هل تنقرض المدرسة كما نعرفها؟ (2/ 2)

إضافة إلى ما ورد في مقال أمس، فإن أستاذ التربية المساعد جاك شنايدر يعارض، أيضا، بقوة المدرسة الجديدة (الافتراضية) بديلاً للمدرسة الفيزيقية (التقليدية)، للأسباب التالية:اضافة اعلان
سادساً: هو يشك في الدرجة التي تدرك فيها هذه المدرسة الرؤية الإنسانية الكبيرة للتربية والتعليم، والتي تقع في صلب الوعي المجتمعي وإن لم تكن واضحة فيه.
سابعاً: تشكل المدرسة الافتراضية نمطاً سهلاً للامساواة التي تدعي أنها تقضي عليها، لأن هذه المدرسة لن تعبر عن أو ترتبط بمجتمعات معينة. نعم، قد تجعلنا نرى علامات أو إشارات أقل على الظلم من المدرسة العادية؛ كالأبنية المتداعية، أو أحادية العرق أو المنبت، أو معدلات الرسوب العالية هنا أو هناك، غير أنه على الرغم من هذه الإيجابية، يعتقد أن التلاميذ والتلميذات في المدرسة الافتراضية يحصلون على تعليم أدنى من أقرانهم المحظوظين في مدرسة الطوب والحجر والإسمنت.
ثامناً: نتيجة لذلك، سيكون تلاميذ وتلميذات المدرسة الافتراضية ضحايا لظلم غير مرئي، لأنه لا يثير الانتباه.
تاسعاً: سيجعل ذلك من الصعب المطالبة بمدارس في المجتمعات الفقيرة. بل وأصعب من ذلك بذل الجهود لعدالة اجتماعية أوسع. لقد ظلت اللامساواة التعليمية الرافعة الأساسية للجهود التي تعمل لتحقيق العدالة الاجتماعية في العقود الأخيرة. وبالمدرسة الافتراضية، سوف تتلاشى تلك الجهود لأنها تخفي الحاجة إليها.
عاشراً: أياً كانت الأسباب، فإن ارتفاع معدل البطالة، وصعوبة الوصول إلى الرعاية الصحية، وارتفاع معدلات سوء التغذية بين الفقراء، أمور لن تجذب إليها الانتباه الذي يجذبه التعليم المدرسي المعروف. ومن ثم، فإن الخوف شديد مما سيحدث عندما تتم إزاحة الإشارات أو الرموز (Signals) الدالة على هذه الأمور من أمام عيوننا، وتحويل مشكلة اللامساواة في التعليم إلى مشكلة خفية.
ويختتم الكاتب دراسته بقوله: دعوني أكون صريحاً، فأنا لا أعتقد أن المدرسة الافتراضية سيئة، لكنها أداة. وككل أداة، تعتمد قيمتها على كيفية استخدامها أو توظيفها. إننا بالفعل بحاجة إلى تهجين المدرسة كما نعرفها بالمدرسة الافتراضية (Hybridizing)؛ أي دمج المدرسة الافتراضية بالمدرسة العادية، لما لذلك من فائدة. لكنني أعتقد أنه يجب علينا المضي ببطء في هذا التهجين أو الدمج. يجب أن نكون حذرين أو نقديين (Critical) لهذا التعلّم (On line Learning)، على الرغم من نزعتنا إلى الولع بأي شيء يستخدم التكنولوجيا. فالمدرسة الافتراضية تحمل في طياتها احتمال توسيع اللامساواة، على العكس مما يدعي المؤيدون لها.
لكن لنقولا نيغروبنتي (الأستاذ في معهد ماساتوستش للتكنولوجيا (MIT) في أميركا، ومؤسس مختبر الميديا فيه، والداعي إلى توزيع كمبيوتر محمول على كل طفل) رأي آخر عبر عنه في المصدر نفسه، وهو التخلص من المدرسة كما نعرفها؛ لا لعداء لها، وإنما لإحلال المدرسة الرقمية محلها. إنه يرغب في اكتشاف المستقبل الممكن للتعلّم، حيث يتم من دون معلمين ومعلمات وغرف صفية، وأي شيء له علاقة بالمدرسة. وهو بذلك لا يريد إلغاء المدرسة، بل إلغاء كنه التعليم جملة وتفصيلا.
لقد أوردت الأنباء أن أكثر من ولاية أميركية قررت تعليم الأطفال الخط بالقلم والورقة، عندما تبين أنهم لا يستطيعون كتابة أسمائهم والتوقيع بها، بعدما سيطر التعليم الرقمي أو الإلكتروني عليهم.