هل يحدد الفحص المخبري للأجسام المضادة فاعلية لقاح كورونا؟

Untitled-1
Untitled-1

منى أبوحمور

عمان- قلق شديد انتاب عدد من متلقي لقاح كوفيد19، بعد أن أثبت فحص الأجسام المضادة الذي قاموا بإجرائه، أن اللقاح لم يكون لديهم أجساما مضادة مقاومة لفيروس كورونا!

اضافة اعلان


وابل من التساؤلات تشغل بال العديد من متلقي لقاح كورونا بأنواعه المختلفة، وحول نجاعته في التصدي لفيروس كورونا، فمنهم من يتساءل: هل يستلزم الأمر جرعة ثالثة؟ فيما فئة أخرى تجهل ما إذا كان نوع اللقاح الذي تتلقاه هو السبب في عدم تكوين أجسام مضادة.


تلك التساؤلات حول المطعوم وفاعليته والسبب بعدم تكوينه أجساما مضادة وبالتالي رفع مناعة الجسم، يؤكد فيها المستشار البروفيسور الدكتور وليد أبوحمور رئيس قسم الأمراض المعدية في مستشفى الجليلة للأطفال، استشاري الأمراض السارية والتحكم والسيطرة بالأمراض الوبائية، أن نتيجة فحص الأجسام المضادة ليست مقياسا دقيقا لمستوى مناعة الجسم ضد فيروس كورونا.


ويوضح أبوحمور لـ "الغد"، أنه لا داعي لإجراء فحص الأجسام المضادة ما دام تم تلقي جرعتي اللقاح وبأوقات مناسبة، لأسباب أهمها أن دقة نتيجة فحص الأجسام المضادة يختلف من جهاز إلى آخر، كما أن حساسية الفحص تختلف من نوع إلى آخر.


ويشير بدوره إلى أن الجهاز المناعي في جسم الانسان يتكون من جزءين وهو humeral anti body والمناعة الخلوية، إلا أن فحص الأجسام المضادة لا يقوم إلا بفحص جزء واحد من الجهاز المناعي وهو humeral anti body، وهذا لا يكفي.


ويبين أبو حمور أن الأجسام المضادة التي يكونها الجسم بعد أخذ المطعوم تتخزن في خلايا الذاكرة، وعندما يدخل فيروس كورونا إلى الجسم فإن هذه الخلايا تبدأ في العمل وتحفز الجهاز المناعي لفرز أجسام مضادة، مؤكدا أن الفحص المخبري لا يمكن أن يعطي نتيجة دقيقة 100 %.

ويؤكد أبو حمور أنه ولغاية هذه اللحظة لم يسجل لأي شخص تلقى جرعتين من أي نوع من أنواع لقاح كورونا، وأصيب وقد ساءت حالته، ما يعني أن اللقاح يعطي مناعة للجسم، ويكون أجساما مضادة عند الإصابة بغض النظر عن نتيجة فحص الأجسام المضادة، وهذه الغاية المرجوة من المطاعيم.


ويرى أن إجراء فحص الأجسام المضادة قد يسبب شكا وقلقا لدى الكثيرين ممن كانت النتيجة لديهم قليلة أو حتى غير موجودة، كما أنها تخلق حالة من الإرباك وعدم الثقة بأخذ المطعوم.


ويقول أبوحمور؛ "نحن بالمطلق لا ننصح بإجراء فحص الأجسام المضادة"، وحول إمكانية أخذ جرعة ثالثة للقاح يرد أبوحمور، أن الموضوع ما زال قيد الدراسات وهناك توجه في كثير من الدول التي اعتمدت لقاح استرازينكا لإعطاء جرعة ثالثة، متابعا من الممكن إعطاء جرعة ثالثة من اللقاح لأسباب نفسية إن كان ذاك ضرورة.


اختصاصية الميكروبيولوجيا الجزيئية في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية وسفيرة الميكروبيولوجيا للجمعية الأميركية في الأردن الدكتورة سهيلة الشبول تلفت إلى أن استخدام اختبار الأجسام المضادة على نطاق واسع كطريقة لتحديد من أصيب بالفعل بـ COVID19 واحتمالية أن النتيجة الايجابية تعني انعدام الخطر أو تقليله.


الأمر يبدو مختلفا وأكثر تعقيدًا، بحسب الشبول، إذ يجب أن تكون فحوصات الأجسام المضادة لـCOVID19 شديدة الحساسية، إلا أن الاختبارات، تضمن حوالي 90 % من الحساسية و98 % من التحديد.


وتتابع، وهذا يعني بشكل أساسي أنه عند استخدام فحوصات الأجسام المضادة في مجموعة سكانية تكون فيها مستويات الإصابة منخفضة، لا يمكن اعتماد النتائج كما تظهر والنتيجة هي أن موثوقية الفحص لا تعتمد فقط على خصائص الفحص نفسه، بل على مدى انتشار المرض بين السكان الخاضعين للفحص.

وتشرح، هذا يعني أيضًا أن الفحص شديد الحساسية والنوعية للغاية قد يكون مفيدًا جدًا لتقدير نسبة السكان الذين أصيبوا بالمرض، ولكن قد يكون أقل موثوقية في تحديد ما إذا كان أي فرد معين مصابًا بالفعل أم لا.


وحول عدم تكون أجسام مضادة لدى بعضهم، تبين الشبول، أن الجهاز المناعي يحتاج وقتًا لإنتاج أجسام مضادة بتركيز عالٍ بما يكفي ليتم اكتشافها، حيث بينت الدراسات إن 30 ٪ فقط من الأشخاص تكون نتائجهم إيجابية إذا خضعوا لفحص الأجسام المضادة بعد أسبوع من ظهور الأعراض>

وهي نسبة ترتفع بمرور الوقت لتصل إلى 70 ٪ في الأسبوع الثاني، و90 ٪ في الأسبوع الثالث، ولكنه قد ينخفض مرة أخرى مع بدء مستويات الأجسام المضادة في التراجع. إلى ذلك فإن COVID19 إن لم تظهر أي أعراض على الإطلاق، فقد لا ينتج عنه مستويات عالية بما يكفي من الأجسام المضادة، ليتم اكتشافها باستخدام الفحص المذكور.


وتوضح الشبول، أنه قد يكون للأجسام المضادة التي تم تحفيزها أو إنتاجها من قبل الجسم استجابة لفيروسات كورونا الأخرى، مثل الفيروس المسبب لنزلات البرد له بنية مشابهة جدًا للأجسام المضادة ضد فيروس SARS-CoV-2، وهو ما يعني أن وجود هذه الأجسام المضادة في الدم قد يكون كافياً لإنتاج نتيجة فحص إيجابية، حتى في الشخص الذي لم يسبق له أن أصيب بـCOVID19.


وتضيف، من الممكن أن يعمل هذا التشابه في مصلحتنا، ويعني أيضًا أن هذه الأجسام المضادة توفر بعض الحماية ضد COVID19، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البيانات لتحديد ما إذا كان هذا هو الحال.


وتعلق، حتى مع أخذ كل هذه العوامل في الاعتبار، لا نعرف حتى الآن ما إذا كان البحث عن الأجسام المضادة طريقة جيدة لتحديد ما إذا كان الشخص محصنًا من COVID19 أو إلى متى قد تستمر هذه المناعة.

وتتابع الشبول، لا يعني نقص الأجسام المضادة أن الجهاز المناعي غير مهيأ للاستجابة للعدوى مرة أخرى بطرائق أخرى، ووجود الأجسام المضادة لا يعني أنها موجودة بتركيز عالٍ بما يكفي لتوفير الحماية من الإصابة مرة أخرى.


واذا استخدمت هذه الفحوصات بطريقة صحيحة يمكنها أن تزود بمعلومات تساعد على التنبؤ بانتقال الفيروس في المستقبل عن طريق تحديد نسبة السكان التي لا تزال معرضة للخطر أو تحديد البيئات التي يكون فيها انتقال الفيروس مرتفعًا بشكل خاص. بحسب الشبول.

وتضيف، يمكن أن تكون فحوصات الأجسام المضادة مفيدة أيضًا في تحديد الأشخاص الذين يمكنهم التبرع بالدم المحتوي على الأجسام المضادة لاستخدامه علاجا للأشخاص الذين يعانون حالة COVID19 المهددة للحياة.


وتلخص حديثها، بسبب كل ما ذكر أعلاه بالنسبة لأي فرد يجري فحصا للأجسام المضادة فإنه لا يجب الاعتماد على النتيجة كليا.