هل هو "إعلان حرب"؟

في الوقت الذي كان فيه مدرب ريال مدريد زين الدين زيدان، “يضرب أخماسا في أسداس”، نتيجة غياب تسعة من لاعبيه لأسباب مختلفة عن المباراة ضد خيتافي بالدوري الاسباني، أول من أمس، كان رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريس “أول رؤساء دوري السوبر”، يصرح بأن “كرة القدم هي الرياضة العالمية الوحيدة في العالم التي تضم أكثر من أربعة مليارات مشجع، ومسؤوليتنا كأندية كبيرة هي الاستجابة لرغباتهم”. لكن قد يسأل سائل، ما علاقة الوضع الصعب الذي عاشه “الميرنغي” كفريق، وما صدر عن رئيس النادي من تصريحات جاءت إثر إعلان 12 ناديا أوروبيا إطلاق مسابقة “دوري السوبر”، وسط رفض وغضب شديد من قبل الاتحادين الدولي “فيفا” والأوروبي “ويفا” لكرة القدم؟. الجواب ببساطة أن اللاعبين يعانون إرهاقا شديدا، وعدم القدرة على البقاء في مستوى اللياقة البدنية والحضور الذهني نفسه، بل قد لا يجدون المساحة الكافية للحصول على فترة راحة واستشفاء مناسبة بعد التعرض للإصابة المعتادة في الملاعب أو الإصابة بفيروس كورونا، لأن اللاعبين ببساطة يخوضون عددا كبيرا من المباريات مع أنديتهم في مختلف المسابقات المحلية والقارية في أوروبا، إضافة إلى عدد آخر من المباريات الرسمية والودية مع منتخبات بلادهم، تفوق طاقاتهم وتحولهم إلى “آلات” لا تكاد تتوقف عن العمل. ربما يكون مبلغ 3.5 مليار يورو لكل ناد سيشارك بدوري السوبر الأوروبي، بمثابة “حلم” أو “كنز” لا يمكن للأندية المؤسسة للبطولة تجاهله، لأنه سيخلصها من ضائقة مالية تعانيها، وخسائر مادية كثيرة تعرضت لها بعد تراجع عائداتها من التسويق والبث في ظل غياب الحضور الجماهيري، نتيجة استمرار جائحة كورونا التي عصفت بالعالم وتكاد تصيبه بالشلل. “ويفا”، أعلن أن قرار تلك الأندية بمثابة “إعلان حرب” على بطولاته، وعلى رأسها “تشامبيونز ليغ”، لأن ذلك سيضعف البطولة الأشهر التي انطلقت في العام 1955، وتعد أهم وأقوى بطولة على صعيد الأندية في العالم، وأقر بأن هذه البطولة تحتاج إلى تعديل في دور المجموعات، بما يسمح بزيادة عدد مباريات كل فريق إلى عشر بدلا من ست، وهذا يعني مزيدا من المباريات تقع على كاهل اللاعبين. بدورها، قالت الأندية المؤسسة لدوري السوبر، إن المباريات ستقام في بحر الأسبوع للسماح باستمرار الدوريات المحلية، لكنها لم تقل كيف ومتى ستقام مباريات دوري أبطال أوروبا و”يوربا ليغ”؟، وهل سيكون بالإمكان إيجاد مساحة لما يعرف بـ”أيام فيفا” المخصصة للمنتخبات الوطنية؟. هي “معركة” بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بين أندية كبيرة وعملاقة في إسبانيا وانجلترا وإيطاليا وغياب حتى الآن للأندية الألمانية والفرنسية، وبين اتحادين دولي وقاري يملكان من القوة ما يجعل كرة القدم عرضة لعاصفة لا أحد يتوقع كيف ستكون نتائجها. من بين الأندية الـ12 المؤسسة لدوري السوبر، 3 بلغت دور الأربعة من النسخة الحالية لدوري أبطال أوروبا “ريال مدريد وتشيلسي ومانشستر سيتي”، فيما لم يعلن باريس سان جرمان رابع المتأهلين موقفه من البطولة الجديدة، فهل يمكن لـ”ويفا” تتويجه بطلا كما يتردد، أم تبقى خطوط الاتصال مفتوحة وصولا إلى اتفاق يرضي الأندية والاتحادين؟.اضافة اعلان