هل هناك ارتباط حقيقي بين السعادة والمال؟

أظهرت دراسة بأن الفرد وبمجرد وصوله لعتبة الدخل المثالي فإنه يشعر بالسعادة- (ارشيفية)
أظهرت دراسة بأن الفرد وبمجرد وصوله لعتبة الدخل المثالي فإنه يشعر بالسعادة- (ارشيفية)

علاء علي عبد

عمان- طبقا لإحدى الدراسات الحديثة، فإن المرء يحتاج لامتلاك حوالي 70000 دولار ليشعر بالسعادة، لكنه يحتاج لحوالي 100000 دولار ليشعر بالاستقرار المادي، حسب ما ذكر موقع "Ladders".اضافة اعلان
لطالما سمعنا المقولة الشائعة إن المال لا يشتري السعادة، لكن القائمين على تلك الدراسة يثقون بأن الدخل السنوي الذي يحصل عليه المرء يلعب دورا مهما فيما يتعلق بالسعادة. فوفقا لدراسة حديثة أجريت في جامعة "بيردو" الأميركية ونشرت في دورية "Nature Human Behavior"، تبين أن المرء يحتاج لما يقارب الـ100000 دولار ليشعر بالأمان المادي، لكن اللافت في تلك الدراسة أن المرء في حال امتلك أكثر من ذلك فإن مؤشر شعوره بالسعادة ينخفض.
الدراسة التي اعتمدت في أرقامها على المعدل السنوي لدخل الفرد لا دخل العائلة ككل شارك بها ما يقرب الـ1.7 مليون شخص حول العالم، ولم يكن مفاجئا أن معدل السعادة التي يشعر بها المرء يتأثر بوضوح بالبلد التي يعيش فيها. وذلك يعود بالطبع لوجود اختلافات كبيرة في مستوى المعيشة بين دولة وأخرى وحتى بين المناطق الحضرية والريفية في الدولة نفسها. ففي الوقت الذي يكون فيه الدخل السنوي المقبول للفرد في أميركا اللاتينية يساوي 35000 دولار، فإننا نجده يرتفع ليصل إلى 125000 دولار في أستراليا ونيوزلندا.
أكثر نقاط الدراسة إثارة أنها أظهرت بأن الفرد وبمجرد وصوله لعتبة الدخل السنوي المثالي، فإنه يشعر بقدر جيد من السعادة والرضا، لكن لو تجاوز هذا الرقم فإن سعادته تلك تبدأ بالانخفاض من جديد. ويمكن ترجيح هذا الأمر إلى كون المرء عندما يؤمن احتياجاته الأساسية كالسكن ووالطعام التعليم والرعاية الصحية وما إلى ذلك، فإنه يبدأ يطمح بالحصول على مقتنيات مادية قد لا يكون بحاجة فعلية لها، لكنه يصبح أكثر ميلا لمقارنة نفسه بالآخرين، مما يسبب له انخفاضا بمستوى السعادة التي يشعر بها.
أظهرت الدراسة أن المرء عندما يحقق الدخل المثالي يكون أكثر ميلا لمقارنة نفسه مع من هم بمستوى دخله أو حتى أقل بقليل، وهذا ما يغذي شعوره بالرضا أيضا. لكن عندما يزداد الدخل ويمتلك مالا فائضا على حاجته، فإن رغباته من المحتمل أن تبدأ تميل لحب التملك لمجرد التفوق على من حوله.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن حب التمكن قد لا يقتصر على المقتنيات المادية وإنما قد يتوجه نحو المال نفسه، وهذه الرغبة لو لم يسيطر عليها سيجد نفسه يتخلى شيئا فشيئا عن احتياجاته الأساسية كون هدفه يصبح امتلاك المال فقط.