واجب نكث الوعد

يديعوت أحرنوت

بن – درور يميني

اضافة اعلان

23/10/2019

نعم أم لا لائتلاف يستند الى القائمة المشتركة، حتى وان كان بالتأييد من الخارج فقط؟ هذا هو سؤال المليون دولار الذي يشغل بال رؤساء أزرق أبيض لأسابيع طويلة. هذا المساء، عندما يتلقى غانتس التكليف لتشكيل الحكومة سيتحول هذا السؤال من نظري الى عملي.
يجدر بنا أن نذكر مرة اخرى باستطلاعين، اجريا هذه السنة، وكلاهما يشيران الى اغلبية واضحة بين الجمهور العربي تؤيد الشراكة الائتلافية. لقد كانت المشكلة وما تزال الفجوة الكبرى، الكبرى جدا، بين ارادة الاغلبية وارادة الزعماء. هكذا بحيث إن الاختبار ليس فقط اختبار غانتس، لبيد، اشكنازي ويعلون. فالاختبار هو ايضا لعودة ورفاقه. لأن استعراض تصريحاتهم في العقد الاخير يوضح بانهم ليسوا شركاء.
في انتخابات 2013 كان يوجد مستقبل مفاجأة الانتخابات مع 19 مقعدا. ومع القوائم العربية كان للكتلة برئاسة لبيد 59 مقعدا. ليست كتلة مانعة، ولكن تقريبا. لبيد اعلن في حينه: لن اشكل كتلة مانعة مع الزعبي، وفضل حينها ائتلافا مع نتنياهو والليكود. أوضح لبيد بانه لا يستبعد العرب. بل يستبعد اولئك الذين يتآمرون، مثل حنين الزعبي من التجمع ضد مجرد وجود الدولة. الزعبي لم تعد في الكنيست. ولكن التجمع لم يتغير.
يكاد يكون كل سيناريو عن الحكومة التي ستقوم يصطدم بالمحللين الذين يقولون وعن حق بان "الاحتمال طفيف". الموضوع هو ان احد السيناريوهات يجب أن يتحقق، رغم احتمالاته الطفيفة. ومن بين كل الخيارات، فإن حكومة أقلية بدعم اعضاء اقائمة العربية، حتى لو لم يكونوا جميعهم – هي ليست ذات الاحتمالات الاضعف. فالخيار هو بين النار والرمضاء. واذا اوفت كل الاطراف بوعودها للناخبين – فان الخيار الاسوأ سيتحقق. جولة ثالثة من الانتخابات في غضون اقل من سنة.
الموضوع هو ان أزرق أبيض ليس حزبا يساريا، مع أن فيه بين أربعة وستة نواب هم أقرب الى ميرتس، مثلما أن فيه عددا مشابها من النواب الاقرب الى الليكود. هذا حزب وسط. كي يتشكل ائتلاف ثمة حاجة لأن يخرق الحزب واحد من مبدأين. وهذا يعني، إما الشراكة مع نتنياهو رغم "كله الا بيبي"، او الشراكة مع القائمة العربية، رغم الوعد بأن هذا لن يحصل.
لقد كان أحد الاعلام المهمة للحزب وما يزال اعادة سواء العقل وتقليص الشقاق. فإقامة حكومة اقلية بدعم من نائب يسب ويشتم مثل عوفر كسيف ستفاقم الوضع. والمجتمع الاسرائيلي سيصبح استقطابيا اكثر. اما الشراكة مع نتنياهو، حسب مخطط الرئيس ريفلين مع اضافة ليبرمان -ستكون بالفعل تراجعا عن وعد صريح، ولكن بين الوعد الانتخابي، وبين المصلحة العامة المشتركة، يجب على الخيار أن يكون حكومة الوحدة. صحيح ان نتنياهو سيكسب بضعة اشهر اخرى في رئاسة الحكومة، ولكن هذا اقل فظاعة من حكومة أقلية، بل وأقل فظاعة من نواح اخرى.
ان الشراكة الائتلافية مع القائمة العربية يمكن أن تنتظر. اما رأب الصداع داخل المجتمع الاسرائيلي – فهو أهم وأكثر الحاحا بكثير.