هل يمتثل الاحتلال لمساع عربية بشرم الشيخ لكف يد التطرف عن القدس؟

جندي من الاحتلال يوجه سلاحه لفلسطينيين بالمسجد الأقصى المبارك-(أرشيفية)
جندي من الاحتلال يوجه سلاحه لفلسطينيين بالمسجد الأقصى المبارك-(أرشيفية)
نادية سعد الدين- يبحث الاجتماع العربي الإسرائيلي الأميركي، المقرر عقده اليوم بشرم الشيخ المصرية، في وقف تصعيد الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، وسط تحذير أوساط أمنية إسرائيلية من تفجر الأوضاع بالقدس المحتلة في الأيام المقبلة، ما لم تتخذ حكومة الاحتلال ضوابط لمنع اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان الكريم. ويسعى الاجتماع الخماسي اليوم، بمشاركة الأردن ومصر والسلطة الفلسطينية والجانب الإسرائيلي ورعاية أميركية، لتحقيق التهدئة ووقف عدوان الاحتلال وتقديم كافة التسهيلات للفلسطينيين بشأن دخول المسجد الأقصى وأداء الصلوات فيه بحرية خلال شهر رمضان، مقابل منع اقتحامات المستوطنين المتطرفين للمسجد واستباحة حرمته. في حين توقعت مواقع إسرائيلية، ومنها القناة العامة الإسرائيلية "كان 11"، أمس، أن تمارس الضغوط العربية والأميركية على سلطات الاحتلال خلال قمة شرم الشيخ من أجل وقف عملياتها العسكرية في أنحاء الضفة الغربية، لا سيما القدس المحتلة. ولفتت المواقع الإسرائيلي نفسها إلى أن الاجتماع سيركز على ضرورة وقف التصعيد خلال شهر رمضان، إذ ينعقد اللقاء في ظل استمرار التصعيد الميداني ومع تزايد الإنذارات بإمكانية وقوع هجمات جديدة خلال شهر رمضان لدى السماح للمستوطنين باقتحام "الأقصى". ويبدو أن حكومة الاحتلال اليمينية، التي لا تسمع غير صوت تيارها المتطرف، قد فقدت السيطرة على بوصلتها نظير تظاهرات الشارع الإسرائيلي المطالبة بتنحيها، وأمام الغضب الفلسطيني العارم ضد عدوانها، في ظل ما يسمى "جماعات الهيكل"، المزعوم، التي تحضر لتنفيذ اقتحام جماعي "للأقصى" بذريعة إحياء "الأعياد اليهودية" المزعومة، خلال الشهر المقبل، ما ينذر بالصدام الدموي مع الفلسطينيين. ومن شأن تنفيذ الاحتلال لحملة الاعتقالات الواسعة التي يهدد باللجوء إليها قبل بدء شهر رمضان، بما يشمل ذلك سياسة "الإبعاد" عن المسجد الأقصى، تحت ذريعة احتمال تنفيذ عمليات فلسطينية جديدة ضد أهداف إسرائيلية، أن تزيد من أجواء التوتر والاحتقان في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ويزداد الأمر تعقيدا مع وجود الوزراء المتطرفين في حكومة الاحتلال اليمينية، الذين يرفضون تقديم التسهيلات للفلسطينيين خلال شهر رمضان، بما يؤدي ذلك إلى تفاقم التوتر الأمني في الضفة الغربية، وبخاصة القدس المحتلة، حسب مصادر إعلام إسرائيلية. بينما تؤكد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أنها في حالة تأهب قبل رمضان، مشيرة إلى أن "قيادة جيش الاحتلال، والمؤسسة الأمنية، يتحدثون عن رصد إشارات تؤكد بأن الوضع في ذروة التصعيد"، وفق وسائل الإعلام الإسرائيلية. وعلى وقع تشييع جماهير الشعب الفلسطيني أمس لجثمان شهيد فلسطيني كان محتجزا طيلة ثلاثة أعوام لدى قوات الاحتلال؛ فقد قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، حسين الشيخ، أن وفدا فلسطينيا سيشارك، اليوم، في اجتماع شرم الشيخ، بحضور إقليمي ودولي. وأضاف الشيخ، في تغريدة له نشرها عبر حسابه على "تويتر"، أن المشاركة الفلسطينية في الاجتماع تأتي "للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال". وأكد الشيخ أن الوفد الفلسطيني سيطالب خلال القمة "بوقف عدوان الاحتلال المتواصل ضد أبناء الشعب الفلسطيني، ووقف الإجراءات والسياسات الإسرائيلية، التي تستبيح دمه وأرضه وممتلكاته ومقدساته". في حين طالبت الفصائل الفلسطينية بعدم مشاركة الوفد الفلسطيني لاجتماع شرم الشيخ، في ظل الشكوك بالتزام الاحتلال بمخرجاتها المتعلقة بوقف الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب ووقف الاستيطان، والتي تنصل منها سابقا. ودعت "حماس" و"الجهاد الإسلامي" والعديد من القوى والفصائل الفلسطينية، السلطة الفلسطينية إلى "التحلل من اتفاق أوسلو، وسحب الاعتراف بالاحتلال، ووقف التنسيق الأمني معه"، وهي وفي غضون ذلك؛ شيعت جماهير فلسطينية في بلدة نعلين غرب رام الله، أمس، الشهيد سفيان الخواجا (32 عاما)، بعد تسلم جثمانه من الاحتلال يوم أمس، وسط ترديد الهتافات الغاضبة والمنددة بالجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني. واستشهد الخواجا عقب إطلاق قوات الاحتلال الرصاص عليه عند مدخل بلدة نعلين، في 23 آذار (مارس) العام 2020، فيما احتجز الجنود مركبة الإسعاف، ومنعوها من نقله، واحتجزوا جثمانه منذ ذلك الحين. ومنذ عودة سلطات الاحتلال لسياسية احتجاز الجثامين في الثلاجات والمقابر في تشرين أول (أكتوبر) 2015، وصل عدد الشهداء الفلسطينيين المحتجزة جثامينهم حتى اليوم 135، وترفض تقديم تقارير عن مصائرهم، أو تمكين عائلاتهم من معاينتهم. من جانبه، دعا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، تيسير خالد، المحكمة الجنائية الدولية إلى التخلي عن ازدواجية المعايير وعدم تسييس عمل المحكمة وإصدار مذكرة توقيف بحق رؤساء الوزراء في كيان الاحتلال وغيرهم من المسؤولين الاسرائيليين، الذين تلطخت أياديهم بدماء أطفال الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال وفي مقدمتهم رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" . وقال إن سلطات الاحتلال قتلت وأعدمت ميدانيا منذ مطلع العام الحالي نحو 90 فلسطينيا، بينهم 19 طفلا، داعيا إلى فتح الملفات لتحقيق العدالة الدولية لضحايا جرائم الحرب الإسرائيلية بما فيها جريمة اغتيال الأطفال الفلسطينيين في الحرب المستمرة، التي يشنها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني. اقرأ أيضاً:  اضافة اعلان