هل عوفاديا يوسف من الحمير؟

   يوسي سريد- هآرتس

 

من المعروف ان عوفاديا يوسف هو من "كبار الفقهاء". كل شعب اسرائيل الذي يتعامل معه يسارع الى الاعلان عن عظمته التي هي من الامور الشهيرة وليست بحاجة للمزيد من البراهين. فليكن، ولكن ان كان يوسف بالفعل كبيرا في علم التوراة وقادرا على طحن الجبال ورفعها فربما تكون التوراة نفسها اقل مما يقدرون. ليس من المعقول ان يكون هو كبيرا والتوراة كبيرة ايضا، إن حكمنا على الامور وفقا لتصريحاته ودرره التي يطالعنا بها.

اضافة اعلان

      كثيرون يوصون بعدم الاهتمام كثيرا بتصريحاته التي تتسم بالجهل فكل تعليق عليها حسب رأيهم يحفزه ويحثه على متابعتها مرة اخرى وإمطارنا بالمزيد من ابداعاته الروحانية. من المحتمل ان يكونوا محقين في موقفهم هذا. ومع ذلك نقول ان كبير المعلمين واستاذ الاساتذة ليس معصوما عن الخطأ وليس معفىً منه.

      علينا ان نتوقع ردا رئاسيا ملائما من شمعون بيرس ايضا الذي اعترف قبل اسابيع علانية امام الرب لأنه منحنا وجود انسانٍ على مستوى وعظمة عوفاديا يوسف. عندما لا يأتي الحاخام للرئيس كالمعتاد في الدول السليمة الطبيعية، لا غرابة ان تغلبت فجاجة رأي كبير الفقهاء على المنطق القويم. ان اراد الحاخام اتى اليه ولكن بيرس هو الذي أراد وكلف نفسه عناء الذهاب الى الحاخام متمرغا بتراب قدميه والآن يعلو هذا التراب الى السماء مغطيا كل الاطفال الذين اسروا بين الاغيار من غير اليهود "الغوييم".

      مرة أخرى سَيدّعون أمامنا اننا لم نفهم كنه موقفه بالضبط واننا لا نفهم التوراة من سيناء التي تتحدث بلغة الانسان لغتنا. كما ان وردية تحليلات أقوال عوفاديا يوسف قد عممت على الملأ مؤخراً منذ ان ادين الصديق شلومو بن ازري بالارتشاء ولم يجدوا له بعد قائماً ناجحا مثله بالاعمال. من الذي سيفسر لنا الآن أن الحاخام لم يقصد الثناء عليه فيما قاله؟

      وفي ظل عدم وجود مفسرين بارزين سأعرض عليكم خدماتي: يوسف يعتمد بالتأكيد على الجمرة وهي تقول ان كنا أولاً كملائكة فنحن الآدميون حمير ولكن ليس كحمير بنحاس بن يائير. ان كان الامر كذلك وان كان الاعتماد على ذلك فلماذا هذا الهرج والمرج في الواقع. فالملائكة لم يكونوا هم الاوائل وانما كان الآدميون هم الاوائل وهذا واضح للجميع. لذلك في ظل الوضع الناشئ نصبح حميراً في ظل تناقص الجيل. والحاخام لم يقصد اخراج نفسه من المجموع او عن القاعدة والكفر بالمبدأ فهو ايضا أشبه بالحمير.

ولا تقول لا يمكن ان يحدث ذلك: كل شيء قابل للحدوث وقد تشاء الظروف أن تودع حقيبة التعليم بيد شخص متدين يأتمر بإمرة حاخامه. هم يبحثون عن ملكوت التعليم والتربية وقد يحصلون عليه ان لم نتوخ الحذر والحيطة حرصا على أنفسنا وعلى ابنائنا. من حقهم ان يعلموا ابناءهم كما يريدون ودربهم ليس درب البلاد كلها التي سبقت نزول التوراة كما ان دربهم ليس دربنا.

      يوسف كشف امام اتباعه عن نهجه في خطبته الاسبوعية يوم السبت – كيف نغري الفتيان بالايمان والتصويت: "لا يتوجب اهانتهم" قال، "لا تتحدث معهم الا بلغة رقيقة مستخدمين الثناء غير الحقيقي حتى عليكم أن تتجنبوا تنفيرهم منكم وابعادهم عنكم" قال الحاخام معززا ومدعما خطبته بآية توراتية، "أثبت أنك ذكي فيحبونك".

      أما "الحمير" فقد أطلقهم وارسلهم لأخيه. لتتخيلوا ما الذي سيخرج من روحه ويفلت من لسانه عندما ينتهي موسم الاغراء بعد الانتخابات وبعد أن تسقط قلعة التعليم والتربية بيديه وبيد المؤتمرين بأمره.

      يا ويلنا ان كان هذا معلم الجيل وأستاذه وان كان هذا كبير رجال التوراة. أرض الظباء اختفت وعوفاديا يوسف هو ملك اسرائيل، ارض الحمار الذي يحكمنا بقبعته السوداء.