وادي الأردن.. بدء قطاف ثمار النخيل مبكرا يعود بالفائدة على المزارعين والعاملين

حابس العدوان

الأغوار الوسطى - إن الوصول إلى مرحلة القطاف المبكر لثمار أشجار النخيل، تعود بالفائدة والنفع على المزارع نفسه وكذلك على العاملين في هذا القطاع وخصوصا العمالة النسوية، حيث سيؤدي إلى تشغيل المئات من هذه الفئة، وفق خبراء أكدوا أن سبب نضوج هذه الثمار قبل موعدها السنوي، بنحو أسبوعين، يعود إلى ارتفاع درجات الحرارة خلال الفترة الماضية، ما أدى إلى التعجيل بنضوج الثمار.

اضافة اعلان

وقالوا إن من فوائد القطاف المبكر لثمار النخيل هو "الحصول على أسعار أفضل، ناهيك عن الالتزام بكل أريحية من تنفيذ العقود التصديرية والتوريد للأسواق المحلية"، خلال الفترة القليلة المقبلة.

ويتوقعون أن يرتفع إنتاج الأردن من ثمار النخيل وخاصة تمر "المجهول" بنسبة 20 % نتيجة زيادة عدد أشجار النخيل المزروعة في مناطق وادي الأردن، والتي يصل عددها إلى 500 ألف نخلة. ويرى المهندس عبدالوالي الفلاحات أن الوصول إلى مرحلة القطاف بشكل "مبكر"، للموسم الحالي، سيمنح الفرصة لمزارعي النخيل الحصول على أسعار أفضل، مقارنة مع بدء الموسم الفعلي والذي عادة ما يبدأ مطلع شهر أيلول (سبتمبر) من كل عام، مبينا أن الإنتاج المبكر سيمكن المزارعين من تنفيذ العقود التصديرية بشكل أفضل والتوريد للأسواق المحلية خلال الفترة التي تسبق عيد الأضحى والتي تبدأ في الـ22 من الشهر الحالي.

ويوضح أن ارتفاع درجات الحرارة خلال الفترة الماضية "أسهم في إنضاج ثمار النخيل بوقت مبكر، الأمر الذي سيعود بالفائدة على العمالة الزراعية النسوية، التي تجد في العمل بمشاغل التمور فرصة لتحقيق مردود اقتصادي جيد مع انتهاء الموسم الزراعي الخضري في مناطق وادي الأردن".

"كل 500 دونم نخيل تحتاج من العمال إلى ما يقارب الـ200 عامل خلال فترة ثلاثة أشهر، تبدأ من آب (أغسطس) وتنتهي في تشرين الثاني (نوفمبر)"، بحسب الفلاحات الذي بين أن المساحات المزروعة بمناطق وادي الأردن سـ"توفر فرص العمل لآلاف النساء العاملات خلال الموسم الحالي".

من جهته، يؤكد المهندس محمد السلامات أن ارتفاع درجات الحرارة خلال شهر تموز (يوليو) الماضي "أسهمت في نضوج ثمار جميع أصناف النخيل قبل موعدها وبشكل أفضل مما قد تكون عليه خلال الأجواء المعتدلة"، موضحا "أن الأجواء المعتدلة لا تسمح للثمار بالنضج للوصول إلى مرحلة التمر الذي يجد رواجا في الأسواق، وخصوصا التصديرية منها، الأمر الذي يعود  بالفائدة على المزارعين بشكل ملحوظ، وكذلك على العاملين بهذا القطاع".

ويتوقع أن يرتفع إنتاج الأردن من ثمار تمر "المجهول"، الذي يُعد من أجود الأنواع، بنسبة 20 % نتيجة زيادة عدد أشجار النخيل المزروعة في مناطق وادي الأردن، والتي يصل عددها إلى 400 ألف نخلة، إضافة إلى ما يقرب من 100 ألف نخلة من صنف "البرحي".

وفيما يوضح السلامات أن إنتاج مناطق الوادي من صنف "المجهول" وصل الموسم الماضي إلى 15 ألف طن، توقع أن يرتفع الإنتاج من هذا الصنف إلى 18 ألف طن الموسم الحالي.

ويؤكد مزارعون "أنهم بدأوا بجني محصول البلح "البرحي" قبل حوالي أسبوعين، فيما يتوقع أن يتم البدء بجني محصول تمر "المجهول" خلال الأيام القليلة المقبلة"، مشيرين إلى أن هذا النوع من التمور "يجد رواجا في الأسواق الخارجية خاصة دول الخليج وأوروبا.

ويدعو هؤلاء المزارعون، الجهات المعنية إلى تشجيع زراعة النخيل وتوفير الدعم اللازم لها، خصوصا مشاغل التدريج لما لها من دور مهم في تحقيق الأمن الغذائي وزيادة إسهام الزراعة في الدخل القومي.

بدوره، يقول مدير زراعة وادي الأردن المهندس بكر البلاونة أن زراعة النخيل في المملكة شهدت رواجا كبيرا خلال الأعوام الماضية، وخاصة صنف "المجهول"، إذ أن إنتاج هذا النوع من التمور يضاهي أجود الأصناف عالميا، والذي يتم تصدير الصنف الأول منها إلى معظم دول العالم بما فيها دول الخليج العربي. ويضيف أن هذا النوع من الزراعات الحديثة في مناطق وادي الأردن "أثبت جدواه  اقتصاديا"، خصوصا أن الاستثمار في هذا القطاع سيكون له الأثر الإيجابي على المزارعين والعاملين. ويؤكد البلاونة "أن الموسم الحالي يعد استثنائيا لمزارعي النخيل، حيث أن ارتفاع درجات الحرارة أسهمت في تبكير نضوج ثمار النخيل قبل موعدها، خاصة صنف "المجهول"، والذي يتأخر إنتاجه الى ما بعد منتصف شهر أيلول (سبتمبر) المقبل، ما يعود عليهم بالفائدة بشكل أكبر من المواسم الماضية".