هل هي "لعنة اللقب"؟

من يتابع أقوى خمس بطولات لكرة القدم في أوروبا، يشعر بحجم التناقض الذي تعيشه بعض البطولات، لاسيما ما يتعلق بالفريق البطل المتوج باللقب في الموسم الماضي، بحيث إن من توج أمس وعاش أفراحا كبيرة، يشعر بالتعاسة اليوم ويحاول "التجديف" نحو بر الأمان وسط بحر متلاطم من الخسائر غير المسبوقة أو المتوقعة.اضافة اعلان
هل هي "لعنة البطل" التي أصابت فريقي تشيلسي ويوفنتوس؟.. في الدوري الانجليزي يقبع "حامل اللقب" في المركز الخامس عشر بعد انتهاء الجولة الحادية عشرة؛ حيث لم يجمع سوى 11 نقطة جراء ثلاثة انتصارات وتعادلين وست خسائر، ولم يسجل سوى 16 هدفا مقابل 22 هدفا دخلت مرماه، وأصبح تشيلسي مهددا بالهبوط وليس فقدان اللقب والمشاركة في البطولات الأوروبية الموسم المقبل فحسب، وتحول مدربه مورينيو من "سبيشال ون" إلى مدرب كسير الخاطر يبدو مستقبله "على صفيح ساخن".
"السيدة العجوز" باتت "تحتضر" وأصبح يوفنتوس "حامل اللقب" يقبع في المركز العاشر برصيد 15 نقطة مع ختام الجولة العاشرة؛ حيث فاز الفريق في أربع مباريات وخسر مثلها وتعادل ثلاث مرات وسجل 13 هدفا وعليه 10 أهداف.
هذا التراجع الذي أصاب بطلي الدوري في إنجلترا وإيطاليا يبعث على التساؤل، ولكن يؤكد مجددا أن المحافظة على القمة أصعب من الوصول إليها، وبالتالي فإن "بطل الأمس" ربما يكون مهددا بالهبوط هذا الموسم.
وفي المقابل، تبدو الصورة ثابتة في فرنسا وألمانيا... باريس سان جرمان يحافظ على الصدارة بفارق عشر نقاط عن أقرب مطارديه ليون مع انتهاء الجولة الثانية عشرة؛ حيث جمع الباريسي 32 نقطة جراء 10 انتصارات وتعادلين ومن دون خسارة وسجل الفريق 26 هدفا مقابل 6 أهداف في مرماه.
وفي ألمانيا يهرول بايرن ميونيخ نحو اللقب، رغم أنه يبتعد حاليا بفارق خمس نقاط عن أقرب مطارديه بورسيا دورتموند برصيد 31 نقطة؛ حيث فاز البافاري 10 مرات وتعادل في واحدة ولم يخسر مطلقا مع انتهاء الجولة الحادية عشرة، وسجل فيها 33 هدفا ودخل مرماه 4 أهداف.
الصورتان اللتان يظهر عليهما فريقا بايرن ميونيخ وباريس سان جرمان، متناقضتان تماما للصورتين اللتين يظهر عليهما فريقا تشيلسي ويوفنتوس، فهل السبب هو الإنهاك الذي أصاب تشيلسي وتطور أداء منافسيه في انجلترا، وكذلك الحال بالنسبة ليوفنتوس بعد أن عاد إنتر ميلان وروما للواجهة هناك، أم أن تلك البطولات لا تقبل بتضييق دائرة المنافسة وببطل مطلق كما هو الحال في ألمانيا وفرنسا؟.
البطولة الخامسة وربما تكون الأكثر أهمية في أوروبا تتمثل بالدوري الاسباني، وإن كان كثيرون يؤمنون بأن الدوري الانجليزي أكثرها قوة وندية وإثارة ومتعة أيضا.. عموما الغريمان التقليديان ريال مدريد وبرشلونة يتشاركان الصدارة برصيد 24 نقطة لكل منهما في نهاية الجولة العاشرة.. الريال يتفوق بفارق الأهداف حيث سجل 24 هدفا ودخل مرماه 4 أهداف فقط، بينما سجل برشلونة 22 هدفا ودخل مرماه 12 هدفا.
الريال لم يخسر مطلقا.. فاز في سبع مباريات وتعادل في ثلاث، بينما فاز برشلونة في ثماني مباريات وخسر اثنتين ولم يتعادل، وبالتالي ربما يمضي الفريقان في الشراكة النقطية حتى موعد "الكلاسيكو" المنتظر عند الساعة السابعة والربع من مساء يوم السبت 21 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي على ملعب سانتياغو برنابيو.
ترى هل تحمل بطولات إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا أبطالا جددا بعكس البطولتين في ألمانيا وفرنسا؟.