وادي الأردن: تزايد الفقر وتراجع المساعدات يستنزفان الجهات الخيرية

حابس العدوان

وادي الأردن– فرض ارتفاع أعداد المحتاجين بعد تردي الاوضاع الاقتصادية لشريحة كبيرة من سكان وادي الأردن، تحديا كبيرا أمام جهات داعمة للاسر الفقيرة، بعد ان تزامنت هذه الاوضاع من تراجع المساعدات النقدية والعينية للجمعيات الخيرية ولجان الزكاة بنسبة زادت على 70 %، بحسب معنيين.

اضافة اعلان


وبحسب المعنيين بالعمل الخيري والقائمين على الجمعيات الخيرية، فإن حجم الطلب على تلقي المساعدات تضاعف بعد جائحة كورونا بسبب تعطل آلاف الشباب والفتيات عن العمل في القطاعين السياحي والزراعي اللذين كانا يعدان اهم القطاعات المولدة لفرص العمل في الوادي، الامر الذي شكل ضغطا هائلا على الموارد الشحيحة.


وتبين رئيسة جمعية التعاون الخيرية كوثر العدوان ان الظروف الاقتصادية التي فرضتها جائحة كورونا على قطاعي الزراعة والسياحة اسهمت بشكل كبير في رفع معدلات الفقر والبطالة إلى نسب وصفتها بـ"مفزعة"، خاصة مع استمرار تراجع اوضاعها الى الآن، مشيرة الى ان بعض الجهات الداعمة من جمعيات ولجان زكاة ومؤسسات مجتمع مدني باتت عاجزة عن استقبال طلبات جديدة او توفير المساعدات للاسر المستفيدة.


وتشير الى أن الجمعيات تقوم بجهود جبارة هذه الأيام لمحاربة الفقر وتأمين لقمة العيش للفقراء والمحتاجين ممن لا يستطيعون العمل والتكسب، اذ ان لديها القدرة على الاطلاع بشكل أشمل على أوضاع الكثير من الأسر، خاصة تلك التي اضيفت جديدا الى قائمة الأسر المحتاجة، مضيفة أن الجمعيات تقوم بتلمس احتياجات الأسر الفقيرة وتقديم الدعم اللازم لها حسب الإمكانات المتوفرة.


وتؤكد العدوان ان تناقص حجم المساعدات النقدية والعينية للجهات الداعمة يشكل تحديا حقيقيا امامها لمواصلة مساندة الاسر الفقيرة وتمكينها من الحصول على ادنى متطلبات العيش الكريم، لافتة الى ان حجم المساعدات تناقص بنسبة زادت على 70 % مقارنة بالسنوات التي سبقت الجائحة التي أثرت بشكل كبير على قدرة الجمعيات في تقديم المساعدات اللازمة للأسر المحتاجة.


وتلفت الى ان عددا كبيرا من الجمعيات بات عاجزا حتى عن توفير المساعدات البسيطة كالطعام والشراب، ما يدفع بالأسر الفقيرة والمحتاجة الى اللجوء للجمعيات المقتدرة ولجان الزكاة خاصة خلال شهر رمضان الفضيل، مشددة على ضرورة تقديم الدعم اللازم للجهات الداعمة لمساعدتها على تقليل نسب الفقر والبطالة وتمكينها من الاستمرار في الدور المهم الذي تقوم به وتفتح أمامها المجال لخلق فرص عمل للفقراء، من خلال تشغيلهم في مشاريع إنتاجية أو دعمهم لإنشاء مشاريع خاصة بهم.


وتبين روشكا تيم من جمعية سنابل الخير الخيرية ان ازدياد الحاجة وكثرة المحتاجين بات يشكل تحديا حقيقيا امام الجهات المساندة كمديريات التنمية والجمعيات الخيرية خاصة مع الارتفاع الكبير في اسعار المواد التموينية، موضحة ان فئة كبيرة من المجتمع المحلي باتت تفتقر لأدنى مقومات العيش، اذ ازداد عدد طالبي المساعدات بنسبة 30 % مقارنة بما قبل الجائحة.


وتضيف أن تقديم المعونة لمرة واحدة لن يحل المشكلة، إذ إن المساعدات التي تقدمها الجمعيات أو الجهات الحكومية بالكاد تكفي أسبوعا أو أسبوعين، لافتة أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة أثرت بشكل كبير على عمل هذه الجمعيات، مع تراجع قيم المساعدات العينية والنقدية حتى بات معظمها عاجزا عن القيام بالدور المنوط بها خاصة في مثل الظروف الحالية التي يجد فيها أبناء المجتمع صعوبة في تأمين متطلبات الحياة الرئيسة.


ويرى الناشط الاجتماعي عثمان البراج أن تردي الأوضاع الاقتصادية خاصة في ظل الظروف التي فرضتها الجائحة والتي تسببت بإغلاق العديد من القطاعات حمل الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني أعباء كبيرة في توفير أبسط الحقوق الإنسانية كالطعام والشراب والملبس لهذه الأسر، لافتا الى ان الاوضاع الحالية من ارتفاع في الاسعار وعجز الجهات الداعمة عن تقديم المساعدات باتت تشكل تهديدا حقيقيا للأسر المحتاجة خاصة مع اقتراب شهر رمضان.


من جانبه يبين مدير تنمية لواء الشونة الجنوبية قاهر السعايدة أن المديرية تقوم بشكل مستمر بتقديم المساعدات للأسر المعوزة، ما بين مساعدات عينية او نقدية او طلبات تأمين صحي، ضمن الانظمة والتعليمات، مؤكدا على أهمية و دور الجمعيات الخيرية الفاعلة حيث تعد إحدى الركائز المهمة في تقديم الخدمة في المجتمعات المحلية، وخاصة ونحن على ابواب شهر رمضان المبارك شهر الخير.


وأضاف ان المديرية قامت خلال العام الماضي بتقديم مساعدات لحوالي 3750 اسرة موزعة ما بين مساعدات عينية ونقدية وتوزيع قسائم شرائية وتوزيع ملابس ووجبات افطار رمضانية وتوزيع مواد تموينية ومساعدات طارئة، اضافة الى الخدمات الاخرى التي تم تقديمها للاسر المحتاجة من تأمين صحي للأسر الاشد فقرا وتأمين صحي لذوي الاعاقات وبناء منازل لعدد من الأسر.


وبحسب ارقام صندوق المعونة الوطنية فإن عدد الاسر المنتفعة يبلغ 1500 اسرة يستفيد منها ما يزيد على 7500 فرد، في حين ان الارقام تؤكد وجود زيادة في اعداد المتقدمين بطلبات معونة مقارنة بما قبل جائحة كورونا.

إقرأ المزيد :