يقدم صندوق الزواج مبلغ 70,000 درهم إماراتي للمواطن على أن يستوفي المتقدم الشروط التي أبرزها أن يكون من ذوي الدخل المحدود، وأن لا يقل عمر الزوج عن 21 والزوجة عن 18.

امرأة ترسم الحنّة على يد عرو

ولا يقتصر ذلك على الإمارات المنتعشة اقتصادياً، ففي بلد يعاني اضطرابات سياسية واقتصادية مثل ليبيا يقدم صندوق تيسيير الزواج بعد تقديم العروسين عقد القران، مبلغ 20,000 ديناراً ليبياً للزوج ومثلها للزوجة وذلك لحفظ حقوق الزوجة من أي احتيال محتمل من العريس.

إذاً في ظل كل الصعوبات التي يواجهها الشباب من أجل تكوين أسرة، تحاول المجتمعات إيجاد حلول لتسهيل الحياة الصعبة أصلاً في دول تخضع لظروف سياسية واقتصادية متهالكة.