هل يواجه جنودنا خطر"إيبولا"؟!

يضرب فيروس"إيبولا" بقسوة شديدة دول غرب أفريقيا، وتقف الطواقم الطبية عاجزة أمامه، لعدم توفر لقاح فعال له حتى الآن. حتى المتطوعون الغربيون الذين أصيبوا بالفيروس، لقوا حتفهم رغم عودتهم لبلدانهم، وكان آخرهم إسبانيا وقبله فرنسي.اضافة اعلان
لايبدو "إيبولا" خطرا وشيكا بمنطقة الشرق الأوسط، والأردن تحديدا، لكن في البلدين الأكثرا تضررا بالمرض؛ ليبيريا وسيراليون، يتواجد المئات من الأردنيين العاملين ضمن قوات حفظ السلام.
ليبيريا أصبحت من أكثر البلدان خطورة على حياة الناس، فقد سجلت فيها آلاف الحالات، من بينهم نحو 400 من العاملين في المجالات الصحية. تجاوز عدد الوفيات في ليبيريا الأربع آلاف حالة. وفي سيراليون لا يقل الوضع خطورة عن ليبيريا.
الأردن يقيم مستشفى عسكريا في ليبيريا، يقدم الخدمات الطبية للسكان هناك، وكذلك في سيراليون. ولا شك أن العاملين في المستشفى معرضون للاختلاط بمصابين بـ"إيبولا" كما هو حال جميع البعثات الطبية العالمية هناك. يضاف إلى هؤلاء جنود الميدان من القوات المسلحة وقوات الدرك الذين ينفذون مهماتهم وسط مناطق مأهولة بالسكان، كما تظهر الصور التي تنشرها مصادر إعلامية رسمية في الأردن. المشاهد الواردة من ليبيريا على سبيل المثال تثير القلق حقا؛ إذ يظهر أفراد البعثة الطبية الأردنية وهم يستقبلون المئات من المراجعين يوميا. من يضمن ألا يكون من بين هؤلاء مرضى بفيروس إيبولا؟
خطورة فيروس "إيبولا" أنه يبقى كامنا في جسم الإنسان لفترة ليست قصيرة قبل أن يظهر بأعراضه المدمرة. والعاملون ضمن قوات حفظ السلام يجري تبديلهم بين فترة وأخرى، وقد يعود أحدهم إلى الأردن حاملا الفيروس دون أن يعلم، ويخالط الأهل والأقارب، قبل أن تظهر عليه، وعلى من حوله الأعراض القاتلة.
لسنا في وارد إثارة الهلع على حياة جنودنا هناك، لكن الوضع المتردي في تلك البلدان يبعث على القلق، ويجعل السؤال حول سلامتهم مشروعا، فالتقارير تشير إلى وجود مالايقل عن 400 أردني في ليبيريا وحدها.
منذ يومين وضعت احدى الدول الأفريقية جنودها العائدين من مهمة حفظ السلام في ليبيريا في غرف الحجر الصحي للتأكد من خلوهم من الفيروس القاتل. وأقدمت دول أخرى على فرض قيود على المسافرين لدول غرب أفريقيا المنكوبة بالمرض، وشرعت بلدان عديدة بتقليص رحلات الطيران، وبالأمس كان مئات العاملين في مطار أميركي يحتجون للمطالبة بمنع استقبال القادمين من البلدان الموبوءة. لكن في المقابل قرأت في أخبار الأسبوعين الماضيين عن إرسال مجموعة جديدة من أفراد "الدرك" إلى ليبيريا تحديدا.
المؤكد أن أخبار انتشار" إيبولا" في تلك الدول لا تغيب عن بال المسؤولين المعنيين بملف قوات حفظ السلام الأردنية، لكن هناك حاجة لمراجعة الموقف، والتأكد من أن أفراد البعثات الأردنية في مأمن من الإصابة بالفيروس، وإذا كان متعذرا ضمان سلامتهم، فلامبرر لاستمرار مهمة قد تكلفنا حياة أعزاء، وتنقل خطر انتشار الفيروس إلى بلادنا.