هل يختبر هجوم حزب الله في القنيطرة تحالف إيران-روسيا في سورية؟

سوري يقبل ملصقاً يحمل صور نصر الله وبوتين في مسيرة أمام السفارة الروسية في بيروت - (أرشيفية)
سوري يقبل ملصقاً يحمل صور نصر الله وبوتين في مسيرة أمام السفارة الروسية في بيروت - (أرشيفية)

ترجمة: عبد الرحمن الحسيني

نيكولاس برادفورد - (كرستيان سينس مونيتور) 22/10/2015

بيروت، لبنان - بينما تركز معظم الانتباه في سورية على موجة من الحملات العسكرية بقيادة النظام وبدعم روسي في الشمال، كان هجوم مضاد أصغر بقيادة حزب الله اللبناني يجري على قدموساق في الجنوب، في محاذاة خط المواجهة مع إسرائيل.اضافة اعلان
 ويؤشر ذلك الهجوم المضاد في محافظة القنيطرة، والذي يهدف في جزء منه إلى عكس المكاسب الأخيرة التي حققها الثوار في المنطقة، على حجم الأهمية الاستراتيجية التي يسندها حزب الله وراعيته إيران للمنطقة القريبة من مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.
من الممكن أن تسلط هذه العملية الضوء على ما إذا كانت روسيا وإيران، القوتان الرئيسيتان اللتان تدعمان نظام الرئيس السوري بشار الأسد، تنطويان على أجندات منسجمة أو متناقضة. كما أنها تنطوي على احتمال اختبار البعد الذي تريد روسيا أن توسع فيه سيطرتها الجوية في البلد.
في الأسابيع  الأخيرة، قُتل جنرال إيراني رفيع المستوى في معارك دارت في شمالي محافظة القنيطرة. وقبل أسبوعين من ذلك، قام قائد فيلق القدس، ذراع العمليات الخارجية في جهاز الحرس الثوري الإيراني، اللواء قاسم سليماني، بزيارة القنيطرة كجزء من جولة في خطوط المواجهة السورية لحشد قوات.
وفي الأثناء، يقول قائد وحدة تابعة لحزب الله، والذي قاتل في هجوم فاشل قادته إيران في نفس المنطقة في وقت سابق من العام: "منطقة القنيطرة حيوية بالنسبة لنا. وسنستعيد المحافظة كلها بإذن الله".
 وتقع مدينة القنيطرة، العاصمة الإقليمية المدمرة بالقنابل، في المنطقة التي تخضع لإشراف الأمم المتحدة، والتي أسست للفصل بين القوات الإسرائيلية والقوات السورية بعد حرب العام 1973.
سيكون من شأن استعادة المحافظة لسيطرة نظام الأسد السماح لحزب الله بمد خط المواجهة مع إسرائيل من حدود لبنان الجنوبية إلى مرتفعات الجولان المحتلة، ما يفسح المجال أمام شن هجمات على المرتفعات المتوترة التي كانت إسرائيل قد استولت عليها في حرب الأيام الستة في العام 1967.
وما تزال الجولان واحدة من أهدأ حدود إسرائيل منذ 40 عاماً. ولكن، منذ اندلاع النزاع في سورية في العام 2011، يتم شن سلسلة من الهجمات على القوات الإسرائيلية على طول خط ترسيم الحدود، وتتشكل الهجمات بشكل رئيسي من زرع عبوات جوانب الطريق أو الصواريخ.
تدير مجموعات الثوار عدة معسكرات تدريب تقع إلى الشمال من بلدة القنيطرة بجانب خط "ألفا"، حدود الأمم المتحدة التي ترسم الحد الشرقي للقوات الإسرائيلية. ويخدم قرب الجيش الإسرائيلي كدرع لمجموعات الثوار، نظراً لأنه يردع سلاح الجو السوري عن شن غارات قريبة جداً من "خط ألفا". وفي العام الماضي، أسقطت القوات الإسرائيلية طائرة سورية بعد أن ضلت طريقها فوق المنطقة التي تحتلها إسرائيل من الجولان.
في شباط (فبراير) الماضي، شن حزب الله هجوماً مضاداً بتوجيه من إيران للاستيلاء على معظم القنيطرة ومحافظات درعا المحاذية، بهدف تأسيس موطئ قدم مقابل للخطوط الإسرائيلية. ومع ذلك، سرعان ما أحبط الهجوم المضاد وسط حالة طقس سيئة ومقاومة عنيدة للثوار، وتم التخلي عنه في أوائل نيسان (أبريل).
في شهر أيلول (سبتمبر) الأخير، شنت مجموعات الثوار السوريين هجوماً مضاداً في شمالي القنيطرة في محاولة لاختراق خطوط النظام للوصول إلى الغوطة الغربية في غرب دمشق. وبعد خمسة أيام من القتال، استولى الثوار-بمن فيهم جيش الإسلام وأنصار الإسلام وكتائب الفرقان- على عدة مرتفعات استراتيجية من الجيش السوري.
وكانت تعزيزات حزب الله قد أرسلت إلى شمالي القنيطرة، ليرتفع عدد عناصر الحزب في المنطقة إلى حوالي 500 عنصر، وفق ما ذكره مصدر أمني متمركز في لبنان. لكن حزب الله المدعوم بقوات الدفاع الوطني الموالية للنظام والقوات النظامية السورية، سرعان ما استعاد الشريط من الثوار، بالإضافة إلى استعادة المناطق التي سيطر عليها الثوار مسبقاً.
من غير الواضح حتى الآن ما إذا كان هجوم حزب الله المضاد سيسعى إلى استرداد المزيد من الأراضي، أو أنه سيستقر بانتظار أن يعم الهدوء في المنطقة. وكانت إسرائيل قد حذرت مراراً من أنها لن تسمح لحزب الله بتأسيس جبهة جديدة في الجولان. وفي كانون الثاني (يناير) الماضي، قتلت طائرات إسرائيلية من دون طيار متشددين رفيعي المستوى في حزب الله، وجنرالاً في جهاز الحرس الثوري الإيراني بالقرب من بلدة القنيطرة.
لكن التدخل العسكري الروسي في سورية يعقد الحسابات عند الجانبين. وقد أسست إسرائيل وروسيا قناة اتصال بينهما لمنع حدوث سوء تفاهم بين سلاح الطيران لدى كل منهما. لكن إسرائيل إذا شنت هجوماً ضد قوات حزب الله في الجولان، فإن ذلك سيحرج روسيا -حليفة إيران الميدانية. ومن جهة أخرى، من غير المرجح كثيراً أن ترد روسيا عسكرياً على أي هجوم إسرائيلي في منطقة الجولان.
يقول دبلوماسي أوروبي يتوافر على معرفة واسعة بالتطورات في سورية: "إن القصف الإسرائيلي لأصول إيرانية/ أو لحزب الله، سوف يفضي إلى نتائج سيئة، وسيؤثر على روسيا أيضاً". ويضيف: "قد يشك المرء بأن ثمة فهماً لدى الإسرائيليين والروس بأن الإيرانيين وحزب الله لن يفعلا شيئاً لاستكشاف مزيتهما الجديدة في منطقة الجولان".

*نشرت هذه القراءة تحت عنوان:
Could a Hezbollah offensive test Russia-Iran alliance in Syria?