هل ممارسة رفع الأثقال والرياضة الهوائية تقللان خطر الموت المبكر؟

تعود الأنشطة الهوائية وتمارين رفع الأثقال بفوائد صحية على من يمارسونها، لكن الجمع بين الرياضتين قد يكون له تأثير أكبر عندما يتعلق الأمر بالوقاية من الأمراض، وخطر الموت المبكر، وفق ما نشر على موقع “سي ان ان عربية”. وبينت دراسة نشرت في المجلة البريطانية للطب الرياضي، الثلاثاء الماضي، أن الأشخاص الذين يرفعون الأوزان مرة أو مرتين أسبوعيًا، ويمارسون الأنشطة الهوائية وفق الوتيرة الموصى بها، كانوا أقل عرضة بنسبة 41 % للوفاة المبكرة. الرياضة تقلص خطر الموت المبكر بسبب العمل المكتبي واستند فريق البحث في نتائجه على التقارير الذاتية والمعلومات الصحية لقرابة 100 ألف رجل وامرأة شاركوا في تجربة فحص سرطان البروستات، والرئة، والقولون، والمبيض، التي بدأت العام 1998، وتابعوا المشاركين حتى العام 2016. وأجاب المشاركون على الاستبيانات العام 2006، والتي تضمنت العديد من الأسئلة حول عادات ممارسة الرياضة خلال العام الماضي. وفحص مؤلفو هذه الدراسة الأخيرة، ما إذا كان أصيب المشاركون بالسرطان، أو ماتوا بحلول العام 2016. وقد قلص الأشخاص من كبار السن الذين مارسوا تمارين رفع الأثقال من دون أي نشاط هوائي، خطر الموت المبكر لأي سبب بـ 22 %، وهي النسبة المئوية التي تعتمد على عدد المرات التي رفعوا فيها الأوزان خلال أسبوع. وارتبط استخدام الأوزان مرة أو مرتين أسبوعيًا بتراجع الخطر بنسبة 14 %، وتعاظمت الفائدة مع زيادة وتيرة رفع الشخص للأوزان. أما الأشخاص الذين مارسوا تمارين الأيروبيك، فقد سجلوا تراجعًا بنسبة الخطر بلغ 34 %، مقارنة مع من لم يمارسوا تمارين رفع الأثقال أو تمارين الأيروبيك. لكن الخطر الأدنى المسجل تراوح بين 41 و47 %، وسجل بين الذين قاموا بعدد من حصص النشاط الهوائي الموصى بها أسبوعيًا، ورفعوا الأوزان مرة إلى مرتين في الأسبوع، مقارنة مع من لم يمارسوا أي نشاط. ولم يجد الباحثون أن ذلك يخفف من خطر الوفاة جراء السرطان. ولم يؤثر المستوى العلمي للمشاركين، وحالة التدخين، ومؤشر كتلة الجسم، والعِرق والإثنية على النتائج، لكن وجد الباحثون أن الجنس كان له تأثيرا أكبر ولا سيما بين النساء. وقال هاروكي موما، المحاضر بقسم الطب والعلوم في الرياضة والتمارين الرياضية في جامعة توهوكو باليابان لـCNN، غير المشارك بالدراسة: “إن النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة يمكن التنبؤ بها، لكن الأهم أن المؤلفين قدموا نتائج متوقعة كبيانات لدى كبار السن”. وأضاف موما: هذه إحدى أهم نقاط هذه الدراسة، لأن الدراسات السابقة حول كبار السن كانت محدودة. وأوضح الباحثون أن النتائج تدعم الفوائد المشتركة المتأتية من ممارسة رياضات تقوية العضلات من خلال رفع الأثقال بالتوازي مع تمارين الرياضة الهوائية، بوتيرة تتوافق وإرشادات النشاط البدني الحالية. وتوصي منظمة الصحة العالمية كبار السن الذين يبلغون من العمر 65 عامًا وما فوق، بممارسة بين 150 و300 دقيقة من التمارين متوسطة الشدة، أو بين 75 و150 دقيقة من التمارين الهوائية القوية أسبوعيًا. وتشمل الأخيرة المشي، والرقص، والجري، أو الركض، وركوب الدراجات، والسباحة. وقال موما لـCNN: “إنه وفق ما ذكر المؤلفون، لم تتوافر لديهم معلومات حول كثافة التدريب، ووتيرته، وكمية التمارين الممارسة ووتيرة تكرارها”. لذلك، فإن الوصفة المثلى لتمارين تقوية العضلات المنتظمة بغية الحد من الوفيات ما تزال غير واضحة”. لكن لدى الباحثين بعض الأفكار حول كيف يمكن أن تساعد التمارين في الوقاية من المرض أو الموت المبكر، إذ يمكن أن يحسن تدريب حمل الأثقال تكوين الجسم أو كتلة العضلات الخالية من الدهون، التي ارتبطت سابقًا بتأمين حماية أكبر من الموت المبكر لأي سبب، ومن أمراض القلب والأوعية الدموية. وكانت الدكتورة نييكا غولدبيرغ، المديرة الطبية لأتريا نيويورك سيتي، وأستاذة الطب المساعدة بكلية غروسمان للطب في جامعة نيويورك، غير المشاركة في الدراسة، قالت لـCNN في آذار (مارس): “إن الحصول على المزيد من العضلات الخالية من الدهون وتقليل الدهون في الجسم قد يساهم بالتوازن، والوضعية، وتنظيم مستويات الكولسترول”. سبق وأن قال الدكتور ويليام روبرتس: الأستاذ بقسم طب الأسرة وصحة المجتمع في جامعة مينيسوتا، لـCNN في آذار(مارس): “إن الفائدة المتزايدة من الجمع بين التمرينين متأتية على الأرجح من أن الرياضتين معًا تحسنا الصحة. وأضاف أن النظام المتوازن يحاكي بشكل وثيق أسلوب حياة أسلافنا”.اضافة اعلان